خاطب رئيس حركة حمس عبد الرزاق مقري على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، فئة معينة من المنتقدين يمثلهم شخص واحد وصفه مقري أنه أحد من “المحرضين” “اللائمين” الذين انتقدوا ترشحه للرئاسيات.
ودافع رئيس الحركة عن تصريحات سابقة له زعم فيها أن الرئاسيات سيتم تأجيلها لا محالة وأنه لن يترشح إذا تقدم الرئيس بوتفليقة مرة أخرى للترشح.
وقال مقري بلغة مهادنة: “حسناً، في النهاية، لم يتم تأجيل الانتخابات”، وأضاف “أن الطبق الذي يخدمنا من ناحية أخرى ليس سوى العهدة الخامسة”.
وهاجم رئيس الحركة في خطابة منتقده الذي أولى اهتماما بالغا لخطأ توقعاته بدلا من الاهتمام بحل المشاكل عن طريق العقل والسياسة، قائلا “عليك الآن أن تتوسل الملاك عزرائيل ” وهي إشارة ضمنية إلى الذين انتقدوا كل السياسات والحلول حتى أحكام القضاء والقدر. .
واستدرك مقري “بقدر ما نشعر بالقلق، نحن ملتزمون مرة أخرى بمحاربة العهدة الخامسة، بعقلانية، ولكن هذه المرة ليس مع هذه النخبة البطيئة من الناحية الفكرية سنقوم بذلك مع المواطنين”.
والمتابع لخطى “حمس” ،خاصة منذ توليه لقيادة الحركة سيدرك أن مقري لا يزال وفيا لسياسة المداهنة مع السلطة تارة والابتعاد تارة أخرى فهو لا يقوى على مواجهتها والاصطفاف مع المعارضة ولا يمكنه أن يرتمي في أحضانها بعدما كان من أشد المعارضين للعهدة الرابعة في 2014 وانضمامه لتنسيقية الانتقال الديمقراطي.
ويدرك المراقبون السياسيون في الجزائر أن الأحزاب الإسلامية كانت من أكثر التشكيلات السياسية التي حاولت استثمار ما يسمى “الربيع العربي” لصالحها، تيمنا بما وقع في تونس والمغرب اللتين صعدت فيهما الأحزاب الإسلامية.
لكن فشل المخطط عرى مواقفها المتناقضة للاستمرار في المشهد السياسي، ودفعت بها هذه المواقف إلى التأرجح بين المعارضة والسلطة .
وتفطنت السلطة لنوايا الأحزاب الإسلامية فتركتها تسقط في فخ نواياها.
ويعد عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم والمرشح للانتخابات الرئاسية القادمة، أكثر الشخصيات السياسية “الاخوانية “في الجزائر التي تحولت إلى نموذج حقيقي للمواقف المتناقضة، إذ ينتقل في تصريحاته من النقيض إلى النقيض.
وتتخبط حركة مجتمع السلم في مواقفها منذ سنوات، إذ كانت أول الأحزاب التي أعلنت دخولها المعترك الرئاسي القادم مباشرة بعد إعلان الرئيس بوتفليقة استدعاء الهيئة الناخبة.
وكانِ رئيسها قد أعلن قبل ذلك أن حركته ستنسحب في حال ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة، قبل أن يتراجع بعد بضعة أيام، ويعلن مشاركته في الرئاسيات حتى لو ترشح الرئيس .
وقال مقري في تصريحات إعلامية أجنبية أن “ترشحنا هو تعبير عن رفضنا للعهدة الخامسة، نحن حينما ننسحب من الانتخابات نكون قد قدمنا خدمة للنظام لأنه يريد إبعادنا عن الساحة، إذا كانت الانتخابات حرة ونزيهة فإن حظوظنا في الفوز بالرئاسيات ثابتة سواء إن ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة أو ترشح آخرون “.
وقال المتحدث “نحن نتنافس للفوز، وإن كانت الانتخابات حرة ونزيهة حظوظنا في الحكم كبيرة”، نافيا أن يكون لأحزاب السلطة قاعدة شعبية، متسائلا “إن كان هذا الطرح سليما فلماذا يتم تزوير الانتخابات في الجزائر؟ ولماذا يرفضون تشكيل لجنة مستقلة لتنظيم الانتخابات؟.
رفيقة معريش