يتواصل الجدل حول عمل لجنة الحوار والوساطة منذ بدايتها، وعن المستقبل الذي ينتظرها في الوقت الذي لا تزال تراوح مكانها وتحاور جهات تتوافق معها في الخط في الوقت الذي غاب الشركاء السياسيين من الاحزاب المعارضة الكبيرة في الساحة السياسية على غرار حركة حمس والأفافاس والأرسيدي وحزب العمل وجبهة العدالة والتنمية، وأيا كانت الخطوات التي قطعتها اللجنة، منذ شهرين من الإعلان عن أشغالها إلا أن التحدي الكبير وهو كيف السبيل إلى إقناع الأحزاب والشخصيات الكبرى بالمشاركة في مسعى الحوار؟
لا يبدو الطريق إلى الحوار باللجنة التي يقودها رئيس المجلس الشعبي سابقا، كريم يونس، ستقود البلاد إلى بر الأمان إذ لا تزال تعترضه عثرات كثيرة تظهر في عدم الاتفاق على شكله ومضمونه وضماناته والجهة المشرفة عليه، رغم أن الكل سلطة ومعارضة مجمع على ضرورة الإسراع في بدء الحوار والذهاب لتنظيم انتخابات رئاسية في أقرب وقت ممكن.
وحسب المتتبعين لأشغال لجنة كريم يونس، فإن اختيار الأسماء المشرفة على الحوار، هو السبب الرئيسي في تعطله ورفضه من قبل الأحزاب المعارضة، لكون السلطة حسبهم، لا تزال تبحث عن شخصيات بإمكانها التحكم فيها، مع إمكانية أن تكون مقبولة من الحراك، وهي معادلة تبدو في رأي الشخصيات الوازنة ،صعبة الحل لكون اللعبة صارت مكشوفة اليوم.
فعلاوة على الأحزاب التي تنتمي إلى ما يسمى البديل الديمقراطي، والتي رفعت من سقف مطالبها، بطرحها شرط إطلاق سراح المساجين السياسيين جاء هجوم رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله على لجنة كريم يونس، متهما هذه الشخصيات بأنها تأتمر بأوامر السلطة، وهو مؤشر على برودة العلاقة بين هيئة كريم يونس والكثير من الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية.
ولا تتوقف المسألة عند الأسماء التي حاورها كريم يونس، والتي تعدت 23 تشكيلة سياسية حسب ما أعلن عنه و ومحاورة ما يزيد عن 5084 شخص من فواعل الحراك الولائي وجمعيات وتنظيمات وطنية، وحركات شعبية وطلبة جامعيين، وحسب الإحصائيات الأخيرة للهيئة، إلى غاية 2 سبتمبر، أن عدد فواعل الحراك الولائي ، بلغ 3677 شخص، كما تم التحاور مع 521 شاب ، 331 من نشطاء حقوقيين، و65 من نخبة النساء إلى جانب الإلتقاء بـ51 جمعية وتنظيمات وطنية، و55 جمعيات محلية، و17حركات شعبية ومنتدبات، بالإضافة إلى 267 نخب جامعية، و51 طالبا جامعيا، و49 من الأعيان والحكماء لم يفي بالغرض المنشود.
وللشهر الثاني من إنطلاق أشغال لجنة الوساطة والحوار، تتوالى ردود الفعل الرافضة للمشاركة في مبادرة الحوار السياسي، من طرف شخصيات وجهت لها الدعوة من أجل الانضمام إلى المسعى الذي باشرته السلطة في الآونة الأخيرة، وهو ما يضع لجنة رئيس البرلمان السابق في مأزق حقيقي، ولاسيما في ظل غياب الانسجام بين أعضائها، وهو ما عرض مصداقيتها لطعن من قبل فواعل الحراك والتي تلقن انتقادات شديدة في مظاهرات الجمعة الماضي، ووجهت إليها اتهامات “الخيانة” و”والمتاجرة بالحراك الشعبي”، وهو ما يكون قد دفعها إلى الإعلان عن توسيع عضوية اللجنة إلى أكثر من عشرين شخصية سياسية ومستقلة، من أجل إضفاء صبغة من الشرعية على مسعى الحوار السياسي، إلا أن ردود فعل المجاهدة جميلة بوحيرد وزهرة بيطاط، ومولود حمروش، مقران آيت العربي، مصطفى بوشاشي وقبلهم أحمد طالب الإبراهيمي، وأحزاب المعارضة تؤشر إلى فشل مبكر للمبادرة.
رزاقي.جميلة
الرئيسية / الوطني / في ظل مقاطعة الأحزاب الكبرى والشخصيات الوازنة مسعى الحوار:
أزمة شخصيات تعيق مستقبل لجنة كريم يونس
أزمة شخصيات تعيق مستقبل لجنة كريم يونس