وجهت وزارة التربية الوطنية، دعوة إلى 13 نقابة معتمدة في قطاع التربية، لحضور اجتماع تشاوري يجمعها بوزير التربية عبد الحكيم بلعابد، الثلاثاء المقبل تحسبا للدخول المدرسي المقبل، غير أن العديد من النقابات ترفض أي لقاء يجمعها مع الوزير وتؤكد تمسكها ب”التأييد التام “للحراك و مطالبه ومنها “رفض حكومة بدوي ورفض التحاور معها”، وهو ما قد يفشل خطة الوزارة و من ثمة الحكومة في استباق الزمن و العمل على” إخماد غضب النقابات” التي تهدد بدخول اجتماعي ساخن على وقع الاحتجاجات و الإضرابات.
راسلت وزارة التربية الوطنية 13 نقابة وطنية في قطاع التربية، على اعتبار أنها الشريك الاجتماعي و ذلك للتشاور و النقاش حول الدخول المدرسي، وجاءت في الدعوة الموجهة إلى الشريك الاجتماعي الموقعة من قبل رئيس الديوان بالوزارة انه “في إطار التشاور الذي تبادر به وزارة التربية مع الشريك الاجتماعي.. ندعوكم لحضور الاجتماع المزمع عقده تحت إشراف وزير التربية الوطنية الثلاثاء المقبل”.
وقد وجهت دعوة الحضور لكل من الأمين العام للإتحادية الوطنية لعمال التربية، رئيس الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، المنسق الوطني للمجلس الوطني المستقل لمستخدمي القطاع ثلاثي الأطوار للتربية، المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، إضافة إلى كل من الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية، الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، رئيس نقابة الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين، الأمين العام للنقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية، الأمين العام لمجلس أساتذة الثانويات، الأمين العام لنقابة أساتذة التعليم المتوسط، الأمين العام للنقابة الجزائرية لعمال التربية، رئيس النقابة الوطنية للعمال المهنيين لقطاع التربية الوطنية.
غير أن أغلب هذه النقابات أكدت أنها ستقاطع لقاء الوزير، باعتباره جزء من الحكومة التي “يرفضها الشعب”، و أكدوا تمسكهم بهذا الموقف، وفي هذا السياق قال المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “السنابست” مزيان مريان، أمس، في تصريح ل”الجزائر”، أن نقابته وكغيرها من النقابات الستة المنضوية تحت لواء تكتل نقابات التربية، ترفض اللقاء مع وزير التربية، و تتمسك بالبيان الصادر في مارس الماضي الموقع من قبل هذا التكتل و الذي أكد “مقاطعة كل اللقاء الرسمية مع أي عضو من أعضاء الحكومة التي يرفضها الحراك”.
وقال مزيان مريان في رده على سؤال حول ما سيكون موقفهم من أي قرار قد تتخذه الوزارة خاص بالجانب المهني لعمال وموظفي القطاع، قد يكون غير مطابق لما تدعوا إليه النقابات، و التي سوف يكون موقفها ضعيف في حال ما احتجت عليه خصوصا وان الوزارة قد أقامت عليها الحجة وقامت بمراسلتها لحضور لقاءات تشاورية و الأخذ برأيها، أن أي قرار قد تصدره الوزارة فلن يضر العمال، و أنه في حال حضرنا أو لم نحضر اجتماعاتها فلن يتغير الوضع، و قال أن الوضع السياسي الحالي الذي تعيشه البلاد يحتم علينا اتخاذ قرار المقاطعة، و أضاف أن المشكل السياسي الذي نعيشه جميعنا أولى من المشاكل المهنية و الاجتماعية لعمال القطاع، وانه بعد انتهاء الأزمة سوف تعود النقابات للتركيز في مطالبها المهنية.
من جانبه قال المكلف بالإعلام الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين”انباف” عبد الوهاب العمري زقار في تصريح ل”الجزائر” أمس، أن نقابته لن تحضر الاجتماع، و هي ملتزمة بقرار تكتل النقابات الخاص بمقاطعة الحكومة التي يرفضها الشعب، موضحا أن النقابة ليست لديها مشكل شخصي مع الوزير بلعابد، لكنه يبقى عضو من أعضاء هذه الحكومة، و قال أن المقاطعة تتعلق فقط باللقاء الرسمية و البروتوكولية، أما التعامل مع الوزارة كمؤسسة من مؤسسات الدولة فهي قائمة.
من جانبه قال بوعلام عمورة الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين أن التوجه الأغلب هو مقاطعة اللقاء مع الوزير بلعابد، و أشار إلى أن لقاء سيجمع نقابته بالنقابات الخمس المنضوية تحت لواء تكتل نقابات التربية قبل 3 سبتمبر- التاريخ الذي حددته الوزارة للقائها بالشريك الاجتماعي- لمناقشة الموضوع، غير انه رجح أن يكون الموقف “رفض للقاء”.
ويبدو ان الوزارة تحاول ربح الوقت و العمل على امتصاص غضب النقابات قبيل الدخول الاجتماعي و إسكاتها بمعالجة مطالبها الاجتماعية و المهنية التي طالما رفعتها، و استشارتها في بعض قراراتها، قبل أن تشرع هذه النقابات في تطبيق “وعيدها” ب”دخول اجتماعي ساخن على وقع الاحتجاجات و الإضرابات”، خصوصا و أن أغلب هذه النقابات أصبحت جزء من الخارطة السياسية ولم يعد دورها مقتصرا على الجانب المهني، بعد انضمامها لفعاليات المجتمع المدني وبذلك أصبحت طرفا “قويا” قادر على قلب موازين القوى و فاعل أساسي في المشهد الوطني.
رزيقة.خ
الرئيسية / الوطني / رفضت دعوة الوزارة لعقد لقاء مشترك الثلاثاء المقبل:
نقابات التربية تجهض محاولة بلعابد لتمرير دخول مدرسي “هادئ”
نقابات التربية تجهض محاولة بلعابد لتمرير دخول مدرسي “هادئ”
رفضت دعوة الوزارة لعقد لقاء مشترك الثلاثاء المقبل:
الوسومmain_post