طرحت الإجراءات التي قامت بها كل من حكومتي تركيا وفنلندا والخاصة بتعليق منح التأشيرة للسياح الجزائريين الذي اتخذته فنلندا وإلغاء تأشيرة “سي 1” بالنسبة لفئة من الجزائريين التي اتخذته تركيا، الكثير من التساؤلات عن الأسباب التي دفعت هاتين الدولتين لاتخاذ هكذا إجراءات خصوصا وأنهما لم تقدما أي تفسيرات لذلك، ما جعل القراءات تتعدد حول هذه الدوافع فمنها من اعتبر الأمر “مؤشرا لا يبشر بالخير”، أو محاولة لأطراف معادية للجزائر الضغط على أطراف أخرى للتضييق على الحكومة وعلى المواطن، كما ربطت بعض القراءات المسألة بالصراعات بين تركيا ودول الخليج حول الاستثمارات في منطقة المغرب العربي، ودعم تركيا لتيار على حساب تيار آخر.
أثارت الإجراءات التي قامت بها الحكومة التركية والمتعلقة بإلغاء تأشيرة c1 التي تتيح للمسافرين الحصول على الفيزا إلكترونيا التي كانت مخصصة للأشخاص الذين 18-35 سنة، حيث اشترطت منحها بحيازة المعني على تأشيرة شنغن أو تأشيرة الولايات المتحدة الأمريكية أو الإقامة فيها، استغرابا كبيرا بالجزائر، وطرحت علامات استفهام كبيرة، فتركيا التي تربطها بالجزائر علاقات قوية تاريخية، وتجارية وسياحية، زادتها متانة الزيارات التي قام بها الرئيس التركي طيب رجب أردوغان للجزائر في سنتي 2013 و2018 والتي أكد فيها أن تركيا توفر للجزائريين التسهيلات نفسها التي توفرها الجزائر للأتراك فيما يخص التأشيرات، وأكد ضرورة تطوير العلاقات أكثر بين الشركات الاقتصادية الجزائرية و التركية وتشجيع الاستثمار أكثر فأكثر، غير أن انقلاب الوضع، من وضع تعقيدات خاصة بالتأشيرات لفئة معينة من الشعب، ومن دون إعطاء توضيحات حول المسالة من الحكومة التركية فتح باب التأويل على مصراعيه، فإذا كان الأمر الذي قامت به الحكومة الفنلندية بخصوص المسألة ذاتها-تعقيدات الحصول على التأشيرة الفنلندية بالنسبة للجزائريين- لم يكن بقدر من الأهمية بالنسبة للجزائريين كون عدد قليل جدا فقط منهم من قد يفكر في زيارة فنلندا، سيما وأن أغلب الجزائريين الذين يختارون الوجهة الأوروبية عادة ما يفضلون الذهاب إلى فرنسا أو ايطاليا أو اسبانيا أو بلجيكا، ولهذا فإجراءات فنلندا لم تكن بقدر من الأهمية بالنسبة للجزائريين، عكس تركيا التي يتوجهون إليها بكثرة سواء للسياحة أو للتجارة أو البحث عن عمل أو حتى لاتخاذها منطقة عبور لأوروبا، وهذا ما خلق نوعا من القلق لدى البعض واستهجانا من البعض الآخر، وأعطى عدة قراءات قد تفسر دوافع هاتين الدولتين منها ما قاله الخبير في العلاقات الدولية بشير شايب، الذي أشار إلى إمكانية وجود أطراف معادية للجزائر تريد الضغط عليها من خلال دول أخرى وعبر منفذ “التأشيرة” للتضييق على تنقلات المواطنين، وقال شايب في تصريح ل”الجزائر” أن ما قامت به تركيا وفنلندا قد يكون “مؤشرا لا يبشر بالخير”، وقد يعطي رسالة لأطراف دولية على أن الأوضاع في الجزائر ليست على ما يرام وغير مستقرة، وأضاف أن مثل هذه الرسائل خطير إذا ما حذت أطراف دولية أخرى حذو تركيا وفنلندا.
واستبعد الخبير في العلاقات الدولية أن يكون للأمر علاقة بمساعي تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والضغوطات التي قد يمارسها الاتحاد عليها كشرط للانضمام إليه، كون هذه المسالة تعيقها بالدرجة الأولى فرنسا التي تعتبر الفضاء الأوروبي مسيحيا وبالتالي لا تقبل بانضمام كيان مسلم، و قال إن التوجه التركي هذا لا يمكنه فهمه إلا إذا ربطناه ربما برغبة تركيا دعم تيار على حساب تيار آخر في منطقة المغرب العربي في إطار صراعها مع دول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات حول الاستثمارات في هذه المنطقة.
رزيقة.خ
الرئيسية / الوطني / شروطهما لمنح التأشيرة للجزائريين لا تبعث على الاطمئنان:
غموض حول نوايا تركيا وفنلندا
غموض حول نوايا تركيا وفنلندا
شروطهما لمنح التأشيرة للجزائريين لا تبعث على الاطمئنان:
الوسومmain_post