أكد بيت الشعر الجزائري، أنه يقف بكل اعتزاز في صف الحراك الشعبي ويواكب تطورات الأحداث والمطالب الشعبية في التغيير ومطامح الشعب في الحرية وتأسيس دولة الحق والخير والجمال، في بيان وصل جريدة “الجزائر”.
وجاء في البيان: تلك القيم النبيلة التي رافقت فجر المجتمع الإنساني وكانت محرك المقاومة عبر تاريخ المجتمع الجزائري كما كانت المُثُـل العليا لثورته الكبرى. وهي اليوم تتجسد في شعارات الحراك الشعبي المتنوعة وفي إصرار الأجيال الجديدة على انتزاع المشعل بجدارة واستحقاق والمضي قدما لتحقيق الأهداف بكل تحضر وفي هدوء ونظام محققة بذلك هدفا مزدوجا: تحقيق مطالب التغيير في كنف السلم والأمان والزج بالجزائريين في موقف المواطن المسؤول الحريص على المساهمة في الشأن العام لمواجهة كل المخاطر المتربصة بالجزائر.
ويحيي بيت الشعر الجزائري الحراك الشعبي الذي أعاد للكلمة معناها وللتعبير قوته وجعل من الأهازيج والأشعار والأناشيد فاعلا يوميا في الحياة العامة ورفع سقف التعبير إلى حدوده القصوى بشعارات عبقرية لها قوة الإبداع وسلاسة الحياة بلغة يومية بسيطة.
ويقف ضد خطابات الجمود والتكلس والانصياع للقوالب الجاهزة والخطابات الميتة التي رفضتها الجماهير ولفظتها الحياة كما يقف ضد خطاب التدليس والتزوير والتلاعب بالمشاعر عبر الأساليب البلاغية الميتة وضد الالتفاف على الحقوق باستعمال لغة الخشب والنصوص الفارغة من المعنى.
وشدد بيت الشعر الجزائري، في بيانه بأنه ينحاز إلى الحرية في كل أبعادها وفضاءاتها وفي مختلف فعالياتها
حرية الضمير والاعتقاد وتشكيل الرؤى وحرية الإبداع في فضاءات الحياة المختلفة؛ ويدعو إلى تحرير الفضاءات الثقافية ووضعها تحت تصرف المبدعين والمفكرين والفاعلين الثقافيين ليتسنى لهم التعبير عن رؤاهم وتجسيد مشاريعهم بعيدا عن الضغوط والعراقيل.
حرية التعبير والتنظيم وحرية الكلمة والصورة والرمز والإشارة وحرية النشر في كل اشكاله: الكتابية والمرئية والمسموعة والإلكترونية ويدعو إلى تحرير الموارد المرصودة للثقافة والإبداع وتمكين الفاعلين من الحصول عليها بشفافية وفي الآجال الضرورية؛ حرية النشاط والحركة والتنقل والتبادل بين الأجيال والمناطق وبالتعاون بين الفاعلين ويدعو المبدعين والأدباء والفنانين وكل الفاعلين في الحقل الثقافي إلى التعاون وإنشاء شبكات ثقافية منسجمة تسمح بالمشاركة الجماعية وتمكين الفعل الثقافي من الاستمرار في الزمن ومن الوصول إلى كل المناطق وكل الفضاءات وإسقاط الحواجز والجدران التي أنشأتها حقب طويلة من التضليل والتلاعب والترهيب الفكري والثقافي وإخضاع الثقافة والإبداع للاعتبارات السياسية والإيدويلوجية؛ حرية النقاش والفكر وتبادل الآراء ويدعو إلى التفتح على التيارات المتعددة التي تسري في النسيج الاجتماعي وتلهم الأجيال الجديدة حقها في الوجود وفي المشاركة في تصور المستقبل وفي بنائه وإلى تجاوز الجدران والأطر الجامدة وإلى تقبل الاختلاف والتنوع وإلى الخوض في النقاش الفكري بمسؤولية ودون تهيُّب بعيدا عن الأفكار المسبقة والمواقف الجامدة…
ينحاز بيت الشعر الجزائري إلى الحرية لأنها إرث الشهداء ورصيد النضال المرير لأجيال متعاقبة من الجزائريين ولأنها طاقة الإبداع وضمان كل الحقوق.
صبرينة كركوبة