تتوقع الحكومة التونسية أن ينتعش القطاع السياحي خلال الفترة المقبلة بعدما فاق عدد السياح الجزائريين لتونس مليوني سائح، حيث كشفت إحصائيات على أن الوجهة التونسية سجلت تدفقاً بمعدل يفوق مليوني سائح جزائري خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أنقذ القطاع السياحي التونسي من الانهيار نتيجة عزوف الأوروبيين عن التوجه إلى تونس في ظل التهديدات الإرهابية.
وتوقع روني الطرابلسي، وزير السياحة التونسية، أن يتجاوز حجم العائدات المالية المتأتية من القطاع السياحي حدود أربعة مليارات دينار تونسي (نحو 1.3 مليار دولار) مع نهاية السنة الحالية، وأكد على توقع أن عدد السياح الذين سيزورون تونس سيكون أكثر من تسعة ملايين سائح، مقابل نحو ثمانية ملايين سائح خلال الموسم السياحي الماضي. وأشار إلى أن النتائج المحققة خلال هذا الموسم السياحي ستفوق الأرقام المسجلة خلال موسم 2010، ويعود ذلك بالأساس إلى تسجيل عودة مهمة للأسواق السياحية التقليدية، وبخاصة الأسواق الألمانية والفرنسية والإيطالية وباقي الأسواق الأوروبية، وزيادة الوافدين من هذه الأسواق السياحية بنسبة 22 في المائة.
وارتفعت نسبة السياح الوافدين على تونس من بلدان المغرب العربي بنحو 18.3 في المائة، وسجّلت تونس زيادة بنسبة 22 في المائة في عدد السياح الأوروبيين، وتضاعف عدد السياح البريطانيين مرتين مقارنة بالعدد المسجل خلال السنة الماضية، أي بزيادة بنسبة 119 في المائة، مع ارتفاع عدد السياح الفرنسيين بنسبة 26.2 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2018.
في السياق ذاته، أكد خالد الفخفاخ، رئيس الجامعة التونسية للفنادق (جامعة مهنية مستقلة)، على أهمية السوق الجزائرية المجاورة في إنعاش القطاع السياحي؛ إذ سجلت الوجهة التونسية تدفقاً بمعدل يفوق مليوني سائح جزائري على تونس خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أنقذ القطاع السياحي التونسي من الانهيار نتيجة عزوف الأوروبيين عن التوجه إلى تونس في ظل التهديدات الإرهابية. كما أن التطور الذي شهدته السوق الروسية كان لافتاً للانتباه، من خلال توافد ما يفوق 600 ألف سائح روسي على تونس، وهو ما حافظ على استقرار فرص العمل في عدد من المنشآت السياحية.
ويساهم القطاع السياحي في تونس بنحو 14.2 في المائة من الناتج الداخلي الخام (الناتج المحلي الإجمالي)، ويضمن فرص عمل لما لا يقل عن مليوني تونسي، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خلال عدد من الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بأداء القطاع السياحي. وكانت الأرقام في السابق تتحدث عن مساهمة بنحو 8 في المائة في الناتج الداخلي الخام؛ غير أن تراجع أداء بقية محركات الاقتصاد على غرار الاستثمار بأنواعه والتصدير وتحويلات المغتربين، مكّن من إعطاء القطاع السياحي مكانة أكبر، وبخاصة بعد تسجيل انتعاشة السوق الأوروبية، الملجأ التقليدي للقطاع السياحي التونسي.
وخلال الأشهر الستة الماضية من الموسم السياحي الحالي، سجّلت العائدات المالية السياحية في تونس، زيادة بنسبة 42.5 في المائة، وقدرت العائدات خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الحالية، بما لا يقل عن 1.98 مليار دينار (نحو 650 مليون دولار)، وذلك مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية.
عمر ح
الرئيسية / الاقتصاد / بعدما تدفق ما يفوق مليوني زائر خلال السنوات الأخيرة:
الحكومة التونسية تعول على الجزائريين لإنقاذ القطاع السياحي
الحكومة التونسية تعول على الجزائريين لإنقاذ القطاع السياحي
بعدما تدفق ما يفوق مليوني زائر خلال السنوات الأخيرة:
الوسومmain_post