شرحت المؤسسة العسكرية رؤيتها لحل الأزمة السياسية المستفحلة في افتتاحية مجلتها “الجيش” طبعة شهر جوان، موضحة أن خارطة طريق الجيش تتمحور حول أربعة نقاط رئيسية وهي: احترام الشرعية الدستورية، حوار معمق بين مختلف الفاعلين السياسيين، وضع لجنة انتخابية مستقلة والذهاب في أقرب وقت لانتخاب رئيس جمهورية يخلف بوتفليقة المستقيل، كما عبرت عن رفضها دخول البلاد في مرحلة انتقالية غير مأمونة العواقب.
قالت مجلة “الجيش” الصادرة عن وزارة الدفاع الوطني في افتتاحية عددها الأخير، أنه من الضروري الإسراع في تشكيل الهيئة المستقلة لتنظيم الانتخابات بالموازاة مع انتهاج أسلوب الحوار البناء من أجل الخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد، مجددة رفضها بشكل قطعي مقترحات المرحلة الانتقالية التي قالت إنها ستفرز “وضعا يصعب التحكم فيه”.
كما هاجمت الافتتاحية أطرافا قالت إن “اكتساب الجيش الوطني الشعبي مقومات العصرنة ومكامن القوة الرادعة أصبحت تزعجها، وأنها لم تكن تتوقع تمكن الجيش الجزائري من بلوغ هذا المستوى في ظرف زمني وجيز” .
وجاءت افتتاحية مجلة “الجيش” التي تعتبر لسان حال الجيش الوطني الشعبي، تحت عنوان “على نهج الشرعية الدستورية”، مؤكدة على أن مصلحة الوطن تقتضي انتهاج أسلوب الحوار الجاد والمثمر للإسراع في إيجاد الحلول الملائمة للأزمة التي تمر بها البلاد، في ظل استمرار مسيرات الحراك الشعبي السلمي منذ 22 فيفري الماضي، ضد بقاء وجوه النظام السياسي القديم.
وأوضحت المجلة أن الحوار من شأنه أن “يقطع الطريق نهائيا أمام مرحلة انتقالية لا يمكن إلا أن تفرز وضعا يصعب التحكم فيه”، وأضافت أنه إلى جانب ذلك، تشكيل وتنصيب الهيئة المستقلة لتنظيم الانتخابات الرئاسية والإشراف عليها، وهذا بوصفها “أداة قانونية تضمن إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وذات مصداقية “.
وكذلك فعل الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح الخميس الماضي، في خطاب للجزائريين دعاهم فيه إلى الحوار للتوصل إلى توافق حول تنظيم انتخابات رئاسية، بعدما ألغى المجلس الدستوري انتخابات الرابع من جويلية، لعدم وجود مترشحين.
ودعا عبد القادر بن صالح الطبقة السياسية والمجتمع المدني والشخصيات الوطنية الغيورين على الوطن “إلى اختيار سبيل الحوار الشامل وصولا إلى المشاركة في رسم معالم طريق المسار التوافقي، الذي ستعكف الدولة على تنظيمه في أقرب الآجال، أقول أدعوهم لأن يناقشوا كل الانشغالات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية القادمة والتوصل من ثم إلى وضع معالم خارطة طريق مهمتها المساعدة على تنظيم الاقتراع الرئاسي المقبل في جو من التوافق والسكينة والانسجام”.
وفي هذا الصدد أكد “أن رئيس الجمهورية المنتخب ديمقراطيا هو وحده الذي يتمتع بالثقة والشرعية اللازمتين لإطلاق هذه الإصلاحات والمساهمة في رفع التحديات التي تواجه أمتنا”، مشددا في ذات الوقت على أن الذهاب إلى تنظيم انتخابات رئاسية في آجال مقبولة, دونما إضاعة للوقت, “هي السبيل الأنجع والأوحد سياسيا والأكثر عقلانية ديمقراطيا”.
وجدد في هذا الإطار نداءه إلى كل الأطراف المعنية بالموضوع للمشاركة في هذا المسار التوافقي وتغليب الحكمة ومصلحة الشعب، سواء في نقاشاتهم أو في مطالبهم, داعيا اياهم أيضا إلى “اغتنام هذه الفرصة الجديدة للمشاركة بقوة في التشاور الذي ندعو إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى”.
ويتقاطع موقف بن صالح مع ما دعا إليه نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح مؤخرا، من أن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة، حيث قال أحمد قايد صالح في الكلمة التوجيهية التي ألقاها خلال زيارته للناحية العسكرية السادسة بتمنراست أن “السبيل الوحيد لحل الأزمة التي تعيشها بلادنا، يكمن في تبني نهج الحوار الجاد والجدي والواقعي والبناء والمتبصر الذي يضع الجزائر فوق كل اعتبار”.
وأضاف الفريق قايد صالح “سيادة الحوار تعني استعداد الجميع إلى الاستماع بل الإصغاء إلى الجميع بكل هدوء والتزام وتطلع مخلص نحو ضرورة وحتمية إيجاد الحلول المناسبة دون تأخير”.
وسبق أن اقترحت أحزاب معارضة وكذلك شخصيات سياسية وعسكرية متقاعدة معروفة، تجاوز إطار الدستور والمرور إلى “مرحلة انتقالية قصيرة، يقودها رجال ونساء ممن لم تكن لهم صلة بنظام بوتفليقة”.. ولكن منطق السلطة القائمة لا يبدوا أنه سيقبل بالسير وفق هذه الأطروحات التي تبحث عن حلول سياسية جذرية بعيدا عن مظلة الدستور.
إسلام كعبش
الرئيسية / الوطني / جددت رفضها للمرحلة الانتقالية وأكدت على الحوار الجاد:
المؤسسة العسكرية ترسم معالم الخروج من الأزمة
المؤسسة العسكرية ترسم معالم الخروج من الأزمة
جددت رفضها للمرحلة الانتقالية وأكدت على الحوار الجاد:
الوسومmain_post