تساءل المحامي و الناشط الحقوقي مقران آيت العربي إن كان حوار السلطة يبحث عن الاستجابة لمطالب الشعب أم لا يزال مصرا على حصر الأمور في نقطة الرئاسيات و إن كان هذا الأخير سيكون وسيلة لحل الأزمات وتقريب وجهات النظر بين الأطراف مشيرا إلى أنه لاحوار من أجل الحوار ولا حوار بدون إجراءات التهدئة ولا حوار بدون ضمانات مسبقة.
وأكد مقران آيت العربي في مساهمة له بعنوان “كثرت المبادرات و غابت الحلول” أن المشكل ليس في تنظيم الانتخابات و لكن الخوف في إنتاج الرموز ذاتها مشيرا إلى أن التساؤل الذي يطرح نفسه من يضمن أن الرئيس القادم لن يكرر ما فعله سابقه و ذكر :”لا يهمني أن تنظم الانتخابات بعد ستة أشهر أو سنة ولكن ما يقلقني بالدرجة الأولى هو الخروج من سلطة عصابة للدخول في سلطة عصابة أخرى وهذا ما قد يحدث إذا كان الهدف من أي حوار هو مجرد الاتفاق حول الانتخابات الرئاسية بدون ضمانات مسبقة لاحترام الحقوق والحريات. ” مشيرا إلى أن الرئيس السابق عّدل الدستور ليبقى في الحكم مدى الحياة ووجد في الموالاة سندا له عن و تساءل :””من يضمن أن الرئيس القادم لن يفعل ما فعله الرئيس عبد العزيز بوتفليقة؟”.
“المبادرات والشخصيات المقترحة لقيادة الحوار الوطني لا تمثل الحراك الشعبي”
واعتبرآيت العربي أن المبادرات وقائمة الشخصيات المقترحة لقيادة الحوار لا تمثل و لا تلزم إلا أصحابها ولا يمكنها تمثيل الحراك و ذكر :”من حق كل شخص أو مجموعة من الأشخاص أن تقترح ما تشاء وأن تتخذ المبادرة التي تراها جديرة بالمساهمة في حل أزمة النظام ولكن المبادرات لا تلزم إلا أصحابها ومن ثم فإن المجموعة المقترحة للحوار كطرف أو كوسيط لا تمثل ولا يمكن أن تمثل إلا من اقترحها ومهما كان فلا يمكنها تمثيل الثورة الشعبية ولا أحد يمثل هذه الثورة.”
كما أكد أن أرى أن الحراك قدم مطالب واضحة لا يقبل التنازل عنها مما يجله حكما وليس طرفا. وأنه لا يمكن لأحد أن يدّعي تمثيل الحراك لكون ذلك سيؤدي حتما إلى الخروج عن المطالب الشعبية و أشار إلى أن للأحزاب والمجتمع المدني أن تفتح حوارا مع ممثلي السلطة باسم مناضليها وليس باسم الحراك. أما الثورة فهي حكم بين كل الأطراف وأنها توافق أو ترفض ما يتم الاتفاق حوله. وقبل أي حوار وبغضّ النظر عن الأطراف والأشخاص لا بد أن تتخذ السلطة تدابير التهدئة ولا بد من ضمانات لاحترام الحقوق والحريات والعدالة الاجتماعية والمساواة والتي لا يمكن الخروج عنها مهما كان من سيحكم في المستقبل.
زينب بن عزوز