يعود الحديث عن مستقبل الجوائز الأدبية في كل مرة توزع فيها جوائز مسابقة ما، حيث وزعت مؤخرا جائزة رئيس الدولة علي معاشي للمبدعين الشباب، وارتفعت بعض الأصوات المنتقدة لها، التي ورغم من أنها توزع منذ سنوات خلت، إلا أن وزارة الثقافة لم تستطع الارتقاء بها، إلى مصاف الجوائز الكبرى، وفضلت الجهات الرسمية المحافظة عليها كتقليد يسعى لتكميم افواه الشباب وذر الرماد على عيونهم حسب المتتبعين.
ورغم الكم الكبير للجوائز الأدبية، على غرار جائزة محمد ديب، الطاهر وطار، آسيا جبار…إلخ، إلا أن العديد من المهتمين يتساءلون عما تضيفه الجائزة للكاتب؟ وهل تختصر عليه بعض المسافة من أجل تحقيق شهرة أكبر، أم أنها استحقاق يجعلها اسمه معروفا في الوسط الأدبي سواء في الجزائر أو الخارج، وهل الجائزة مجرد قيمة مادية مضافة !
لهذا السبب جوائزنا الأدبية غير موفقة ولا تليق بسمعة الجزائر!
في السياق وعن الجدل الذي تصنعه المسابقات الأدبية الجزائرية، اعتبر الروائي سفيان مخناش، أن قبول أو رفض جائزة علي معاشي وقبول التحكيم فيها يرجع لأصحابها ومبادئهم، لكن هناك جوائز تبنتهم دور نشر وجمعيات (اعتقد حوالي 16 جائزة بوعاء مالي معين)، هل كانت مجرد مزحة؟ أم نصب واحتيال، أم ضحك على الذقون تورط فيها عديد الدكاترة والأساتذة كلجان تحكيم، هل جائزة الجزائر تقرأ مجرد تمثيلية؟ هل تقاضى الفائزون والمحكمون أموالهم (سواء في جائزة الجزائر تقرأ أو الطاهر وطار)؟ أم هم شركاء في اللعبة؟، لماذا لا يطلب من قبل أن يكون ضمن لجنة التحكيم مقابلا ماديا لقاء عمله (المجهد)، لماذا لا يطلب ضمانات من الجهة الراعية بأن الفائز سيأخذ جائزته.
من جهته اعتبر الشاعر خالد ب بأن الجوائز الأدبية تحمل خصوصية، للأسف لم يتم الاستثمار فيها بشكل جيد. ووقعت الكثير من هذه الجوائز في فخ الارتجال وأصبحت بشكل أو بآخر صدقة وبثمن زهيد يعكس فقر الرؤية وغياب الاهتمام الحقيقي بعالم الكتابة والأدب. حتى معنويا أو تجاريا لا يمكنها أن تضيف الشيء الكثير لمبيعات الكتاب ولا تمنح الكاتب تلك الدفعة التي يحتاجها لمواصلة مشواره الإبداعي بنفس متجدد. لا أريد أن أكون متشائما لكن واقع الحال ونظرة عامة حول مصير الكثير من الجوائز الجزائرية، والذين فازوا بها يكفي لإضافة جرعات أخرى من الخيبة. المعايير مختلفة في الضفة الأخرى ولا يمكن في اعتقادي المقارنة بين الجوائز العربية والغربية.
المبدعة نوال م، قالت بأن الجائزة هنا في الجزائر ليست ذات قيمة مادية عالية، ولا هي ذات شأن كبير يسعى إليها كل كاتب من أجل نيل شهرة، وهذا الإشهار في رأيي يبقى دور المؤسسة المنظمة في رفع قيمة الجائزة و إعطائها أكثر مما تستحق، وقد لا أبالغ عندما أقول أن الجوائز لدينا في الجزائر تمثل لدى أي كاتب شاب إعانة مادية لا أكثر، متمنية أن تكون لدينا جائزة عربية ذات شأن أوعالمية، ونحن في بلد شاسعة تحتوي ما تحويه من طاقات إبداعية من مختلف الأجيال، لا أرى أن تمثيل البلاد يكون خارج الجزائر بالاحتفال بإبداعاتنا في بلدان أخرى، لماذا نحن لا نؤسس قاعدة يلهف وراءها الكثير من المبدعين من الخارج لنحتفي بهم ونحتفي بنا
ولم يختلف سعيد الهاشمي عن السابقين، حين قال: في رأيي لازلنا نفتقد لثقافة الجوائز الأدبية، فرغم وجود حوالي خمس جوائز أدبية بالجزائر مستمرة منذ سنوات ساهمت في إظهار الكثير من المواهب الشابة و الجديدة، إلا أنه على المستوى الداخلي نلاحظ أمرا مهما: الكثير من التجاهل، وكأن هنالك رغبة حقيقية في كبت كل ما هو جديد. يجب أن تكون لدى عامة المهتمين بالشأن الثقافي رؤية بعيدة جدا، الهدف منها تقييم شامل لسياسة الجوائز الأدبية من خلال الاهتمام بمرحلة ما بعد الفوز بالجائزة، من مواكبة إعلامية ونشر، وتعريف بالكاتب وبمؤلفه مثلما يحدث في بعض الجوائز الأدبية المرموقة التي أحدثت فعلا الفارق من خلال اهتمام غير مسبوق بالأعمال الفائزة وكذا الترويج لها.
24 فائزا في مختلف المجالات يتوجون بجائزة علي معاشي ولكن !
بالحديث عن جائزة رئيس الدولة علي معاشي للمبدعين الشباب، والتي يكثر الحديث عنها في كل مرة، في ظل المبالغ المالية الزهيدة جدا التي يتحصل عليها الفائزون، عرفت مؤخرا تتويج 24 مبدعا شابا، سيسيرون على خطى سابقيهم لامحالة وسيقتصر إنجازهم لحظة التتويج وفقط.
وحاز جائزة رئيس الدولة علي معاشي في فئة الرواية بن لكل نسرين عن عملها سيلفي وسماعيل محمد عن عمله الرفيقة سنغا وعبد الرزاق طواهرية عن عمله شيفا على التوالي.
وعادت مراتب الجائزة الثلاث في فئة الشعر لبوفتة احمد في المرتبة الأولى متبوعا بن عمار مصعب تقي الذين وعائشة بالجيلالي.
وعادت جوائز الأداء المسرحي لحنتور غنية التي حصلت المرتبة الأولى ثم لهشام قرقاح في المرتبة الثانية ومحمد لحواس في المرتبة الثالثة.
وتوج كل من سماعين عز الدين والوناس صبرينة بالجائزتين الثانية والثالثة للتأليف المسرحي فيما جبت الجائزة الأولى. وفي مجال الموسيقى توج بالجائزة الأولى فضلون كمال وبالثانية بسطنجي محمد عبد الوهاب وبالثالثة بحري يونس عبد الصمد. وفي مجال الغناء والرقص توج لبلاطة عبد الناصر بالمرتبة الأولى وبوخاري الزبير بالمرتبة الثانية وأجرو كسيلة بالمرتبة الثالثة. وحاز خليل نصر الذين الجائزة الأولى للفنون التشكيلية متبوعا حاجي يحي وإيمان قاسي موسى في المرتبتين الثانية والثالثة. وفي مجال السينما والسمعي البصري عات الجائزة الأول لبوناب خالد والثانية لقارون الوناس والثالثة لجلولي علي.
صبرينة كركوبة