اعتبر عبد الرحمن عرعار رئيس “المنتدى المدني للتغيير” تصريحات رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله ضده باتهامه بالعمل لصالح النظام لمجرد قبول الرئاسة مبادرته السياسية، بأنه “كلام لا يخدم الحوار ومساعي الخروج من الأزمة”، وتابع عرعار في رده قائلا “جاب الله مطالب بطرح السؤال على مؤسسة الرئاسة” بما أنها قبلت بسرعة مبادرة المنتدى من دون المبادرات الأخرى.
أكد عبد الرحمن عرعار رئيس “المنتدى المدني للتغيير” في تصريح لـ”الجزائر” اليوم الأحد، أن المبادرة التي اقترحها المنتدى قبل أسبوعين بطرحه قائمة تتكون من 13 شخصية وطنية لقيادة الحوار وتم الرد عليها من طرف رئاسة الجمهورية بإيجاب هي مبادرة “مستقلة” ، مشددا على أن فكرتها من وحي رجال ونساء المنتدى لا غير، واعتبر عرعار أن بعض الجهات التي نسجت سيناريوهات حول وجود علاقة بين السلطة والمنتدى المدني للتغيير أطلقت اتهمات “نحن أبرياء منها”، في إشارة إلى تصريحات رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله التي وصف من خلالها رئيس “المنتدى المدني للتغيير” عبد الرحمان عرعار بـ “ولي النظام”، وذهب جاب الله أكثر في انتقاده لعرعار لحد القول بأن السلطة “استدعت أحد أوليائها للرئاسة وسربوا له قائمة من الأسماء ودفعوه لكي يعقد ندوة صحفية يقترح فيها هذه الأسماء التي تسند لها مهمة الحوار وتأتي الاستجابة السريعة من الرئاسة”.
وفي السياق ذاته، أوضح عبد الرحمن عرعار أنهم “مقتنعون بأن رئيس الدولة المؤقت مرفوض شعبيا لكن فضلنا طريق التنازل والتفاوض والتوافق سعيا منا لحل الأزمة السياسية”.
ومن جانب آخر، كشف رئيس المنتدى المدني للتغيير الذي يضم حوالي 70 جمعية من المجتمع المدني عن وجود اتصالات يومية مع رئيس لجنة الحوار والوساطة كريم يونس، وأفاد عرعار بأن رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق المكلف بإدارة لجنة الحوار والوساطة كريم يونس “يستشيرهم في كل صغيرة وكبيرة”، ولكنه من جهته شدد المتحدث على تمسك المنتدى المدني للتغيير بمبادرته وأفكاره الرامية لحل الأزمة، ووصف عبد الرحمن عرعار هذه اللجنة بـ”المكسب الذي لا بد من دعمه بصفة مطلقة للخروج من الأزمة”.
وشدد عبد الرحمن عرعار أن الحوار ضروري للخروج من الوضعية الحالية، خاصة أن الرئاسة والمؤسسة العسكرية كما أكد المتحدث “ليسا طرفين في الحوار”.
وكان المنتدى المدني للتغيير قدم قائمة من الشخصيات من أجل القيام بدور الوساطة والحوار، وذلك بعد أن تحظى بالقبول عند الشعب الجزائري والحراك الشعبي وصناع القرار، وتسعى مبادرته إلى مباشرة حوار ومشاورات معمقة بمشاركة الجميع حول المقترحات السياسية للخروج بخارطة طريق تتضمن حلولا للأزمة التي تعيشها البلاد وعقد ندوة وطنية جامعة للمصادقة على كل مخرجات الحوار وتكون مرفقة بضمانات والالتزام بتنفيذها قبل الإجماع للذهاب إلى انتخابات رئاسية في أقرب وقت.
وكانت هذه المبادرة قد حظيت بدعم سريع وكبير من طرف رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، الذي اعتبرها في بيان الرئاسة بأنها “خطوة ايجابية في سبيل تجسيد المسعى الذي اقترحته الدولة”، مشيرا، إلى أن هذا الاقتراح من شأنه أن يكون أرضية لتشكيل فريق من الشخصيات الوطنية التي ستوكل لها مهمة قيادة تسهيل الحوار، وهو ما حدث بعد إعلان تشكيل فريق لجنة الحوار والوساطة بقيادة كريم يونس.
إسلام كعبش