قال رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري إن الجزائر ليست مقبلة على استحقاقات يوم 18 أفريل المقبل بل “مسخرة ” حقيقية ضربت فيها كافة قوانين الجمهورية عرض الحائط وكرست الاستمرارية لفرض سياسة الأمر الواقع وإدارة الظهر لصوت الشعب مع سياسة الإصلاحات والتي هي في الأصل وعود انتخابية أكثر من حقيقية ستجسد على أرض الواقع مشيرا إلى أن إرادة تمرير العهدة الخامسة هو تجميد العمل الحزبي ودور الأحزاب في العمل الانتخابي وأصبحت الانتخابات لا معنى لها.
وحمل مقري خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس بمقر الحركة السلطة والمعارضة مسؤولية الأوضاع التي آلت إليها الجزائر لأنها رفضت مبادرة التوافق الوطني لتعيد رسالة الرئيس – على حد تعبيره- استنساخ نفس أفكار حمس وعرضها اليوم على الجزائريين بثوب التعهدات وقال:”الوعود بالإصلاحات التي جاءت بها رسالة الرئيس المنتهية عهدته عبد العزيز بوتفليقة هي وعود انتخابية ستذهب بعد ظهور نتائج الانتخابات لأنها تفتقر لأية ضمانات ونص الرسالة صورة طبق الأصل لوثيقة للوثيقة التي قدمتها الحركة للرئاسة في إطار مبادرة التوافق الوطني وسأكشف عن نص الوثيقة التي قدمتها حمس للرئاسة قريبا ” وأضاف :” لو تم قبول مبادرتنا لما وصلنا إلى هذا الحال لأن الشعب كان ينتظر التوافق كحل لإنقاذ الجزائر اليوم الكل أصبح يأتي بما قدمته حمس في وقت سابق سواء بعض من المعارضة التي تبنت فكرة التأجيل أو البرنامج المقدم لتسيير الجزائر في فترة انتقالية من قبل السلطة ” وأضاف :” هم لم يمشوا معنا في هذا الطرح من أجل أن لا يسجل الأمر باسم الحركة لكن التاريخ سيحفظ لحمس هذا”.
أرونا كيف جمعتم 6 مليون توقيع والشعب يقول “لا”؟
وشكك مقري في عدد التوقيعات التي جمعها المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة والتي بلغت 6 مليون توقيع واصفا إياه باللامنطقية إذا ما تمت مقارنتها بالحراك الشعبي الرافض للإستمرارية مدرجا الأمر في خانة الاستمرار في استفزاز الشعب وقال :” لا يعقل أن يقال فيه 6 مليون موقع لكن لم يراهم أحد ليتخيل لنا أن الذين خرجوا في الحراك الشعبي هو الذين وقعوا لصالح بوتفليقة هذا هو المنطق من رأيناهم في الشارع هم المحتجين على العهدة الخامسة هؤلاء يقزمون عددهم و يقال 6 مليون موقع هذا هو اللامعقول وهذا إعلان مسبق على نتيجة هذه الانتخابات هذا استفزاز كبير جدا ” وتابع :”والاستفزاز الآخر هو بداية التسريب بأن الرئيس لن يودع الملف بنفسه خلافا للقانون هذه الاستفزازت كانت ضاغطة على مجلس الشورى أن أغلبية أعضاء مجلس الشورى 60 بالمائة صوتوا لصالح الانسحاب وعدم إيداع الملف هو الموقف المعلن واختارت الحركة أن تتماهى مع الحراك الشعبي وتسمع صوت الشارع واختارت أن تعيش على نبض المواطنين وهو ديدن الأحزاب العاقلة والجادة” وأضاف :”كيف يجمع الرئيس هذا العدد من التوقيعات ولا نرى الطوابير في الشارع أو أن الذين خرجوا ضد الخامسة هم من وقعوا”.
العودة للمبادرات السياسية
وأشار مقري في سياق منفصل إلى أن عدم خوض حمس للرئاسيات المقبلة ليس معناه الخلود للنوم والبقاء مكتوفي الأيدي بل ستكيف نشاطها تماشيا والحراك الذي تعرفه الجزائر وبخاصة ما تعلق بالهبة الشعبية المطالبة بالتغيير ورفض العهدة الخامسة كاشفا عن طرح حمس لثلاث مبادرات الأولى هي شبكة المواطنين الأحرار التي ستكون بالحوار مع شخصيات وطنية من الشباب من اجل الحفاظ على الحراك الشعبي أما المبادرة الثانية هي تحالف قوى الوطنية ضد الفساد من أجل للخروج من الفساد الذي أصبح ينخر البلاد حسب مقري مؤكدا أن القيم أصبحت تتلاشي في الجزائر حيث أن كل شيء أصبح قابلا للبيع والشراء أما الثالثة فهي مبادرة التيار النوفمبري من خلال تشكيل جبهة وطنية للدفاع عن مبادئ بيان أول نوفمبر وتغيير التصنيفات.
التوقيعات التي جمعناها رصيد وتجربة
واعتبر مقري أن التوقيعات التي جمعها حمس والبالغة 1389 إستمارة توقيع خاصة بالمنتخبين و 120570 ألف استمارة خاصة بالناخبين تعد الآن بمثابة قاعدة معلومات ووعاء جديد للحركة سيما وأن الأصناف التي توجهت لها خلال عملية جمع التوقيعات جديدة بالنسبة للوعاء الانتخابي المعروف لحمس في السابق وقال في هذا الصدد :” بالرغم من الصدمة التي أصابت المواطنين حتى مناضلينا من سياسة الأمر الواقع بفرض العهدة الخامسة غصبا غير أننا نثمنها كوعاء جديد للحركة وتوسعت لتشمل أصناف جديدة.” و تابع في السياق ذاته :”هذا الجهد المبذول ومن ثم عدم مشاركتنا في نظر الكثيرين هو هباء منثور ولكن بالنسبة لنا هو تجربة وتدريب لأننا” راجعين راجعين” للانتخابات ونحن أكثر جاهزية لأي استحقاق مقبل.”
حافظوا على سلمية الحراك والانحراف يخدم السلطة
وعرج ذات المتحدث على الحراك الشعبي المتواصل الرافض للعهدة الخامسة بالقول إنه حراك حقيقي نابع من الشعب ذاته وبمبادرة منه لا أيادي خفية ولا جهات مجهولة وراءه مشددا على الحفاظ على سلميته والاستمرار فيه وتوسيع المطالب بالمطالبة بالاحترام الإرادة الشعبية وليس رفض العهدة الخامسة فقط وقال:” لا بد على الشعب من الحفاظ على سلمية حراكه وتوسيع الأهداف للمطالبة باحترام الإرادة الشعبية وأشدد على ضرورة الحفاظ على السلمية ولا توجد أفضل هدية للنظام السياسي الحاكم أو الأجنحة المتصارعة أعظم من أن ينحرف الحراك إلى العنف والدمار والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة كما نحذر من استغلاله من أي جهة لمآرب أخرى” وذكّر بالموازاة مع ذلك أن حمس كانت أول من تنبأ بالحراك الشعبي ضد العهدة الخامسة سيما بعد رفض الطبقة السياسية لمبادرة التوافق الوطني الخاصة بها في وقت سابق.
زينب بن عزوز