يعيش حزب جبهة التحرير الوطني، أصعب مراحله بسبب الانشقاقات والاتهامات بين مناضليه، وما ميز الأيام الأخيرة إطلاق قيادي الحزب على بعضهم اتهامات الخيانة والتخوين على بعضهم، وصلت حد عقد اجتماعات متفرقة للإطاحة بالقيادة الحالية، التي يقودها منسق الحزب معاذ بوشارب، وأكثر من هذا تحضر جهات لتوجيه طلب إلى العدالة للمطالبة بعقد اجتماع للجنة المركزية، وهو المؤتمر الذي من شأنه أن يعقد موقف بوشارب المعين من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة داخل الحزب.
اجتماع خصوم بوشارب في محافظة الأخضرية
في ذات السياق اجتمع صباح الأمس أكثر من 70 قياديا في حزب جبهة التحرير الوطني، من بينهم محافظون وأعضاء لجنة مركزية في مقر محافظة الأخضرية بولاية البويرة، في إطار مسعى يقوده خصوم المنسق الحالي للحزب معاذ بوشارب، للإطاحة به رفقة الهيئة المسيرة، وسبق اجتماع الأخضرية، لقاء في سطاوالي غرب العاصمة مساء السبت، حضره أعضاء المكتب السياسي السابق، وخرج بمقترح التوجه للمحكمة الإدارية للفصل في عدم شرعية بقاء القيادة والتحضير لدورة طارئة للجنة المركزية قبل عقد المؤتمر، وتحضر نفس الجهات من أجل الذهاب للعدالة من أجل إعادة الحزب إلى الشعب ومناضليه.
وبالتوازي مع هذا اجتمع أمس منسق الهيئة المسيرة لحزب جبهة التحرير الوطني، معاذ بوشارب، في مقر الأفلان بحيدرة مع مناضلي ولاية العاصمة، حيث شدد أمامهم على ضرورة توحيد الصفوف قبل عقد المؤتمر الإستثنائي بداية شهر ماي، ودعاهم للدفاع عن خارطة الطريق التي اقترحها رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، وشهد اللقاء أجواء مشحونة ميزت النقاش حول وضعية الحزب، في وقت دعاهم بوشارب للتجند خلف خارطة الطريق التي رسمها الرئيس في رسالته التي وجهها يوم 11 مارس.
وأظهر تسجيل فيديو مشاحنات كلامية بين أعضاء في الهيئة المسيرة ومناضلين اتهموهم بالتموقع، والتسبب في تسويد صورة الأفلان لدى الجزائريين، وخاطب منسق الحزب الحاضرين، بأنه لا توجد خطة إلا خطة الرئيس بوتفليقة لتغيير النظام وبناء جمهورية جديدة، ودعاهم للتجند من أجل الحفاظ على الحزب،وشدد بوشارب بأن مؤتمر الأفلان سيعقد في بداية شهر ماي، من أجل الخروج من الوضعية الحالية ولعب دور فاعل في الندوة الوطنية التي تحضر لها السلطة،من جهته أطلق منسق هيئة قيادة الأفلان معاذ بوشارب، تصريحات نارية ضد من أسماهم بالمتسلقين وأصحاب المال الفاسد، والذين أوصلوا الحزب للوضعية التي وصل إليها الحزب في الوقت الحالي، أين أصبح الحزب يعيش هذه الوضعية الصعبة بسب هؤلاء الذين لا يمتلكون حتى بطاقة مناضل في الحزب وأصبحوا مسؤولين بقدرة قادر،و في اللقاء التنظيمي المغلق مع إطارات الحزب بالعاصمة، الذي تم إجراؤه أمس الأول بمقر الحزب، وفي هذا اللقاء المغلق قال معاذ بوشارب بان أشخاصا لا يمتلكون حتى بطاقة مناضل أصبحوا مسؤولين في الحزب مؤكدا بان الحزب أصبح مقبرة للمناضلين والكفاءات،أين عجز الأفلان اليوم عاجز عن تقديم مرشح توافقي للجزائريين بعد سحب الرئيس لترشيحه مؤكدا بان الأفلان صار يدفن الكفاءات.
حسين خلدون: “الحل السياسي للأزمة يتجاوز القانون”
من جهته قال حسين خلدون، المكلف بالإعلام لحزب جبهة التحرير الوطني، أن الحزب شرع في مرحلة التحضير للمؤتمر الاستثنائي، الذي يرتقب عقده مطلع شهر ماي المقبل، وقال إن المؤتمر هو الحل الوحيد للخروج من الأزمة التي يعيشها الحزب نتيجة سنوات من التراكمات وبعض الممارسات، وقال إن القيادة الجديدة التي إختارها الرئيس بوتفليقة، تعهدت في أول اجتماع لها أنها ستذهب إلى مؤتمر جامع لا يقصي أحد، والمؤتمر جاء بناء على مراسلات وجهتها عدة قيادات غاضبة إلى الرئيس بوتفليقة لإنهاء عهد التهميش الذي تعرضت له في السنوات الأخيرة، مع العلم أن القانون الأساسي للحزب، في أحد مواده يمنح الحق لرئيسه باستدعاء المؤتمر الاستثنائي، ولما رأى بوتفليقة أن الأزمة إشتدت دعا إلى عقد مؤتمر جامع.
ورد خلدون عن الذين يطالبون بالعودة إلى الشرعية بالقول ” أقول لهم لماذا لم يتحدث أحد منهم عن الشرعية في عهد الأمين العام السابق جمال ولد عباس، بالرغم من أن اللجنة المركزية لم تنعقد لأكثر من سنتين، دون أن ننسى الدوس على القانون الأساسي والنظام الداخلي عن طريق حل المكتب السياسي دون العودة إلى اللجنة المركزية.”
وقال من يريد اليوم العودة إلى الشرعية عليه المشاركة في المؤتمر الجامع لأن شعارنا يقول “سيكون بعنوان إعادة الاعتبار للمناضلين وتطهير الصفوف من الدخلاء والمال الفاسد ومن شوهوا صورة حزب جبهة التحرير الوطني و نتعهد بأنه لا وجود لأي نية لإقصاء أي أحد سواء أعضاء اللجنة المركزية الحاليين أو السابقين ولا حتى القيادات.”
رزاقي.جميلة