قال عدد من الأئمة و المشايخ أن الجزائر اليوم رغم الظرف الصعب الذي تعيشه إلا أنها أمام فرصة تاريخية يجب استغلالها محذرين من الرجوع إلى “الخلف” وممن يريدون اختطاف الثورة الشعبية السلمية، و أكدوا أنهم يدعمون أية مبادرة للحوار شريطة أن تكون تخدم مصلحة البلاد و لا تمس بالمقدسات وتوافق الحراك الشعبي، و اعتبروا انه لا حل للخروج من الأزمة إلا بالذهاب إلى الانتخابات.
قال رئيس لجنة الإغاثة بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين عمار طالبي في كلمة ألقاها خلال لقاء نظمته أكاديمية المجتمع المدني الجزائري، أمس، أن هناك من يريد اختطاف الثورة و وثروتها، ولا بد من اليقظة لهذا المخطط، و أضاف أن البلاد أمام فرصة تاريخية ولابد من استغلالها حتى لا نرجع إلى الوراء و إلى “التخلف”، و قال انه ورغم أننا “تفطنا متأخرين” إلا أنه لا يجب تضييع المزيد من الوقت ولا بد أن “نضع هدف محدد”، و يرى انه لا يجب أن “نبقى في حوار غامض غير متضح المعالم و مائع”، و اعتبر أن الحل للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد لا يكون إلا بالاحتكام إلى الصندوق والذهاب إلى انتخابات لا تشارك فيها السلطة، و يكون الشعب و الحراك هو المراقب لها.
وحذر طالبي من “الفاسدين” في مختلف القطاعات، و قال أن الفساد لم يكن مقتصرا على نهب المال العام و العقارات و غيره من الماديات، إنما فساد في الثقافة و التربية و التعليم، و قال أن هؤلاء المستفيدين أرادوا أن يجعلوا التعليم علمانيا فرنسيا و أن يحطموا كل القيم التي تربي الأجيال عبر اديولوجيات مختلفة.
هذا و ثمن المتحدث دور الجيش الوطني في حماية امن و استقرار البلاد و وحدودها، و قال انه-أي الجيش- صفا نفسه اليوم من العناصر التي كانت تخدم فرنسا.
من جانبه، قال رئيس نقابة الأئمة جلول حجيمي أمس، في تدخل له، أن الأئمة همشوا ولم يأخذ برأيهم في الحوار الوطني المطروح على الساحة الوطنية، و أكد هذه الفئة تدعم كل جهود الحوار شرط الا يضر بالأمة وان لا يقصي طرف
و قال”نحن بدأنا فعليا في هذا الأمر-أي التحاور مع عدد من الأطراف- و ليس لدينا عقدة في الانضمام لأي طرف مبادر للحوار لكن بشروط أن يكون توجه الحوار في مصلحة لبلاد ولا يمس مقدستنا”
و أشار حجيمي أن مبادرة الأئمة ليست خاصة بهم فقط بل مفتوحة للجميع وهذا “واجب شرعي و نحن نقبل التعاون مع كل الأطراف لإخراج البلاد من الأزمة، غير انه قال أن الأئمة لا يباركون “أي مبادرة لا يزكيها الجيش لأنه بالنسبة لنا صمام ألامان ” كما أكد أن الأئمة يمدون أيدهم إلى العدالة التي تحاول إصلاح الأوضاع.
و يرى حجيمي أن “البلاد اليوم أمام فرصة تاريخية و إذا فرطنا فيها سوف نرجع للتخلف ”
من جانبه قال علي عية، الجزائر تمر بمرحلة خطيرة وإذا لم يتجند ي لها كل الجزائريين سوف نده بالى الهاوية و قد نلتحق بالدول التي فقدت الامن و الاستقرار.
و قال أن ما نعيشه اليوم هو نتيجة سياسة التهميش و البلطجة و الظلم التي كانت تمارس على الشعب، و قال أن الأئمة يباركون كل مبادرات الحوار بشرط أن لا تكون ضد الحراك، لأنه لو لم يكن هناك حراك لما كان المفسدون و الظالمين لما اليوم قابعين في السجن”
و شدد على أن لا تمس المبادرات و الحوار بثوابت الأمة و بما جاء به بيان أول نوفمبر أو اجتماع الصومام، و أكد دعمه لهذه المبادرات التي تقدس المؤسسات وعلى رأسها مؤسسة الجيش الحامي للوطن ، و التي تراعي أصوات الحراك.
وقال أن الجزائر اليوم تحتاج لكل أبنائها المخلصين لحمايتها، وحذر من”الانتهازيين الذين يريدون أن يلتفوا حول الحراك “، كما وجه نداء لمن اسماهم”” الفاعلين في البلاد” لإطلاق سراح لخضر بورقعة و” المسؤولين المظلومين” على حد تعبيره .
رزيقة.خ
الرئيسية / الوطني / حذروا ممن يريدون "خطف الثورة الشعبية السلمية":
الأئمة يدعون إلى الذهاب إلى الانتخابات وعدم تضييع المزيد من الوقت
الأئمة يدعون إلى الذهاب إلى الانتخابات وعدم تضييع المزيد من الوقت