إسدال الستار على الدورة البرلمانية في المجلس الشعبي الوطني بتزكية سليمان شنين رجلا ثالثا في الدولة خليفة لمعاذ بوشارب لم يطو بعد صفحة الانسداد الذي عاشته هذه الهيئة التشريعية منذ حادثة ” الكادنة” وبعدها الحراك الشعبي و الذي عمق من عزلة هذه المؤسسة التشريعية و التي و إن تنفست الصعداء برئيس جديد لها غير أنها فتحت صفحة جديدة للصراعات داخل الأحزاب الإسلامية ممثلة في حركة مجتمع السلم التي وصفت الأمربالهبة التي جاءت بأوامر فوقية و بعدها جاب الذي قال إن الرئيس الجديد لا يعنيه و ليس معه أو ضده
.
أحدث تزكية جمال شنين على رأس الغرفة السفلى والذي يعد سابقة بوصول شخصية محسوبة على التيار المعارض الإسلامي فتنة بين الأحزاب الإسلامية سيما حركة مجتمع السلم التي لنم تتجرع الأمر بوصفها صادر عن ” أوامر فوقية ” و لاعلاقة له مع التغيير أو تجسيد الديمقراطية و جبهة العدالة والتنمية التي أكد أنها ليست ضد أو مع الوافد الجديد لهذه الهيئة التشريعية و أشارت إلى أن هذا الأخير لن يعيد لها مصداقيتها و شرعيتها .
ففي الوقت الذي سارعت حركة البناء الوطني لثمين تزكية أحد قياديها على رأس الغرفة السفلى و الظفر بلقب رجل الثالث في الدولة و أدرجت الأمر بالموازاة مع ذلك في خانة بداية ثمار ثورة حقيقية تؤسس لجزائر جديدة ومؤشر انفراج حقيقي للأزمة ونقل لمطالب الحراك من ساحات النضال والتظاهر الى ساحات السلطة والمؤسسات خرجت زميلتها في “التيار الإسلامي” حركة مجتمع السلم عكس التيار فلم تكتف كتلتها بمقاطعة أشغال تزكية الرئيس الجديد للمجلس الشعبي الوطني سليمان شنين بل أرفقتها بتصريحات ضمنتها في بيان الكتلة البرلمانية الذي حمل توقيع رئيسها أحمد صادوق بأن إنتخاب الرئيس الجديد للمجلس الشعبي الوطني هو هبة جاء بأوامر فوقية و أوردت في بيانها :”إن الرئيس الجديد للمجلس الشعبي الوطني رئيس أمر واقع مثل من سبقه ولا تمثل تزكيته حالة ديمقراطية إذ هو نتاج هِبة منحتها بقرار فوقي أغلبية برلمانية مزورة ومرفوضة من الشعب الجزائري”.
وذكرت الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم في بيانها أيضا :” إن مقاطعة المجموعة البرلمانية للحركة انتخاب رئيس المجلس الشعبي الوطني الجديد تنفيذا للقرار السياسي للحركة سابق ليوم الانتخاب ومعرفة المرشحين انسجاما مع قرار وتوصيات مجلس الشورى الوطني الأخير الذي ألزم مؤسسات الحركة وهياكلها بالتناغم مع مطالب الحراك الشعبي ووفق معايير أخلاقية ثابتة تحكم على الممارسات بغض النظر عن الأشخاص وتفند المجموعة البرلمانية ما أشيع بأنها انسحبت من جلسة التزكية وتؤكد أن نوابها لم يحضروا مطلقا.” وأضاف :”تعتبر المجموعة البرلمانية للحركة أن الطريقة المتبعة لانتخاب الرئيس الجديد هي ذاتها التي تم بها سحب الثقة من بوحجة وانتخاب بوشارب ثم سحب الثقة من هذا الأخير بذات الأشخاص من خلال ممارسات الإيعاز الفوقي الذي جاء الحراك الشعبي لإنهائه فلا يوجد أي مبرر لتغير المجموعة البرلمانية للحركة موقفها.” و أشارت إلى أن ما وقع في المجلس الشعبي الوطني باعتباره عملية تزيينية فاشلة للالتفاف على مطالب الحراك الشعبي والضغط على القوى الوطنية الصادقة في كفاحها من أجل الديمقراطية والحريات.
