لا يزال الحراك الشعبي السلمي في الجزائر يصنع الحدث في فرنسا، ولا تزال تصريحات المسؤولين في هذا البلد حول هذه المظاهرات تتوالى بين من يراها “مصدر الهام” نظرا لسلميتها وتحضرها، وبين من يراها “خطيرة قد تكون لها عواقب وخيمة على فرنسا، قد تدفع بالجزائريين إلى الهجرة إليها.
وفي هذا الصدد قال المرشح اليساري السابق للانتخابات الرئاسة الفرنسية جون لوك ميلونشون، أن المسيرات السلمية في الجزائر ، أظهرت شجاعة الشعب الجزائري أكثر من الفرنسي، وحث رئيس مجموعة فرنسا الأبية، بالغرفة السفلى للبرلمان الفرنسي، مواطني بلده على أن يأخذوا سلمية الشعب الجزائري كمثال للتعبير عن مطالبهم، وأورد قائلا:” لسنا أشجع من الجزائريين، يجب أن يكونوا مصدر إلهامنا، كما أن تعاطي مصالح الأمن مع المتظاهرين، كان محسوبا بدقة، مقارنة بالشرطة الفرنسية من حراك السترات الصفراء”.
من جانبه عاد السياسي الفرنسي المعادي للجزائر و مؤسس حزب “الجبهة الوطنية” الفرنسي، جون ماري لوبان، إلى الإدلاء بتصريحات استفزازية حول المظاهرات الشعبية السلمية التي تشهدها البلاد، وطالب حكومة بلاده بتعليق التشريعات التي تتيح للجزائريين الدخول لأراضيها، وقال ماري لوبان، في حسابه الرسمي عبر موقع “تويتر”، واصفا المظاهرات الشعبية السلمية في الجزائر ب الخطيرة و التي لها عواقب وخيمة، حيث قال:”إن الوضع في الجزائر خطير للغاية”، وأضاف:” إن الأحداث في الجزائر تشير إلى زيادة هائلة في الهجرة”، ودعا حكومة بلاده إلى تعليق هجرة الجزائريين نحو فرنسا، وهو ما يمكن أن يؤدي، حسبه، إلى تدفق أعداد هائلة من المهاجرين الجزائريين نحو بلاده.
للإشارة، جون ماري لوبان معروف بعدائه الشديد للجزائر، هو وابنته مارين لوبان، حيث رفض العديد في المرات الاعتراف بوحشية الاستعمار.
يأتي تصريح لوبان بعد أيام من تصريحات عدد من المسؤوليين الفرنسين حول المظاهرات السلمية في الجزائر، حيث كان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قد قال أن الجزائر دولة ذات سيادة ولدى شعبها الحق في انتخاب القيادة الجديدة لبلاده وتقرير مصيرها بصورة حرة، وأعرب عن اهتمام باريس بأمن واستقرار الجزائر، موضحا أن لتطورات الأحداث في هذه الدولة –أي الجزائر-تأثيرا على ما يجري في فرنسا، و أن “وفرنسا نظرا إلى روابطها التاريخية مع الجزائر، فهي مهتمة جدا بالأحداث الجارية”.
كما كان وزير الدولة للشؤون الخارجية الفرنسية جان باتيست لويموين ، قد صرح قبله أنه “مهتم كثيرا بالمسيرات المناهضة للعهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة وقال ” إن للكلمات وزن ونعرف مدى أهمية هذا الوزن في العلاقات بين فرنسا والجزائر “.
وتتابع مختلف عواصم العالم و صحافتها ما يجري في الجزائر من حراك شعبي سلمي، حيث أشادت الصحافة الدولية بسلمية المظاهرات.
رزيقة.خ
الرئيسية / الحدث / منهم من اعتبر المظاهرات "مصدر إلهام" ومنهم من رآها "خطرا على فرنسا":
الساسة الفرنسيون تجاه الحراك الشعبي.. بين مشيد به ومحذر منه
الساسة الفرنسيون تجاه الحراك الشعبي.. بين مشيد به ومحذر منه