• ناصر حمدادوش: “مستوى لجنة الحوار لا يرقى إلى حجم التحديات الراهنة”
عرفت لجنة الحوار والوساطة منذ تشكيلها انتقادات كبيرة من طرف القوى السياسية المنتمية للمعارضة خاصة من جانب الأحزاب الإسلامية التي سبق لها رعاية مبادرة أولى للحوار التي عرفت بأرضية عين البنيان، نسبة للمدرسة العليا للفندقة بهذه المدينة التي ضمت اجتماع المعارضة والمجتمع المدني وقدمت يدها للسلطة للتحاور بشروط أساسية كرحيل الوزير الأول نور الدين بدوي وحكومته والدخول في مرحلة انتقالية قصيرة إلى غاية تنظيم الانتخابات الرئاسية.
استغل رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، افتتاح مجلس شورى الحزب، قبل أيام، ليوجه سهاما من النقد متواصلة تجاه هيئة الحوار والوساطة التي يرأسها كريم يونس، وذهب جاب الله للقول بأن “طريقة تشكيل الهيئة فيها غموض كبير وتثير الشكوك”، مرجحا فكرة أنه “جرى تسريب الأسماء والإعلان عنها ثم قبول الرئاسة لها وتزكيتها”، وأقر رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله بأن هذه الطريقة “ليست مناسبة لتحقيق الاستقرار والاستجابة لمطلب الشعب”.
وذهب عبد الله جاب الله إلى أبعد من ذلك عندما قال إن السلطة “لو كانت تريد خيرا لتبنت أرضية عين البنيان”، في إشارة إلى المبادرة التي اعتمد عليها عبد الله جاب الله مع مجموعة كبيرة من الأحزاب ذات التوجه الوطني والإسلامي وعمل على إثرائها شخصيا منذ بداية الحراك الشعبي، حيث استضاف مقر حزبه جميع الاجتماعات التحضيرية للندوة وما قبلها.
ومن جهته، انتقد ناصر حمدادوش القيادي في حركة مجتمع السلم المشاركة في التأسيس لأرضية عين البنيان للمعارضة، هذه اللجنة المكلفة بالحوار والوساطة، واصفا إياها بـ”الغامضة”، وأوضح حمدادوش في اتصال مع “الجزائر” بأن الهيئة التي يقودها رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق كريم يونس “غير نهائية، بالنظر إلى انسحاب أعضاء وانضمام آخرين وليست متوازنة من حيث أفرادها”، مؤكدا في السياق ذاته، بأن مستواها “لا يرقى إلى حجم التحديات الراهنة وعلى رأسها كيفية إيجاد حل للأزمة السياسية”.
وأكد النائب والقيادي في “حمس” ناصر حمدادوش أن حزبه “ليس ضد الحوار كمبدأ ولكن الطريقة التي تتواجد بها هذه اللجنة غير محفزة”، واعتبر حمدادوش أن هناك “تناقض في الخطاب الرسمي” بخصوص آليات ورهانات هذا الحوار، ويعتقد القيادي في “حمس” أن السلطة القائمة غير “مهتمة بالتحاور” لأنه وفق حمدادوش الحوار يجب أن يكون بين “السلطة والمعارضة”.
وتجدر الإشارة إلى أن اجتماع عين البنيان الذي حضره قرابة 700 مشارك من بينهم أحزاب سياسية وشخصيات وطنية وجمعيات مدنية وبالنظر إلى كل ما قيل حول الندوة قبل بدايتها فإن عدم تفعيل مخرجاتها على أرض الواقع، وكذلك عدم تفاعل الرئاسة مع مقترحاتها بالشكل المطلوب جعل هذه الأحزاب في موقع هجوم على السلطة باتهامها بالعمل على فرض أجندتها والدفع بلجنة كريم يونس إلى العلن كما لو أن هناك نية صادقة منها للحوار.
إسلام كعبش
بعد فشل أرضية عين البنيان:
الوسومmain_post