خصصت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالها الافتتاحي، أمس للمظاهرات الشعبية في الجزائر، التي تطالب الرئيس المنتهية عهدته عبد العزيز بوتفليقة بعدم الترشح لعهدة خامسة.
وكتبت الصحيفة في الافتتاحية عن احتجاجات الشباب الغاضب في الجزائر واصفة الحراك بأنه الأضخم ضد الحكومة منذ الثمانينيات وأنه يتزايد باستمرار.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز وهي واحدة من أهم وسائل الإعلام العالمية إلى الرسالة التي بعث بها بوتفليقة إلى الجزائريين تزامنا مع ترشحه وأضافت أن مدير حملة بوتفليقة الانتخابية لعهدة خامسة قدم حمولة شاحنة من الوثائق المطلوبة من المرشحين وبموجب القواعد الجزائرية للانتخابات، يفترض أن يقدم المرشح الوثائق المطلوبة للمجلس الدستوري شخصيا، وهو ما لم يستطع بوتفليقة أن يفعله.
ووعد الرئيس المترشح في حال إعادة انتخابه أنه سيعقد “مؤتمرا وطنيا شاملا” لكتابة دستور جديد يتبعه التصويت لانتخاب رئيس جديد، كما أنه شخصيا لن يترشح بهذه الانتخابات.
وقالت الرسالة “لقد استمعت وسمعت من كل قلبي صرخات المتظاهرين، ولاسيما آلاف الشباب الذين سألوني عن مستقبل بلدنا “.
وأشارت الصحيفة إلى أن رد الشباب على الرسالة كان العودة إلى الشوارع ونقلت الصحيفة عن الوضع في الجزائر بأنه وضع مأساوي وأن خيرات البلاد لا تعرف طريقها نحو خدمة الشعب والاقتصاد.
وعلقت الصحيفة بأن الاستقرار والنفط مكّنا الجزائر من تجنب انتفاضات 2011 بالمنطقة مع استمرار القمع السياسي بالبلاد، وعندما انخفضت أسعار النفط، انخفضت كذلك احتياطيات العملات الأجنبية وقدرة الحكومة على تهدئة الرأي العام، مشيرة إلى أن نسبة البطالة بين الشباب -الذين يشكلون أكثر من نصف السكان ولم يتعرضوا لصدمة الحرب الأهلية- تبلغ حاليا 29 بالمائة.
وشدت مسيرات الجزائر انتباه العالم ، بعدما راح الشعب يطالب الرئيس بوتفليقة بالعدول عن الترشح للانتخابات الرئاسية ،بطرق سلمية حشدت خلالها ملايين الرافضين لاستمرار الوضع السياسي والاقتصادي للبلاد واهتمت كبريات الصحف في العالم بهذا الحراك .
ر.م