تواجه الحكومة مسؤولية تاريخية في الحفاظ على أصول حقول وآبار النفط الوطنية، والعمل على قطع الطريق على الشركة الفرنسية توتال في الاستحواذ على الثروة النفطية في الصحراء الجزائرية بعدما نجحت الجزائر في سنة 1971 في تأميم المحروقات، لتعود الشركة الفرنسية هذه المرة عبر بوابة الاستثمار وإنفاق الأموال في شراء أصول أحد أكبر الشركات البترولية في العالم وهي العملاق الأمريكي “أناداركو” بالتعاون مع أكوسيدونتال بيتروليوم.
فبعد أن وافق حاملو أسهم أنادركو على بيع شركة أكوسيدونتال بيتروليوم، واقتراب الفرنسيين من إتمام صفقة الاستحواذ على أصول الشركة الأمريكية بالجزائر، لم يبق للطرف الجزائري بداية من الحكومة وصولا إلى سوناطراك ومرورا عبر وزارة الطاقة في الاستنجاد بحق الشفعة، التي تواجه إشكالات كبيرة من حيث التطبيق، وإن كان القانون الجزائري يسمح بها، في ظل تراجع القدرة المالية للجزائر إلى حد كبير لا يسمح لها باستكمال الصفقة.
ووفقا لما نشرته وكالة رويترز، وافق حاملو الأسهم في شركة أناداركو لإنتاج النفط والغاز بشكل رسمي، على بيعها لصالح شركة أوكسيدنتال بتروليوم المنتجة للنفط والغاز مقابل 38 مليار دولار، وتفوقت أوكسيدنتال على شيفرون في السباق لتضع يدها على الجائزة التي تحمل قيمة كبيرة في صناعة النفط، وهي المساحة التي تمتلكها أناداركو في الحوض البرمي، أكبر حقل نفط صخري في الولايات المتحدة، والتي تبلغ 250 ألف هكتار تقريبا.
ومن هذه المنطلقات، تقترب الشركة الفرنسية “توتال” بخطى ثابتة نحو استحواذ على الحقول النفطية الجزائرية من خلال الصفقة المتصل إليها مع الشركة الأمريكية “أوكسيدينتال بيتروليوم، لشراء أصول العملاق “أناداركو” في الجزائر وقطع الطريق أمام الشركة الامريكية الأخرى “شيفرون” الراغبة هي الأخرى في الحصول على هذه المشاريع.
وفي وقت تتزاحم الشركات البترولية التنافسية على الحقول النفطية الوطنية، يلتزم مجمع سوناطراك ووزارة الطاقة الصمت، مكتفية بدور المراقب لما ستؤول إليه الأمور بين هذه الشركات المتنافسة، وانتظار من سيخرج منها فائزا في انتظار تقرير السلطات العمومية تطبيق حق الشفعة المخول لمؤسسة سوناطراك وفقا للقانون الساري العمل به، وبالتالي الحؤول دون استحواذ شركات معينة على غالبية الحقول والمشاريع الاستثمارية في مجال الطاقة.
فبعد إعلان المجمع الأمريكي “أناداركو” انه يعتزم إلغاء اتفاق إعادة الشراء مع العملاق “شوفرون” الذي منحه مهلة أربعة أيام لتقديم عرض أعلى من العرض الذي قدمه مجمع “أوكسيدانتال بيتروليوم”، تقترب الشركة الفرنسية “توتال” بخطى ثابتة بالاستحواذ على المشاريع النفطية في الجزائر، في إطار الشراكة مع هذا الأخير، وبالتالي الهيمنة على غالبية الحقول الامر الذي ينافس المجمع العمومي سوناطراك في عقر داره ويطرح الإشكالات ذات العلاقة بتطبيق بنود حق الشفعة على هذا القطاع الاستراتيجي، وبالتالي السيطرة على مقدرات البلاد.
وفي وقت اتفقت شركة “أناداركو” التي تملك أصول هامة في الجزائر و”شوفرون” في يوم 12 أفريل الماضي من التوصل الى اتفاق نهائي لإعادة شراء جميع الأسهم المتداولة لمجمع أناداركو بقيمة 33 مليار دولار، أي 65 دولار لكل سهم، وبلغت القيمة الاجمالية للصفقة التي اقترحتها شوفرون 50 مليار دولار، مع إدماج التكفل بالمديونية الصافية والقيمة المحسوبة لفوائد الأقلية، اقترح “أوكسيدانتال بيتروليوم”، بالمقابل من ذلك، عرضا بقيمة 57 مليار دولار، وهذا يفتح الباب لحرب مزايدات بين المجموعتين الامريكيتين.
ومن ناحية أخرى، وقّع “أوكسيدانتال بيتروليوم” على اتفاق مع الشركة الفرنسية “توتال” ليتنازل له عن أصول أناداركو في الجزائر، بالإضافة إلى مجمل استثماراتها في القارة الإفريقية، كما هو الشأن بالنسبة لتلك المتواجدة في كل من غانا والموزمبيق وجنوب افريقيا في حالة نجاح العرض الجاري، بينما تبقى الجزائر ومجمع سوناطراك على وجه الخصوص مكتفيين بدور التفرج ومن دون اتخاذ الإجراءات الرامية لحماية المصالح الوطنية والحقول الجزائرية، موازاة مع الصفقات التي قامت بها وزارة الطاقة خلال الحقبة التي كان الوزير الأسبق شكيب خليل على رأسها، حيث لجأ إلى بيع أسهم سوناطراك في مجمع أناداركو.
ع ح
الرئيسية / الاقتصاد / صفقتها مع أناداركو قد تدفع الحكومة إلى الإفراط في التأميم :
“توتال” تسعى للاستحواذ على الحقول النفطية الجزائرية
“توتال” تسعى للاستحواذ على الحقول النفطية الجزائرية
صفقتها مع أناداركو قد تدفع الحكومة إلى الإفراط في التأميم :
الوسومmain_post