رفض رئيس حزب جبهة المستقبل بلعيد عبد العزيز الذهاب إلى مرحلة انتقالية للخروج من الأزمة التي تعيشها الجزائر منذ 22 فيفري وذلك مخافة من تكرار سيناريو العشرية السوداء التي ألقت بضلالها على الجزائر طيلة سنوات وشدد على ضرورة التقيد بالحلول الدستورية للخروج من الأزمة بوصفها الضامنة لأمن واستقرار الجزائر.
وأضاف بلعيد لدى نزوله أمس ضيفا على منتدى “الحوار” أن من يطالبون بالذهاب للمرحلة الانتقالية يريدون الخراب للجزائر والأمر ذاته بالنسبة للداعيين لهيئة رئاسية ومجلس تأسيسي لأنهم على دراية أن الأمر ليس من السهل تجسيده غير أن البعض يسعى لترسيخه في أذهان الشعب في الوقت الذي ينبغي التركيز على أن الحل في الحوار والذهاب للرئاسيات في آجالها المحددة وترك الشعب يقول كلمته بعيدا عن السيناريوهات غير الدستورية التي تطرحها بعض الجهات التي تريد ركوب الموجة والتموقع للمرحلة المقبلة وقال :”نريد إخراج الجزائر من الأزمة عن طريق الدستور” وأعلن ذات المتحدث عن مشاركة تشكيلته السياسية في الرئاسيات المقبلة بالقول إنه لن ينتهج سياسة الكرسي الشاغر وأمر المشاركة في كافة الاستحقاقات حسمه المؤتمر الأول للحزب عند تأسيسه.
وأثنى بلعيد مطولا على المؤسسة العسكرية بالتأكيد أنها المؤسسة الوحيدة التي تمشي في الطريق الصحيح بإلتزامها بالدستور داعيا للحفاظ على حيادها وعلى نفس المسافة مع كافة السياسيين واصفا إياها بالضامن الوحيد للوحدة الوطنية.
“لا مشكل في بقاء بن صالح”
في الوقت الذي يطالب فيه الشعب الجزائري عبر 10 جمعات متتالية برحيل رموز النظام وبخاصة الباءات المتبقية قال عبد العزيز إنه ليس مع رحيل رئيس الدولة عبد القادر بن صالح من باب أن هذا الأخير في منصبه بقوة الدستور وأن حزبه كان من الداعيين لتفعيل المادة 102 بحذافيرها مشيرا إلى أنه من غير المعقول المطالبة بتطبيق هذه المادة في جزئها الأول فقط بإستقالة الرئيس السابق والذهاب مباشرة لتعويض الجزء الثاني بالمادتين 7 و 8 لكون الأمر غير معقول ومادمنا طالبنا بتطبيق الدستور فلابد أن يكون ذلك ولا خروج عنه وذكر:”نحن مع بقاء بن صالح لأنه رئيس دولة لمدة 3 أشهر فقط وبقوة الدستور ونحن من الأحزاب التي طالبت بتسيير المرحلة وفق الدستور ولا خروج عنه وهذا ليس تناقضا ولا تحديا ولا أمرا ضد الإرادة الشعبية بل نريد أن نظل في الدستور وفقط فإجراء الرئاسيات المقبلة في آجالها كفيل بإعادة الأمور لنصابها ومع انتخاب الرئيس الجديد ستزول الباءات وستستقيل الحكومة تلقائيا فلنجعل الرئاسيات هي المجسدة للمادتين 7 و 8 ”
نحن على الأقل تحاورنا مع السلطة في العلن وليس في الكواليس
وعاد بلعيد عبد العزيز للمشاورات التي يقودها رئيس الدولة بالتأكيد أنه من غير المقبول رفض المشاورات تحت ذريعة ” رموز النظام السابق” والسعي لتجميد الأمور في الوقت أن اللبنة الأولى للحل إنما هي الحوار وبدونه ” دار لقمان ستظل على حالها منتقدا الرافضين لهذه المشاورات بالقول إن هناك من يتشاورون في الخفاء وفي الكواليس ويرفضون التشاور في العلن ومع مؤسسات الدولة وأشار إلى أن على هؤلاء أن يعوا أن السلطة جزء من الحل والجلوس لطاولة الحوار معها أمر حتمي وشدد على ضرورة الخروج من الأساليب غير الديمقراطية للوصول للديمقراطية و ذكر ” ما تبقاوش تلعبوا” فالسلطة هي جزء من الحل ولا بد من التعامل والتحاور معها ليس في صالحها وإنما لصالح الجزائر” وأضاف: “بعض الأحزاب السياسية انتقدت قبول جبهة المستقبل لدعوة الرئاسة للمشاورات وعلى هؤلاء أن يعوا أن ذهابنا هو من أجل الجزائر لسنا حزبا مواليا للسلطة ولا للأشخاص وإنما ذهبنا لمؤسسة دستورية وهيئة من هيئات الجمهورية واقترحنا خطة للخروج من الأزمة لم نتباحث على مصالح أو مناصب عرضت علينا في السابق ورفضناها ” وتابع:”نحن على الأقل تحاورنا في العلن وليس في الكواليس فهؤلاء يبحثون عن مصالحهم لا مصلحة الجزائر وكل واحد منهم يريد ركوب الموجة ولو على أنقاض الشعب الجزائري .”
زينب بن عزوز