تغيب رئيس الدولة عبد القادر بن صالح أمس عن اللقاء التشاوري الذي كان قد دعا له في وقت سابق والتزم بتجسيده في أول خطاب له للأمة بعد تنصيبه بإنشاء وتأسيس هيئة وطنية مستقلة مكلفة بتحضير وتنظيم الانتخابات الرئاسية يوم 4 جويلية المقبل الغياب الذي طرح عديد علامات الإستفهام سيما و أنه هو من دعا لهذه الأخيرة برره الأمين العام للرئاسة حبة العقبي بالقول إن تغيب رئيس الدولة أمس مرده إرتباطات أخرى حالت دون حضوره إلى قصر الأمم.
لم تكن المفاجئة أن يجر اللقاء التشاوري الذي دعت له الرئاسة في قصر الأمم في قاعة شبع فارغة سيما و قد سبقته إعلانات بالجملة من أحزاب موالاة و معارضة و نقابات عن مقاطعتها لهذا اللقاء بقدر ما صنع غياب رئيس الدولة عبد القادر بن صالح المفاجئة غير المتوقعة و أوكلت مهام الإشراف على هذا النشاط للأمين العام للرئاسة حبة العقبي هذا الأخير الذي وجد نفسه مقابل قاعة شبه فارغة حضرها بعض ” الجزيبات” و الجمعيات لتلد هذه المشاورات ميتة .
أحزاب التحالف الرئاسي غائبة وممثلون عن الأفلان حاضرون
وبالرغم من إعلان حزب جبهة التحرير الوطني عن مقاطعتها للقاء التشاوري أمس غير أن لقاء أمس شهد حضور كل من السيناتورين عبد الوهاب بن زعيم و محمود قيساري وهو الأمر الذي ردت عليه صفحة الأمانة العامة للحزب بأن هذين الشخصين جاء ممثلين لنفسيهما فقط و لاعلاقة لهما بالحزب فيما لم يعرف اللقاء حضورا لممثل حزب التجمع الوطني الديمقراطي هذا الأخير الذي يتخبط في أزمة داخلية و مطالب بضرورة رحيل الأمين العام أحمد أويحيى و لم يعلن الحزب في بيان له عن مقاطعته لهذا اللقاء التشاوري في الوقت الذي سارع من نظرائه في أحزاب التحالف الرئاسي سابق الحركة الشعبية الجزائرية و تجمع أمل الجزائر لإعلان مقاطعتها أمام العديد من علامات الإستفهام عن هذا التحول وهو الذين كانوا في وقت قريب من الداعيين للإستمرارية فيما فضا رئيس حزب التحالف الرئاسي بلقاسم ساحلي ورئيس حركة الإصلاح الوطني الحضور
جبهة المستقبل تنسحب
بعد أن أكد رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد قبوله و حضوره للقاء التشاوري الذي دعا له رئيس الدولة عبد القادر بن صالح أمس بقصر المؤتمرات غير أن ممثل الحزب عبد الله وافي إنسحب من إجتماع أمس على خلفية ما أسماء بغياب الجو الملائم للحوار والتشاور وبخاصة صفة ” الاجتماع المغلق الذي أعلن عنه في الدقيقة الأخيرة و الطلب من الصحفيين الخروج من القاعة وهو ما اعتبره هذا الأخير بالمنافي لمبادئ الحزب الذي جاء للحوارفي العلن وعلى مرأى الجميع لإيصال مقترحات حزبه للخروج من الأزمة التي تتخبط فيها البلاد لأشهر وقال في تصريح له أمس:” جئنا لنعمل بكل جدية ولا نقبل العمل في الظلام و الضبابية” وأضاف :” التشاور يكون مع الجميع و مفتوح للجميع و لا معنى للتشاور المغلق “وتابع في السياق ذاته :”نتحمل مسؤوليتنا أينما كنا ونقول كلمتنا، لأننا نريد الخروج من الأزمة بشكل علني في إطار الشفافية وليسمع الجميع لم نأتي للعمل في الظلام لا نريد جلسة ضبابية بل علنية يحضرها الجميع بما فيهم الصحافة جئنا لنبدي رأينا .”
وتمحور اللقاء التشاوري الذي انطلقت أشغاله أمس بقصر الأمم حول ضرورة إنشاء هيئة وطنية مستقلة مكلفة بتحضير وتنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 4 جويلية المقبل “بشكل عاجل” لتمكينها في “أقرب الآجال” من التكفل بكل المسار الانتخابي.
وحسب وثيقة تتضمن مشروع أرضية إنشاء هذه الهيئة فإن تنصيب هذه الهيئة يندرج في إطار “تطبيق التزامات رئيس الدولة عبد القادر بن صالح والتي تضمنها خطابه الموجه للأمة في التاسع من الشهر الجاري”وأضافت الوثيقة أن “الضرورة الدستورية تفرض تشكيل هذه الهيئة الجامعة بشكل عاجل لتمكينها في أقرب الآجال من التكفل بكل المسار الانتخابي وهو الأمر الذي يستدعي تحديد النص القانوني المتعلق بهذه الهيئة والتصديق عليه” وبحث هذا اللقاء التشاوري الطبيعة القانونية للهيئة واختيار تسميتها وتحديد مهامها وتشكيلتها وصفة أعضائها وقواعد تنظيمها وسيرها”.
وأكدت الوثيقة على “استقلالية هذه الهيئة عن السلطات العمومية”، لكونها “سيدة في تسيير شؤونها”، كما يمكن لها أن “تضطلع بنفس المهام الأساسية التي تمارسها الإدارة العمومية فيما يخص الانتخابات” ويمكن أن تكلف هذه الهيئة بإجراء “كل العمليات المتعلقة بالانتخابات، انطلاقا من مراجعة القوائم الانتخابية إلى غاية الإعلان المؤقت عن نتائج الاقتراع”كما تتوفر الهيئة على “ميزانية تسير خاصة بها، وقد يتعين عليها إعداد وتسيير ميزانية خاصة بتنظيم الانتخابات” وتتمتع أيضا ب”استقلالية تامة في تسيير وسائلها ومواردها ومستخدميها”.
وتقترح الوثيقة تنظيما مركزيا للهيئة مزودا بفروع على المستوى المحلي بهدف تغطية كاملة للتراب الوطني، بالإضافة الى “مشاركة عدد من الشخصيات الوطنية وممثلين عن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني وخبراء”.
زينب بن عزوز