تحتفي الجزائر هذه الأيام بشهر التراث الذي يحتفل به كل عام من 18 أفريق إلى 18 ماي المقبل، ويعود الحديث في كل مرة عن المجهودات التي يبذلها المختصين والمسؤولين في احتواء التراث الوطني بشقية –المادي وغير المادي-، وتصنيفه ضمن التراث الإنساني العالمي، باعتبار أن الجزائر بلد زاخر بالمناطق الأثرية.
وعند الحديث عن التراث المادي المصنف عالميا، والذي يشمل المباني والأماكن التاريخية والآثار والتحف وغيرها، والتي تعتبر جديرة بحمايتها والحفاظ عليها بشكل أمثل لأجيال المستقبل، نجد في الجزائر، سبعة مواقع عالمية سياحية مصنفة ضمن التراث العالمي، وهي أماكن تحكي قصة الجزائر بدء من موقع طاسيلي ناجر المختلط بين طبيعي وثقافي يحكي قصص أول إنسان سكن هذه الصحراء، إلى ما خلفه القرطاجيون ثم الرومان في تيبازة، مرورا بآثار الرومان أيضا في جميلة وتيمقاد ووصولا إلى قلعة بني حماد وقصور وادي ميزاب وقصبة الجزائر التي تحكي مرحلة هامة من تاريخ الجزائر.
قلعة بني حماد –المسيلة-:
صنفت قلعة بني حماد بالمعاضيـد التابعة لولاية المسيلة ضمن التراث الإنساني العالمي عام 1980، واذات القلعة تعد أحد رموز الدولة الإسلامية بالجزائر وتعتبر امتدادا لدولة حماد بن بلكين الذي حاول صقل وتثبيت الهوية الإسلامية، ورغم أهمية هذا الصرح التاريخي والإسلامي الكبير إلا أن القلعة باتت في طريقها إلى الزوال·.
ويعود تاريخ إنجاز وبناء قلعة بني حماد إلى سنة 1007 إلى 1008 م على يد حماد بن بلكين الذي اختار مكانا محصنا لقلعته وإستراتيجيا فوق سفح جبل تيقريست وعلى ارتفاع 1000 متر فوق سطح البحر وذلك بغية عمليات المراقبة العسكرية للأماكن المجاورة…
موقع جميلة الأثري –سطيف-:
صنفته منظمة اليونسكو على قائمة مواقع التراث العالميسنة 1982، و مدينة جميلة أبلغ مدن نوميديا دلالة على الماضي، وهي المدينة الواقعة في بلاد جرداء، كانت تغطيها في الماضي الغابات وسنابل القمح. وقد تأسّست في أواخر القرن الأول، وبلغت أوجها في عهد أسرة الأنطونان، وتصور الآثار مدينة أحياؤها حسنة التنسيق، وتوجد فيها ساحتان عموميتان أولهما محاطة بالكابيتول وقاعة اجتماع المجلس البلدي والمحكمة ومعبد فينوس، وحول الثانية المعبد المشيّد تكريمًا لأسرة سيفيروس وقوس نصر كراكلا والحمامات التي لم يؤثر فيها الزمان كثيرًا والسوق، والمنازل المترفهة الأنيقة.
طاسيلي ناجر –إليزي-:
أدخلت اليونسكو الموقع سنة 1982، وهو عبارة عن سلسلة جبلية تقع ب ولاية إليزي في الجنوب الشرقي للجزائر. وهي هضبة قاحلة حصوية ترتفع بأكثر من 2000 م عن سطح البحر عرضها من 50 إلى 60 كم وطولها 800 كم مشكلة مساحة تقدر ب12000 كم2، أعلى قمة جبلية وهي أدرار أفاو ترتفع ب 2,158 م على كل مساحتها ترتفع من على الرمال قمم صخرية متآكلة جدا تعرف بالغابات الصخرية وكأنها أطلال مدن قديمة مهجورة بفعل الزمن والعواصف الرملية.
وادي مزاب –غرداية-:
التراث المعماري الذي تتميز به منطقة وادي ميزاب بولاية غرداية المصنف من قبل اليونسكو ضمن التراث العالمي منذ 1982،، يستدعي المحافظة عليه بما يضمن بقاءه في وضعية سليمة لأطول فترة ممكنة لفائدة الأجيال القادمة.
وتعد هذه التحفة المعمارية ثمرة العمل الجاد والمتواصل لأسلاف المنطقة الذين تمكنوا من تطويع طبيعة قاحلة و صحراوية من خلال استحداث مراكز حضرية متجانسة بشكل واضح و فريدة بهندستها المعمارية التي تعكسها قصور ( المدن المحصنة) لميزاب…
قصبة الجزائر –العاصمة-:
صنف الحي العتيق القصبة ضمن التراث الإنساني العالمي عام 1992، والتي يعود تاريخه إلى العصور القديمة، ورغم الجدل الكبير الذي يصنعه هذا الحي في كل مرة بخصوص عملية ترميمه، إلا أنه يبقى مثالا حيا على العمارة الإسلامية والتوسع الحضري للمدينة العربية-الأمازيغية، وهو أيضا رمز للثقافة الجزائرية، موضوع للإلهام الفني ومقر للخبرة الحرفية الموروثة. يهددها الافتقار إلى الصيانة وإهتمام سكانها وإدارتها، على الرغم من تصنيفها من قبل اليونسكو. الجهات الفاعلة المحلية تكافح للحفاظ على تراثها المادي وغير المادي.
المدينة الأثرية -تيبازة-:
في ولاية تيبازة العديد من الآثار الرومانية وتعتبر واحدة من أجمل الشواطئ على البحر الأبيض المتوسط، مثل شاطئ شينوا، الذي يجمع بين الأزرق من البحر والخضرة
وجد قريبا من مدخل الحديقة على اليمين، والمدرج هو أول مبنى الذي يطرح نفسه إلى طريقة العرض 80 م، ولقد تم الانتهاء فقط من الجزء الشمالي من المبنى. فإنه يكشف عن أقواس تدعم المدرجات، والأسوار العالية التي حدت من أبواب الساحة. وهناك نوعان من البوابات الرئيسية على الجانب الشرقي والغرب، وثلاثة أبواب على كل جانب. وكان المدرج بنيت في وقت لاحق، للتعدي على المعابد المجاورة. وفي تيبازة أيضا، الضريح الملكي الموريتاني المعروف باسم قبر الرومية، والذي يقصده السياح بكثرة.
المدينة الأثرية لتيمقاد:
مدينة أثرية رومانية توجد بولاية باتنة بالجزائر، كانت تسمّى تاموقادي، بنيت سنة 100 ميلادي في عهد تراجان، وكانت في بداية الأمر تلعب دورًا دفاعيًا لتصبح فيما بعد مركزًا حضاريًا. وهي المدينة الوحيدة من مدن الرومان المحافظة على هيئتها النموذجية في أفريقيا وهي مسجلة في قائمة التراث العالمي.