تباينت مواقف الأحزاب السياسية حول خطاب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح الذي ركز فيه على ضرورة التعجيل في الحوار و مواصلة تطهير البلاد من الفاسدين و الذهاب إلى انتخابات رئاسية في أجالها الدستورية، بين من رأى أنه كان “خطاب ايجابي” جاء متوافق مع مطالب الأغلبية من الشعب التي تعتبر الذهاب إلى الرئاسيات حل للازمة وتدعو إلى مواصلة استئصال الفساد ومحاسبة كل الفاسدين دون استثناء بما فيهم الرئيس المستقيل، و بين من رآه خطاب لم يأت بجديد، و أن الحوار الذي تحدث عنه هو مطلب الجميع لكن ليس مع رموز النظام السابق، فيما انتقده آخرون لرفضه عن الدخول في مرحلة انتقالية.
و في هذا السياق قال رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان ، أمس، في تصريح ل”الجزائر”، أن قائد الأركان كان في خطابه قد وصف بالتدقيق الأساسات التي بني عليها نظام الرئيس السابق من تزوير و فساد، وهو وصف لأول مرة تدقق فيه المؤسسة العسكرية، أما مسالة الحوار، فقد أكد مرة أخرى على حتميته و كذا حتمية الذهاب إلى الانتخابات كون هذا المسار هو الحل للخروج من الأزمة، و قال أنه يعتقد أن الأغلبية من الشعب مع تنظيم رئاسيات في أقرب الآجال، غير أنه قال أن المنتظر اليوم أن تكون هناك مبادرة ملموسة حتى نحدد الاتجاه الذي يجب أن نسير فيه، مؤكدا أن الأحزاب السياسية كلها مستعدة للحوار. ويرى جيلالي سفيان أن الجزائر تعيش لحظة جد مهمة في بناء دولة القانون .
أما السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية عبد الحكيم بلحسل فيرى أن خطاب القايد صالح لم يتغير، و قال في تصريح ل”الجزائر” أن فيه بعض التناقض فمن جهة يدعو إلى حوار شامل لحل للازمة، ومن جهة يرفض المرحلة الانتقالية، و اعتبر أن الحراك يطالب بمرحلة انتقالية ويجب الاستماع لمطالبه، أما عن الحوار فقال بلحسل أن الافافاس مع الحوار لكن ليس مع رموز النظام البوتفليقي.
من جانبه قال رئيس مجلس الشورى لجبهة العدالة و التنمية لخصر بن خلاف في تصريح ل”الجزائر”، أن تركيز رئيس الأركان على محاربة الفساد أمر جيد، فهو من مطلب شعبي، و العملية بالفعل قد انطلقت، و القايد قد أكد انه لن سيثنى أي شخص كان ضالعا في الفساد و سوف يحاسب، وهذا ما ندعو إليه و عليه فلا بد من محاسبة أيضا رئيس الجمهورية المستقيل عبد العزيز بوتفليقة كونه من مهد الطريق لهؤلاء الفاسدين و هو كبيرهم.
و أضاف قائلا أنه و بالموازاة مع ذلك لا يجب أن ننسى العملية السياسية التي تكلم عنها و هي الحوار و لكن ليس مع رموز النظام بل بتعيين لجنة من الشخصيات التي يرضى عنها الشعب و تكون المؤسسة العسكرية مرافقة لها و الضامنة لتطبيق ما يتفق عليه، و أن يفضي الحوار إلى انتخابات نزيهة، و تغيير للحكومة.
و قال بن خلاف أن حزبه مع الذين يطالبون بضرورة الإسراع في إنهاء الأزمة و ضد من يريدون إطالتها، و اعتبر أن الانتخابات هي الحل لكن بعد توفير الظروف الشروط المناسبة لها كقانون انتخابات جديد، و تشكيل هيئة مستقلة و قانون عضوي خاص بها و احترام الإرادة الشعبية .
أما رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة فأكد انسجام رؤية الحركة مع خطاب رئيس أركان الجيش، ودعا السلطة إلى تعيين شخصية وطنية لمباشرة الحوار مع الطبقة السياسية.
رزيقة.خ
الرئيسية / الوطني / منها من اعتبرت خطاب القايد صالح"ايجابي" منها من قالت أنه"لم يتغير":
الأحزاب السياسية: “ننتظر تدابير ومبادرات ملموسة للخروج من الأزمة”
الأحزاب السياسية: “ننتظر تدابير ومبادرات ملموسة للخروج من الأزمة”