أفاد الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي عز الدين ميهوبي أن تنظيم الرئاسيات في أقرب الآجال هو السبيل الوحيد لإعادة أمور البلاد لطبيعتها وأشار إلى أن التماطل من شأنه أن يدخل البلاد في متاهات من الصعب الخروج منها وأكد أن لجنة الحوار مهمتها الوحيدة هي إحداث التوافق على موضوع الرئاسيات وترك المسائل الأخرى التي وصفها بغير الاستعجالية منها رحيل الحكومة للرئيس القادم.
وأوضح ميهوبي لدى نزوله أمس ضيفا على منتدى الحوار أن الرئاسيات تعد أولوية المرحلة وهي النقطة التي ينبغي أن تأخذ حصة الأسد في لجنة الحوار والوساطة هذه الأخيرة التي ثمنها ميهوبي وأكد أن مهامها تتوقف عند إدارة الحوار فقط وليس طرفا فيها ودعاها في الوقت نفسه للوقوف على مسافة واحدة من كافة الفاعلين السياسيين واستغرب ذات المتحدث من بعض الأصوات التي طالبت بإقصاء الموالاة من هذا الحوار وأدرج المسألة في خانة الأمر غير المقبول وذكر :”نبارك إعلان هذه اللجنة التي ستتكفل بالتواصل مع كافة الفاعلين السياسيين ومن تراهم قادرين على تقديم قيمة مضافة كل الأحزاب دون استثناء نحن في حزبنا نرى أن دور لجنة الحوار والوساطة هو إدارة الحوار ولن تكون طرفا فيه لأن دورها هو هندسة الأرضية التي تقود إلى الانتخابات القادمة على أن يتكفل الرئيس القادم الذي سينتخب بشرعية ونزاهة بمناقشة مسألة بناء مؤسسات قوية وهذه اللجنة من شأنها تذليل العقبات وتقريب المسافة بين مختلف الفاعلين وهي مطالبة بأن تكون على مسافة واحدة من الجميع حتى لا ينظر إليها على أنها تميل الكفة لصالح أخرى “. وأضاف في السياق ذاته: “سمعنا كثيرا بعض الخطابات التي تدعو لعدم إشراك أحزاب الموالاة في الحوار الوطني ومباركتنا للجنة ليست مغازلة بل المشاركة حقنا ونحن موجودون في المجالس المنتخبة ومن المزاجية القول أن هذا أو ذاك لن يشارك في الحوار والغريب أن تصدر من بعض التشكيلات السياسية هذه سابقة وغير مقبولة وإن كان لدينا أخطاء فمن ينتقدنا أيضا له أخطاء ومن له الحق في إقصائنا هو الشعب ولا أحد غيره” ورد على مطالب حل أحزاب الموالاة قائلا :”الشعب يرفض الأحزاب والجميع كان منتقدا من الشارع موالاة وحتى المعارضة لم تكن بمنأى.” وعرج على العصيان المدني بالقول إنه لن يكتب له النجاح سيما وأنه طرح في الأيام الأولى من الحراك ولم يلق آذانا صاغية من الشعب.
“سنستعيد مصداقية الأرندي”
وفي سياق منفصل أكد خليفة أويحيى بالنيابة أن للأرندي دينا سياسيا تجاه الشعب الجزائري بعد ممارساته السياسية السابقة وأنه سيعمل على استرداد مصداقيته ومكانته على الساحة السياسية وقال :”حزبنا لديه دين سياسي تجاه الشعب وسيعمل على استعادة مصداقيته وموقعه في خدمة الوطن بالعمل على تحسين سلوكه السياسي لا يجب نسيان الرجال الأوائل الذين أسسوا الحزب وسنسعى إلى فتح الأبواب أمام جيل جديد من الشباب السياسيين لتقديم الإضافة للحزب.” وأضاف :”منذ سنة 2002 والحزب يعاني من ضغوط تعرضنا لها في مختلف الاستحقاقات الانتخابية ونالنا الكثير من القهر والظلم لذا سنعمل على مراجعة آليات تسيير الحزب وستكون هناك ثقافة جديدة في الحزب للاقتراب أكثر من المواطن والعمل الجواري لتفادي الوقوع في الأخطاء السابقة.”
كما قال ميهوبي إن حزبه بصدد تحرير وثيقة هي مبادرة تحمل مسمى التحول الجمهوري “سيبرز فيها موقفه من الحوار والوطني ولجنة كريم يونس وستتضمن معطيات ونقاط أبرزها هو أن هيئة الحوار عليها أن تركز في عملها على كيفية تنظيم انتخابات رئاسية نزيهة وإن تناولت كل القضايا والملفات لن تترك لرئيس الجمهورية القادم أي شيء للقيام به مشيرا إلا أن البلاد بحاجة لجمهورية جديدة وليس انتقالا ديمقراطيا لكون هذا الأخير تجسيد في 1989 بدستور السنة ذاتها و مرور الجزائر للتعددية السياسية .
“عندما تتدخل العدالة لمحاربة الفساد ينتهي دورنا كسياسيين”
ورفض ميهوبي التعليق على تواجد سلفه أحمد اويحيى في سجن الحراش مكتفيا بالقول :”عندما تتدخل العدالة لمحاربة الفساد ينتهي دورنا كسياسيين بإعطاء الأولوية لها دون التدخل في شؤون عملها ونحن لم نكن لوحدنا في السلطة إنما كنا في تشكيلة سياسية بناء على موازنات حكومية كل مكلف بمهام منوطة به يكفى أن تقوم بواجبك على أكمل وجه”.
“بوتفليقة يبقى جزءا من التاريخ بحلوه ومره”
رغم الانتقادات التي طالت فترة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة والتي دفعت الشعب للخروج للشارع رفضا لعهدته الخامسة إضافة إلى الأحزاب السياسية معارضة وحتى موالاة غير أن الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي فضل تبني رد دبلوماسي في تقييمه لعهدات الرئيس السابق وقال :” بوتفليقة يبقى جزءا في تاريخ الجزائر لا يمكن مسحه بحلوه ومره كما وجب أن نستفيد ونعتبر من ما حدث في شاكلة زاد نحتاجه في مستقبل بناء جزائر جديدة”.
وأثنى ميهوبي مطولا على المؤسسة العسكرية والنهج الذي اتبعته في مرافقة الحراك الشعبي والمضي قدما في إطار الدستور ورفضها الاستجابة لبعض الأصوات التي طالبت عكس ذلك مشيرا إلى أن هذه الأخيرة تعاملت مع الوضع الذي تعيشه البلاد بحكمة وبصيرة مؤكدا أن الأرندي ثمن في السابق مواقف الجيش ولا يزال على النهج ذاته وقال :” مؤسسة الجيش حافظت على الإطار الدستوري بقوة ومن يريدون إقحام المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية أو المروجون للدولة العسكرية ” فهذه الأخيرة ردت مرارا وتكرارا أنه لا مطامح سياسية لها.”
زينب بن عزوز