أكدت دراسة بريطانية أن هناك العديد من المعايير التي تفيد بنجاح الحراك السلمي الذي تعرفه الجزائر منذ 22 فيفري الماضي، وفصلت هذه الدراسة في عدة نقاط قالت أنها تتشارك في كل الثورات الشعبية الناجحة في العالم، وحسب العديد من المراقبين فإن الحراك الجزائري فريد من نوعه ولم تعرفه ثورات الربيع العربي.
نشر موقع الإذاعة البريطانية “بي بي سي” مقتطفات من دراسة بحثية حول مختلف الحركات الشعبية في العديد من البلدان، بما في ذلك الجزائر التي تعرف احتجاجات سلمية غير مسبوقة من ثلاثة أشهر على التوالي، حيث أفادت بأنه “يجب أن يفي المفهوم الجديد للثورة اللاعنفية بعدد من المعايير “للنجاح” في الإطاحة بالنظام”، وأحد هذه المعايير، وفق المصدر ذاته، هو “جمع 3.5٪ من السكان حول إجراء ما في هذا الاتجاه بحيث يكون “النجاح” “لا مفر منه”.
ووفقا للدراسة التي نشرتها القناة البريطانية “لم تكن هناك حركات من شأنها أن تفشل بعد أن وصلت إلى مشاركة 3.5 ٪”، ويوضح مؤلفو الدراسة، الذين يعترفون بأنهم استغربوا من الإحصاءات التي توصلوا إليها، ومع ذلك أن أحد أكثر الأسباب “الواضحة” التي تجعل “الثورات السلمية” تجمع عددًا كبيرًا من المحتجين حقيقة هي أن المظاهرات العنيفة “تستبعد بالضرورة الأشخاص الذين يخشون إراقة الدماء”.
وتنص الدراسة أيضا على أن المظاهرات غير العنيفة “لا تتطلب اللياقة البدنية للمشاركة وبالتالي لا تحد من عدد المشاركين”، وقالت في سياق متصل أنه “لا يجب أن تكون لائقا وصحيا للمشاركة في الإضراب، في حين تميل الاحتجاجات العنيفة إلى الاعتماد على دعم الشباب في حالة بدنية جيدة”، كما قدمت حجة أخرى تؤيد هذا الاتجاه الجديد: وهي الرغبة في الإقناع، وبالتالي جمع العدد الكبير من المواطنين الذين يرغبون في الالتزام بالمنهج، في حين أن النهج العنيف يتطلب عمليات لوجستية ثقيلة وإجراءات سرية.
وتقول الدراسة التي تشير إلى وجود النساء والأطفال في المظاهرات السلمية، أنه “من خلال حشد الدعم الواسع بين السكان، من المرجح أن تفوز الاحتجاجات غير العنيفة بدعم الشرطة والجيش”، بين المتظاهرين يجعل أي قمع مستحيلا لأن أفراد قوة الشرطة يخشون أن يكون أفراد أسرهم أو أصدقائهم من بين المتظاهرين.
وفي الجزائر، يمثل 3.5٪ من السكان 1400000 مواطن، يمكن لكل منهم تعبئة العشرات من خلال الشبكات الاجتماعية، وبالتالي فإن الرقم المثير للإعجاب 20 مليون، وفقا لإحصاءات غير رسمية للمتظاهرين من الأول يوم الجمعة من الحراك.
وكما توضح الدراسة البريطانية أن المظاهرة، سواء كانت عنيفة أو غير عنيفة، ليس تلقائيا بأي حال من الأحوال، حتى لو كانت الادعاءات شرعية والعامل المسبب الحقيقي هو استمرار الأنظمة في الرغبة في فرض الإملاء، أيضا في شكل غير عنيف كما هو ظاهر.
إسلام.ك
وفق دراسة بريطانية::
الوسومmain_post