تغرق أغلب أحياء العاصمة في أكوام من النفايات والفضلات المنتشرة في كل مكان والمصحوبة بالروائح الكريهة، مشهد يعكس صورة سلبية عن هذه المناسبة الدينية التي يفرغها البعض من معناها المقدس بالتسبب في تكريس تلك الممارسات اللامسؤولة والتي حوّلت ممرات الأحياء والشوارع إلى مفارغ عشوائية للفضلات والنفايات. وبين إهمال المواطنين ولا مبالاة المصالح البلدية وقصر يد رجال النظافة، تبقى النظافة الغائب الأكبر وبرغم مرور أربعة أيام على الاحتفال بعيد الفطر المبارك، ورغم تسطير مؤسسات النظافة لبرنامج خاص بهذه المناسبة من خلال تكثيف دورات الرفع وتجنيد الأعوان.
في مشهد متكرر خلال أيام عيد، تشهد أغلب الأحياء إلى غاية كتابة هذه الأسطر، حالة من الفوضى وتراكم للنفايات وإنبعاث للروائح الكريهة التي تزعج المواطنين وإن كان لهم جانب من المسؤولية في الموضوع.
فرغم التعليمات التي وجّهتها المصالح البلدية، ومؤسسات رفع النفايات المنزلية بخصوص الإلتزام بتدابير النظافة، سجّلت جولتنا عبر أحياء العاصمة عددا من النقاط السوداء على غرار أولاد منديل في بير توتة والقبة و عين طاية، التي و رغم عمل تلك المؤسسات على رفع الفضلات في وقتها تفاديا للأمراض المتنقلة، إلا أن يتعمّد أغلب المواطنين التخلص من فضلات خارج توقيت مرور شاحنات النظافة، حال دون تمكن رجال النظافة من إعادة الأمور إلى نصابها.
وهو ما يؤكد بأن المواطن أصبح لا يستجيب لنداء الحملات التوعوية الداعية إلى إحترام أوقات إخراج النفايات ورمي الفضلات في الحاويات المخصصة لها لتسهيل مهمة أعوان النظافة والمساهمة في تنظيف محيط وأماكن النحر وجمع النفايات في أكياس مغلقة للحفاظ على صحتهم وسلامة أبنائهم لتكون النتيجة مشهد سيئ سلبي يشوّه منظر العاصمة ويمس بقدسية المناسبة.
وقد صنعت مشاهد الأوساخ والأكوام المكدّسة هنا وهناك نشازا عاما في المحيط الذي انبعثت منه مختلف الروائح الكريهة بشكل مقزز للنفوس، حيث باتت اغلب الأحياء مفارغ مفتوحة على الهواء الطلق وبيئة ملائمة لمختلف الحشرات الضارة، ما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة.
بدورهم أبدى المواطنون استياء كبيرا من الوضع ودعوا المصالح المعنية من مؤسسات وبلديات إلى الالتفات لهذا الوضع والتعامل معه بجدية أكبر، وانتشالهم من الحالة المزرية التي باتوا يعايشونها يوميا.
وخلال الجولة التي قادتنا إلى شوارع العاصمة في أيام عيد المبارك التقينا بعمال النظافة في أحد أحياء بلدية القبة الذين وجدناهم في حالة من التذمر والاستياء بسبب الرمي العشوائي من طرف المواطنين لفضلات الكباش ومن الأعضاء التي لا يحتاجونها ومن أمعاء، ما صعّب من مهمتهم خلال العيد، موضحين بأنه يجب أن يكون هناك تعاون معنا من طرف المواطن عند رمي هذه الأوساخ من أجل تسهيل المهمة من جهة ومن أجل إبقاء الحي نظيفا وجميلا. وفي وقت تحولت فيه العديد من شوارع العاصمة إلى مزابل مفتوحة .
للتذكير، فقد حمل والي العاصمة، عبد الخالق صيودة، بعض أميار الجزائر العاصمة، مسؤولية انتشار النفايات عبر شوارع بلدياتهم.
وكشف صيودة، خلال إجتماع خصص لدراسة الوضعية العامة للمجالس الشعبية البلدية للعاصمة، بأنه تم تسجيل نوع من التراخي في جمع القمامة ونقص الإنارة العمومية ببعض البلديات بالعاصمة.
وشدد صيودة على رؤساء بلديات العاصمة بضرورة تفادي الإعتماد فقط على المؤسسات العمومية الولائية بل عليها أيضا العمل على صيانة المفرغات على مستوى العمارات، مضيفا :” مع ونظافة الطرقات والمساحات الجوارية، وضمان نظافة الأماكن العمومية المستقبلة للجمهور والصيانة الدائمة لشبكات الإنارة العمومية”.
وأشار والي العاصمة إلى أنه تم تسجيل نوع من التراخي في جمع القمامة ونقص الإنارة العمومية، على مستوى بعض البلديات من خلال الإتصالات التي تلقتها مصالح الولاية من المواطنين.
ف. س
برغم مرور أيام عن الاحتفال بعيد الفطر:
الوسومmain_post