وجدت السلطات الجزائرية في ظرف شهر، نفسها في مفترق الطرق بعد الحراك الشعبي الذي صنعه المواطنون والذي لم يكن متوقعا بحجم المليونية الذي سجلته 48 ولاية، ورغم سياسة التهدئة التي باشرتها الجهات العليا في البلاد لم تتمكن بعد 32 يوما من الحراك من إعادة الأمور إلى طبيعتها رغم حقن التهدئة التي أطلقت عبر 6 رسائل وجهت للأمة يقال أنها صدرت عن عبد العزيز بوتفليقة.
لم يكن متوقع أن تكون القطيعة كبيرة، بين الشعب الجزائري والسلطات العليا في البلاد بعد عشرون سنة، تصل حد تنظيم مسيرات مليونية في الشوارع في كل ولايات الوطن مطالبة بتغيير جلد النظام، وذهاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وحاشيته، ورغم تواصل رسائل التهدئة من طرف الرئاسة وإعلان تأجيل الانتخابات الرئاسية من طرف الرئيس بوتفليقة التي وجهها إلى الأمة في أخر رسالة أمس الأول، لم تلق آذانا صاغية خاصة وأن رقعة المطالب ارتفعت من مطالبة برحيل بوتفليقة إلى رحيل النظام.
وبالعودة إلى كرونولوجيا هذه الرسائل التي حققت رقما قياسيا في ظرف شهر، كان آخرها رسالة الاثنين التي عولت عليها السلطات بعد جملة التعديلات التي تضمنتها منها إلغاء الانتخابات الرئاسية لكنها حسب المتتبعين القطرة التي أفاضت الكأس، ولم تأت بنتيجة رغم أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أعلن فيها عن تأجيل تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة ليوم 18 أفريل 2019 وعدم ترشحه لعهدة رئاسية خامسة، كما أعلن في هذه الرسالة عن إجراء “تعديلات جمة” على تشكيلة الحكومة وتنظيم الاستحقاق الرئاسي عقب الندوة الوطنية المستقلة تحت إشراف حصري للجنة انتخابية وطنية مستقلة.
وجاءت رسالة الإثنين، على شاكلة الرسائل السابقة التي قرأها عبد الغاني زعلان ورسالة الثامن مارس التي جاءت تحت عنوان “الرئيس سمع آهات المواطنين” بعد خروج الآلاف من الجزائريين لشارع مطالبين برحيل الرئيس، لكن جاء الرد باردا والقرارات بعيدة عن مطالب الشعب رغم أنها تضمنت ست قرارات وصفتها الجهات التي قرأتها بالهامة لكن كان رد الشارع قويا ونظمت ردا عليها مسيرات مليونية في ربوع الوطن أدهشت العالم بسلميتها.
وفي ذات السياق، جاءت رسالة ترشح عبد العزيز بوتفليقة التي أعلن فيها رسميا ترشحه لخوض غمار الرئاسيات في الـ10 فيفري، والتي أكد فيها أنها استجابة لنداءات المواطنين والطبقة السياسية والمجتمع المدني، وبروح تحذوها نية استكمال الواجب السامي لخدمة البلاد والشعب، لتأزم الوضع في البلاد كون الكثير كان يأمل في عدول الرئيس عن العهدة الخامسة لكن ما جاء في رسالة “أعلنت عن ترشحي للانتخابات الرئاسية لشهر أفريل المقبل” كصدمة لدى الكثير من المواطنين لتؤكد نية هذا الأخير مواصلة مشواره الرئاسي رغم وضعه الصحي الحرج.
رسالة أخرى توددا بها الرئيس لشعبه والتي جاءت بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد لم تخل هي الأخرى من التودد والتهدئة، لكن الرد كان كبير من طرف المواطنين أين خرج في مظاهرات سلمية بالجزائر العاصمة و مناطق أخرى للبلاد تعبيرا عن رفض وذات الرد عرفته رسالة اخرى بمناسبة إحياء ذكرى تأميم المحروقات وإنشاء الاتحاد العام للعمال الجزائريين.
رزاقي.جميلة
الرئيسية / الحدث / ست رسائل في ظرف شهر للجزائريين :
بين بوتفليقة والحراك الشعبي …رسائل الود لم تقنع الغاضبين
بين بوتفليقة والحراك الشعبي …رسائل الود لم تقنع الغاضبين