قررت مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان والكتاب الصحفيين والجامعيين والمحامين والمواطنين إنشاء شبكة لمناهضة القمع والإفراج عن سجناء الرأي والحريات الديمقراطية مباشرة بعد وفاة المناضل والناشط الحقوقي كمال الدين فخار إثر مباشرته إضرابا عن الطعام لمدة شهرين احتجاجا على سجنه.
وحسب بيان صادر عن الشبكة، فإن ميلادها “يواكب تكرار سيناريو الاعتقالات بين صفوف ناشطين سياسيين وحقوقيين”، مفيدة بأنها “ستعمل على متابعة هذا النوع من القضايا برصد كل الاعتقالات عبر كل التراب الوطني والدفاع عن الموقوفين والتعريف بقضاياهم ونشرها عبر مختلف وسائل الإعلام والرأي”.
وشدد البيان على أن هذه الشبكة “ستعمل على التنسيق مع كل اللجان والناشطين من أجل الدفاع عن معتقلي الرأي بما فيهم الناشط حاج غرمول المسجون في ولاية سعيدة، وقضية الموقوفين الخمسة في غرداية وهم محمد بابا نجار وباحمد لسكر وخياط ادريس وتشابت نور الدين وبسيم إبراهيم، كما دعت الشبكة إلى التعريف والدفاع عن قضية معتقل الرأي عبد الله بن نعوم الموقوف في ولاية بلعباس. كما يشير نص البيان إلى قضية سجن الأمينة العام لحزب العمال لويزة حنون الموقوفة في سجل البليدة منذ تاريخ 9 ماي.
كما أبرزت الشبكة على أنها ستعمل على الضغط على السلطات من أجل فتح تحقيقات معمقة في ظروف وفاة الناشط الحقوقي كمال الدين فخار، الذي كان قد فارق الحياة بمستشفى “فرانز فانون” في البليدة وسط الأسبوع الماضي، بعد اعتقاله لمدة أسابيع بسبب مواقفه و آرائه السياسية، وفي الاتجاه ذاته، أشار البيان إلى ضرورة إلزام السلطات بفتح تحقيق في وفاة الشاب “رمزي خطو”.
وفي السياق ذاته، أطلقت مجموعة من الصحفيين من مختلف قطاعات الاعلام، إطارا للتفكير والنقاش حول واقع مهنة الإعلام في بلادنا، وأطلق على هذه المبادرة تسمية “منتدى الصحفيين الأحرار” وينوي المبادرين جعلها فضاء للتضامن بين الصحفيين، كما عبر أصحاب المبادرة عن وقوفهم إلى جانب الثورة الشعبية من أجل التغيير الديمقراطي.
وجاء في بيان الصحفيين بأن الجزائر “تعيش منذ 22 فيفري 2019، ثورة سلمية غير مسبوقة أعادت الأمل للجزائريين وأثارت إعجاب العالم”، وأضاف “إن انتفاضة الشعب الجزائري من أجل تفكيك نظام تجاوزه الزمن، نظام حكم البلاد بالتعسف ومصادرة الحريات وتعميم الرشوة، بحاجة للمرافقة في الأساس بمبادرات كفيلة بمواجهة الانحرافات التي كرسها هذا النظام وأفسد بها وأخضع العديد من المهن”.
واعتبر البيان ذاته، أن “ما حدث في قطاع الإعلام الذي تأثر بسياسة النظام الحاكم بشكل فضيع، خاصة في العشرين سنة الأخيرة. ما يدعو مهنيي قطاع الإعلام اليوم، للتحرر من الممارسات التي أفسدت مهنتهم ومن التجاذبات التي تعيقهم عن أداء مهمتهم، إنهم مدعوون أيضا للتجند من أجل التخلص من الوضع القائم الذي لا يسمح بالتطور الهيكلي لمهنتهم”.
وأكد المصدر أن “وسائل الإعلام لها دور أساسي في هذه المرحلة التي تستدعي تأكيد الإرادة في التغيير الديمقراطي، باعتبارها تتوجه مباشرة للرأي العام، وهي التي تصنعه، لكن للأسف كثرت حالات الانحراف عن أخلاقيات المهنة في الأشهر الأخيرة، ويستدعي هذا موقفا عاجلا من الأسرة الإعلامية لأن القذف والمساس بالحياة الخاصة للأشخاص والخوض والمحاكمات الجاهزة وتحت الطلب… هي ممارسات شوهت صورة الأسرة الإعلامية لدى الرأي العام”.
فالصحفيون مطالبون اليوم –حسبه- “بإعادة الاعتبار لقواعد وأخلاقيات المهنة المتعارف عليها عالميا ومكافحة كل أشكال الرقابة والتدجين، ولا يمكن رفع هذا التحدي دون التضامن فيما بين أبناء الأسرة الإعلامية ودون وجود إطار يسهر على تأطير وتنظيم الصحفيين ولم شملهم”.
وبرز منتدى الصحفيين الأحرار أن “هذا ما تسعى لتحقيقه مجموعة من الصحفيين يتقاسمون نفس القيم والقواعد المهنية المبنية على المبادئ الديمقراطية والجمهورية. وتقترح هذه المجموعة العمل في إطار منتدى للصحفيين الأحرار، وهو فضاء للحوار والتشاور حول مختلف القضايا التي تشغل مهنيي الإعلام. وتهدف هذه المبادرة أيضا لخلق ديناميكية في قطاع الإعلام ترافق حركية المجتمع من أجل التغيير الديمقراطي”.
ويسعى منتدى الصحفيين الأحرار، المفتوح لكل المهنيين الذين يتقاسمون نفس القيم والانشغالات، للمساهمة “بما أمكن من فعالية في النقاش الدائر في المجتمع الجزائري وسيحدد مواقف علنية اتجاه كل القضايا المطروحة في قطاع الإعلام وتلك التي تهم مستقبل المهنة”.
ولا تتوقف أهداف منتدى الصحفيين الأحرار عند متطلبات المرحلة الحالية، بل “استمراره ضروري بالنظر للمصير المجهول الذي يترقب المهنة وكذا الورشات الكثيرة التي تنتظر القطاع والتحديات التي يتعين رفعها في المستقبل”.
إسلام.ك
الرئيسية / الحدث / إطلاق "منتدى الصحفيين الأحرار":
إنشاء شبكة للدفاع عن المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي
إنشاء شبكة للدفاع عن المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي
إطلاق "منتدى الصحفيين الأحرار":
الوسومmain_post