وأكدت المجموعة البرلمانية بأنها بقيت ملتزمة بالاتفاق الذي وقع بين الكتل البرلمانية للمعارضة بمقاطعة أشغال المجلس وأنها ستستمر في كفاحها ونضالها بما منحها الشعب الجزائري من أصوات حقيقية غير مزورة من أجل الحريات والديمقراطية المبنية على الانتخابات الحرة والنزيهة التي تفرز خارطة سياسية حقيقية متناسبة مع الإرادة الشعبية كطريق وحيد لبناء برلمان ومؤسسات ذات مصداقية قادرة على الرقابة الفعلية على الحكام والمال العام.
– تذكر المجموعة البرلمانية للحركة بأن ما ينتظر الجزائر من مصاعب اقتصادية واجتماعية لا يسمح باستمرار الممارسات السياسية الخاطئة السابقة التي صنعت فقاعة الفساد وافلست البلاد ورسخت الرداءة والولاء للمتغلب على حساب مصلحة البلاد وستبين التطورات المستقبلية القريبة ذلك وفق ما تؤكده كل الدراسات العلمية وآراء الخبراء.
“البناء” ترد اليوم على “حمس”
ولم يمر بيان الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم مرور الكرام على رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة هذا الأخير أكد في تصريحات له أن سيعقد ندوة صحفية اليوم و سيرد على ما أسماه ” بالإيعاز و الأوامر الفوقية و هبة التي كانت وراء وصول معارض لرئاسة المجلس الشعبي الوطني لتتسع الهوة بين فرقاء أبناء الشيخ نحناح و تنسف مشروع الوحدة بين الجانبين وهو الأمر الذي أكدت عليه حمس في العديد من المرات بسعيها للم شمل أبناء مدرسة الشيخ نحناح.
جاب الله: “انتخاب شنين على رأس البرلمان لا يعنيني.. لست معه ولا ضده”
فالإنتقادات لم تتوقف عند حركة مجتمع السلم بل تجاوزتها لتصدر عن حزب العدالة و التنمية المنخرطة في الإتحاد من أجل النهضة و العدالة و البناء في المجلس الشعبي الوطني بحيث فجر نائب حزب جاب الله” مفاجئة من العيار الثقيل بمنشور عبر صفحته الرسمية بقوله إن نواب العدالة و التنمية زكوا سليمان شنين بصفة فردية و لم يتلقوا تعليمات من رئاسة الحزب بتزكية سليمان شنين كما أن جاب الله اعتبر أن الأمر لا يعنيه و ليس ضده أو معه وجاء في منشوره :”جاءتني العديد من التساؤلات عبر الوطن عن خلفيات انتخاب الأستاذ سليمان شنين على رأس البرلمان من مختلف الكتل البرلمانية الحاضرة أثناء الاجتماع باستثناء بعض الكتل التي قاطعت الجلسة والحق أن نواب جبهة العدالة والتنمية الحاضرين في الجلسة زكوا الاخ سليمان شنين بشكل فردي ومستقل ولا يعبر بالضرورة عن الموقف الرسمي للحزب أما عن موقف جبهة العدالة والتنمية عموما والشيخ عبد الله جاب الله خصوصا فإنه لا علاقة لهم بانتخابه ولا يعبر موقف بعض النواب المنتمين للجبهة عن موقفها عامة مع العلم أن الشيخ عبد الله جاب الله لم يشاور أصلا في هذه الخطوة ولما علم بأن سليمان شنين قد يكون هو رئيس البرلمان قال : ” إن هذا لا يعنينا فلسنا معه ولسنا ضده”.
وخرج نائب رئيس مجلس الشورى لجبهة العدالة و التنمية جمال صوالحي هو الآخرعن صمته ليؤكد أن الرئيس الجديد للبرلمان لن يضيف الشرعية لهذه الهيئة التشريعية الفاقدة للشرعية في الأساس وذكر في منشور له على صفحته الرسمية :”نحن لن نكذب على الحقيقة نقول الموجود، إن وجود شخص في رئاسة البرلمان لن يعيد له شرعيته والانتخابات كانت ولا تزال بالعصي والأوامر وهذا الذي أردته بعنوان المقال وإن مجلسا وُلد مشوها بالتزوير سيظل في نظرنا مَسخوطا عليه ونقمة ليس للشعب فيه شيء، ولذلك فلا شرف ولا فضل لمن يرقص طربا لرئاسته وهو يعلم ما ورد في من أَم قوما و هم له كارهون وعلى الإئتمام به مكرهون وأضاف :”إ ن موقفنا منه هو نفس موقف الحراك الشعبي المبارك وهو لعبة ليس لنا فيها يد من قريب أو من بعيد وكل من تورط فيه لا يُلزمنا بشيء وخير له أن يذهب فيريح ويستريح”.
زينب بن عزوز