في الوقت الذي يتطلع فيه الشعب الجزائري لإعلان السلطات الفرنسية عن جرائمها في حق الجزائريين إبان الحقبة الاستعمارية، التي قضت على أكثر من مليون ونصف مليون جزائري، يتواصل الصمت حيال القضية في حين يحضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإعلان 24 أفريل يوما وطنيا لإحياء ذكرى الإبادة الأرمنية وهو الوعد الذي أطلقه في حملته الانتخابية.
تنفيذا لوعده الانتخابي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمام المجلس التنسيقي للمنظمات الأرمنية في فرنسا، أن بلاده ستعلن 24 أفريل “يوما وطنيا لإحياء ذكرى الإبادة الأرمنية” وتثير هذه القضية خلافا بين تركيا والدول التي إعتبرت مجازر قتل الأرمن على يد القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى بأنها “إبادة” وعلى خلفية ذلك نددت تركيا بقرار ماكرون، في حين جاء هذا القرار ليعيد للجزائريين مطلبهم القديم الجديد والمتمثل في “الإعتذار الفرنسي عن جرائمه في حق الشعب الجزائري.”
وتناست السلطات الفرنسية، حسب العديد من السياسيين الجزائريين، قرار الاعتذار عن مجازر ارتكبت بحق الجزائريين خاصة في 1958 وفي الوقت نفسه تحدد “يوما لإحياء ذكرى إبادة الأرمن” المؤرخة في 1915.
ولأول مرة في التاريخ الفرنسي، كانت قد أقرت الدولة الفرنسية على لسان رئيسها إيمانويل ماكرون بمسؤوليتها عن ممارسة التعذيب بشكل ممنهج وبتنفيذ إعدامات دون محاكمات إبان ثورة التحرير الجزائرية، كما تعهد أيضا بفتح الأرشيف المتعلق بالمفقودين والمختطفين خلال هذه الفترة، وهي التصريحات التي أعطت الأمل حيال قضية وصف الاستعمار الفرنسي للجزائر بأنه جريمة ضد الإنسانية وأن على الفرنسيين الاعتذار لضحاياهم، لكن بقيت هذه التصريحات مجرد كلام أطلقه الرئيس الشاب خلال زيارته الأخيرة للجزائر .
وقد وصفت السلطات الجزائرية، حينها خطوة ماكرون بالتاريخية، لكن ما ينتظره الجزائريون من الرئيس ماكرون هو أن يقدم اعتذارا صريحا وواضحا عن جرائم الاستعمار الفرنسي، رغم أنه أمر مستبعد حسب العديد من مؤرخين كون فرنسا تؤكد دائما أن الأبناء لا يمكن أن يعتذروا عما اقترفه الآباء، كما أن البرلمان الفرنسي صادق في 2005 بالأغلبية على قانون تمجيد الاستعمار الفرنسي.
وبإعلان ماكرون ” 24 أفريل يوما وطنيا لإحياء ذكرى الإبادة الأرمنية” أمام العشاء السنوي للمجلس التنسيقي الأرمني في فرنسا يكون قد وفى بوعد كان أطلقه خلال حملته الانتخابية .
ويؤكد الأرمن أن 1,5 مليون أرمني قتلوا بشكل منظم قبيل انهيار السلطنة العثمانية فيما أقر عدد من المؤرخين في أكثر من عشرين دولة بينها فرنسا وإيطاليا وروسيا بوقوع إبادة، وتقول تركيا إن هؤلاء القتلى سقطوا خلال حرب أهلية تزامنت مع مجاعة وأدت إلى مقتل ما بين 300 ألف و500 ألف أرمني فضلا عن عدد مماثل من الأتراك حين كانت القوات العثمانية وروسيا تتنازعان السيطرة على الأناضول.
رزاقي.جميلة
الرئيسية / الحدث / ماكرون يعلن 24 أفريل يوما وطنيا لإحياء ذكرى إبادة الأرمن :
السلطات الفرنسية تتجاهل جرائمها في حق الجزائريين
السلطات الفرنسية تتجاهل جرائمها في حق الجزائريين
ماكرون يعلن 24 أفريل يوما وطنيا لإحياء ذكرى إبادة الأرمن :
الوسومmain_post