في جمعة هي الأخيرة قبل حلول شهر رمضان والحادية عشر في ترتيب عدد جمعات الحراك خرجت جموع كبيرة من المواطنين بالعاصمة وعدة ولايات للإصرار على تجسيد المطالب الشعبية بتغيير النظام وتحقيق تحول ديمقراطي ومواصلة تطهير أجهزة الدولة من بقايا حكم الرئيس بوتفليقة.
وتأتي جمعة 3 ماي بعد التطورات الملفتة في مواقف المؤسسة العسكرية في اتجاه توضيح موقفها من حل الأزمة التي خلفها ذهاب الرئيس السابق. وهي المواقف التي أكد فيها رئيس أركان الجيش احمد قايد صالح أن مؤسسته ستوفر الحماية لجهاز العدالة لملاحقة المفسدين وتطهير البلاد من الفساد دون تمييز ولا ظلم ولا ظرفية وأنها ستضع بين يديها ملفات ثقيلة تخص نهب وتبديد المال العام بمبالغ خيالية. كما أكد أن مؤسسة الجيش من جانب آخر لن تحيد عن الحل الدستوري تاركا المجال مفتوحا للطبقة السياسية وامتدادات الحراك الشعبي لاقتراح حلول ضمن هذا الإطار لإيجاد الآليات المناسبة للدستور.
وكما جرت العادة منذ أكثر من جمعتين شهدت العاصمة عملية تطويق مكثفة من قبل قوات الشرطة والدرك الوطني التي نصبت حواجز على الطرق المؤدية من الشرق والغرب إلى مدينة الجزائر وهي الحواجز التي رأت فيها قوات الأمن طريقة لتسيير الحشود ومنع الانزلاقات وضمان سلمية المظاهرات بينما ظل ينظر إليها الوافدون إلى العاصمة على أنها حرمانا من حقهم في التظاهر السلمي في العاصمة لاسيما وأن ذريعة الخوف من العنف لا أساس لها من منطلق أن الشعب ظل حريصا على سلمية المسيرات منذ بدايتها. وكان الفريق قايد صالح قد أشار في خطابه الأخير إلى أن “الجيش الوطني الشعبي سيواصل، رفقة كافة الخيرين من أبناء الشعب الجزائري، العمل على تجنيب بلادنا مغبة الوقوع في فخ العنف وما يترتب عنه من مآسي وويلات“ وهي إشارة واضحة على تخوف الجيش من الانزلاقات وهو التخوف ذاته من الوقوع في فخ الفراغ الدستوري.
غير أن ردود الأفعال بشأن هذه المقترحات تباينت بين مؤيد ورافض تماما حتى أن بعض المتظاهرين أصبحوا يطالبون الفريق بالرحيل رفقة الباءت المطلوبة من شهر. ويرى قطاع واسع من المتظاهرين أن الجيش تثاقل الرد على مطالب الحراك الشعبي بالرغم من فتح ملفات الفساد التي لم تمس لحد الآن شخصيات مثل شقيق الرئيس المستقيل ورموزا أخرى للنظام.
وفي ظل تزامن الجمعة الحادية عشر مع اليوم العالمي لحرية الصحافة نظم الصحافيون وقفة بساحة حرية التعبير بالعاصمة طالبوا باحترام الحريات وتمكين الصحافي من أداء دوره وتمكين الصحافة من المساهمة في التحول الديمقراطي المنشود.
خلاص