حذرت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون من الندوة الوطنية التي تروّج لها السلطة و قالت أنها “انقلاب” على الشعب كما حذرت والمرحلة الانتقالية التي أكدت أنها دائما ما تكون خطرا وأحيانا ما تنتهي بحروب، وقالت أن ما تعيشه الجزائر اليوم مسار ثوري و ليس حراكا أو ربيعا عربيا، و انتقدت حنون الزيارات التي قام و يقوم بها وزيرة الخارجية لعدة عواصم أجنبية، كما دعت الشعب إلى مواصلة المسار الثوري و الصبر و أخد المزيد من الوقت لأنه حسبها لا يمكن تحقيق كل الأهداف في ظرف شهر.
وقالت حنون أمس، خلال اجتماع المكتب الوطني للطلبة المنتمين لحزبها، بمقر هذا الحزب بالعاصمة، ن الندوة الوطنية التي تروّج لها السلطة هي “انقلاب” على سيادة الشعب ، على اعتبار أن تركيبة الممثلين فيها يختارهم الولاة، وهم في الغالب من حزبي السلطة، حيث تختارهم السلطة بعناية من أجل البقاء في الحكم حسبها، و اعتبرت أن الندوة الوطنية و المرحلة الانتقالية دائما ما تكونان خطرا على البلدان التي جرت فيها ، و أحيانا كثيرة ما تنتهي في باندلاع حروب، و أعطت أمثلة بما حدث في عدة دول افريقية أن تستمر المرحلة الانتقالية الى ما يزيد عن 7 سنوات، بعد أن يرفض من يسير الشؤون الانسحاب من الحكم، و قالت انه في العديد من هذه الدول تسببت هذه المرحلة في إشعال الحروب، لأنه دائما ما ما يتم تنظيمها بإشراف من الأمم المتحدة أو الدول الكبرى ذات الماضي الاستعماري، ودعت الأمينة العامة إلى العمل على فضخ هؤلاء الولاة ومن يريدون الانضمام إلى هذه الندوة.
من جانب آخر، تعتبر حنون بأن الجزائر تشهد حاليا مسار ثوري وليس حراكا شعبيا أو ربيعا عربيا، و أن هذا المسار ليس له صبغة دينية نهائيا حسبها، وبأن سلمية المسيرات عجّزت النظام والحكومات الغربية، حيث باتت هذه الأخيرة خائفة من أن يكون المسار الثوري بالجزائر كقدوة للشعوب المضطهدة بالعالم.
و قالت حنون بأن مطلب رحيل النظام بممارسته ووجوهه وسياسته هو القاسم المشترك بين كل الجزائريين الذين خرجوا بالمسيرات، وكذا رفض محاولة الالتفاف على هذه الثورة عبر الندوة الوطنية، مضيفة بأن مضمون المطالب يتوضح ويتأكد أسبوعا بعد أسبوع، على غرار عدم السماح بالتدخل الأجنبي من أي طرف كان، لافتة إلى أن حمل صور الشهداء ومفجري ثورة 1 نوفمبر في هذه المسيرات، يدل على عدم القطيعة بين المسار الثوري الذي انطلق في 22 فيفري الماضي، وبين الثورة التحريرية المجيدة ل 1 نوفمبر 1954.
وأشارت نفس المتحدثة إلى وجود تحضيرات لإنشاء لجان طلابية شعبية داخل الجامعات ومعاهد التكوين العالي، أين تدور نقاشات داخلها بين الطلبة حول مستقبل مسارهم الثوري ومطالبه، موضحة بأن هذه اللجان الشعبية تهدف لضمان تغذية النقاش وتعبئة مستمرة لهذا المسار، وكذا الحرص على تواصل سلميته مستقبلا، إضافة إلى أنها حماية من الثورة المضادة لمسارهم الموجودة فعلا حسبها، محذرة من الاستعجال في تحقيق مطالب هذا المسار الثوري.
وشددت حنون على ضرورة تعميم فكرة اللجان الشعبية إلى العمال والمعلمين والأطباء والبطالين للإدلاء بدلوهم مستقبلا، مبرزة بأنه حتى أسلاك المنظومة الأمنية معنيون بتحديد طبيعة نظام الحكم في الجزائر مستقبلا.
وبخصوص تخلي حزبي الأفلان والأرندي على الرئيس بوتفليقة وعائلته، قالت حنون بأن هذين التشكيلتين السياسيتين يهدفان للتموقع بالمسار الثوري من أجل المحافظة على مصالحهم، مثلما كانوا يدعمون الاستمرارية لمواصلة نهبهم، موضحة بأن دعوات إصلاح النظام والتحذير من إسقاطه هي تخويف وإضفاء للضبابية بالساحة، لكن الأغلبية متفطنة ويجب عليها التمسك بمطلب إنهاء النظام.
من جهة انتقدت الأمينة العامة للحزب الزيارات التي قام و يقوم بها وزير الخارجية رمطان لعمامرة لعدة دول، وقالت أن مسعاه “جد غريب”، و أضافت قائلة:” ولا قوة عظمى وحتى فرنسا الذي تراجع رئيسها امنويل ماكرون على تصريحاته السابقة، اعتبروا جميعا أن ما يحدث في الجزائر أمر داخلي ….إذا فما مغزى هذه الجولات للعمامرة الذي من المفروض أن يقدم ضمانات للشعب و ليس للخارج”.
ودعت نفس المسؤولة السياسية إلى تبني نظام برلماني من غرفة واحدة في الجزائر، شريطة أن ينتخب بشفافية من المواطنين الذين يمكنهم عزل النواب لاحقا، أما رئيس الجمهورية فينتخب من هذا البرلمان الذي سيمثل السيادة الشعبية، كما تكون صلاحيات الرئيس محدودة.
رزيقة.خ