حالة من الاستغراب، باتت تحيط بالمثقفين والفنانين، الغيورين على قطاع الثقافة، وذلك بعد أن كلف رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، وزير الاتصال الحالي أحسن رابحي بمهام وزيرا للثقافة بالنيابة لتسيير شؤون القطاع، حيث جاء تعيين رابحي مباشرة بعد استقالة الوزيرة مريم مرداسي من منصبها السبت الفارط، بعد ضغوطات كثيرة تعرضت لها الأخيرة منذ تعيينها في المنصب كان آخرها مهزلة الحفل الفني لـ “سولكينغ” لملعب 20 أوت.
وقد أسكت هذا التعيين كل التكهنات حول خليفة مريم مرداسي، حيث تم تداول الكثير من الأسماء خلال الساعات الماضية في الأوساط الثقافية والإعلامية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، من بينهم محافظ المهرجان الدولي للفيلم العربي السابق ابراهيم صديقي، السينمائية نادية لعبيدي ومدير الثقافة بالمسيلة رابح ظريف، لتتضح أنها إشاعات ومجرد فقاعات في فنجان، يقوم بها أصدقاء الأسماء المذكورين، كنوع من الضغط وتقديم البديل للسلطات العليا في البلاد.
في سياق ذي صلة، رجحت العديد من الأطراف، أن عدم تعيين اسم جديد على رأس هضبة العناصر، مؤشر واضح بقرب ذهاب الحكومة الحالية التي يرأسها الوزير الأول نور الدين بدوي، وهذا استجابة لضغوطات الحراك الشعبي، الذي انطلق منذ 22 فيفري الفارط، حيث اعتبر الشعب أن هذه الحكومة غير شرعية، وأعلن عن رفضه لها منذ البداية، خاصة بعد الكوارث التي تحدث في مختلف القطاعات بما فيه قطاع الثقافة.
وزيرة الثقافة السابقة، مريم مرداسي، التي نصبت في المنصب أول أفريل الفارط في حكومة تصريف الأعمال، قدمت استقالتها لرئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، بعد وفاة خمسة شباب في الحفل الفني الذي أقامه النجم الجزائري “سولكينغ”، بملعب 20 أوت بالعاصمة.
من جهة أخرى، تعالت أصوات الكثير من المهتمين والمختصين بالشأن الثقافي والفني، مؤخرا بضرورة إلغاء هذه الوزارة التي لم تدفع عجلة الثقافة للأمام ولم تعد تلبي رغبات المثقفين والفنانين، فضلا أنها باتت تستنزف أموال الخزينة العمومية دون جدوى، وطالبوا بأن يكون كل واحد في المجال وزيرا لنفسه، كون الساحة تسع للجميع، والغلبة للأقوى.
في الموضوع ذاته، كشفت بعض المصادر أن الدولة كانت ستدمج وزارة الثقافة مع وزارة الاتصال منذ سنتين تقريبا، أي بعد اشتداد الأزمة الاقتصادية، لكنها عدلت عن هذا القرار في الأخير وفضلت أن تحافظ على استقلال الوزارتين.
وبالحديث عن تاريخ وزارة الثقافة، فإنها تأرجحت في كثير من المرات، حيث تم دمجها في عديد المناسبات مع الإعلام والسياحة، حيث انطلقت هذه الوزارة باعتبارها وزارة التربية الوطنية (مرسوم رقم 63-121 – الموافق 18 أفريل 1963)، ثم وزارة التوجيه الوطني 1964، فوزارة الإعلام 1977، وزارة الإعلام 1968، ثم أصبحت وزارة الإعلام و الثقافة 1975، وزارة الإعلام و الثقافة 1981، لتكون كتابة الدولة للثقافة و الفنون الشعبية 1981، فوزارة الثقافة 1982، وزارة الثقافة و السياحة 1985، وزارة الثقافة و السياحة 1988، ثم المجلس الوطني للثقافة 1990، وزارة الاتصال و الثقافة 1991، وزارة الثقافة 1991، وزارة الثقافة و الاتصال 1992، وزارة الثقافة 1994، وزارة الاتصال و الثقافة 1996، ثم أصبحت وزارة الثقافة إلى يومنا هذا.
صبرينة كركوبة