ألهب مشروع قرار استيراد السيارات” أقل من 3 سنوات” الذي تحدثت عنه الحكومة قبل أيام أسعار “الدوفيز” وقفزت التحويلات العملة الصعبة بعد ركود دام أكثر من 100 يوم إلى مستويات قياسية، بسبب تهافت الكثير على تحويل أموالهم إلى العملة الصعبة، يأتي هذا في ظل تحذير الخبراء الاقتصاديين من أن أسعار السيارات لن تشهد انخفاضا خلال الفترة المقبلة رغم القرار الجديد للحكومة.
رحب الجزائريون بقرار حكومة بدوي، التي ستشرع في استيراد السيارات المستعملة ” أقل من 3 سنوات” وهذا في ظل تسجيل غلاء فاحش لسيارات المركبة محليا وتحكم سماسرة السوق في عملية البيع والشراء، ودفع القرار بالكثير منهم إلى الشروع في تحويل أموالهم إلى العملة الصعبة، وهي العملية التي ألهبت سوق السكوار.
وبلغة الأرقام ارتفعت أسعار 9 عملات أجنبية الأسبوع الفارط بساحة بور سعيد للعملة الصعبة بالعاصمة ويتعلق الأمر بالدرجة الأولى باليورو والدولار والدينار التونسي، والريال السعودي وهي العملات التي تهاوت أسعارها منذ بداية الحراك الشعبي بتاريخ 22 فيفري المنصرم ولم ترتفع حتى خلال موسم الاصطياف وتزامنا وفترة الحج، واقترب الأورو من 196 دينار للشراء و193 دينار للبيع وهو نفس الارتفاع الذي شهدته العملة الأمريكية الدولار إذ بلغ بسوق السكوار 173 دينار للبيع و176 دينار للشراء، كما سجل ارتفع سعر تداول 7 عملات أجنبية أخرى على مستوى السوق الموازية على غرار العملة التونسية.
كمال رزيق: “الأورو سيشتعل”
وحسب الخبير الاقتصادي، كمال رزيق، في تصريح لـ”الجزائر” أكد أن سبب الارتفاع هذه المرة هو زيادة الطلب مقارنة مع العرض بعد موافقة الحكومة على عودة استيراد السيارات أقل من 3 سنوات من الخارج، وأكد أن تعافي سعر الأورو خلال الأسبوع الماضي على مستوى السوق السوداء يعود لهذا القرار.
وفي ذات السياق، أكد كمال رزيق، أن هذا الإجراء الحكومي سيؤدي إلى إقبال كبير على شراء النقد الأجنبي، الأيام القادمة، و حذر من أن قرار إلغاء الحظر على استيراد السيارات المستعملة (أقل من 3 سنوات) الذي أدى إلى ارتفاع سعر “الأورو” مقابل الدينار الجزائري، ذلك إن هذا الإجراء حسبه سيشجع المهتمين على شراء العملة الصعبة في السوق الموازية بكميات تهدد توازن العرض و الطلب.
أسعار السيارات لن تنخفض بهذا القرار
وفي ذات السياق أكد، كمال رزيق، أن أسعار السيارات لن تشهد انخفاضا خلال الفترة المقبلة، بحكم أن ثمنها شهد ارتفاعا حادا في السوق الأوروبية خاصة فرنسا، إضافة إلى تكلفة النقل عبر الباخرة والتي يرجح الخبراء تجاوزها سعر 800 أورو للمركبة الواحدة، مبررا ذلك بأنها سيارات منتجة في مصانع أوروبية ما يجعلها تتمتع بجودة ونوعية عاليتين وهو ما يؤكد أنها ستحتفظ بنفس السعر المروجة به في الوطن المصنع.
ويشار إلى أن أسعار السيارات أقل من 3 سنوات بالسوق الفرنسية حسب ما أشارت إليه العديد من الجهات يتجاوز الـ50 ألف أوروا أي ما يعادل 180 مليون سنتيم ويتعلق بالمركبات الاكثر طلبا في السوق الجزائرية من صنف رونوا وبيجو و فولسفاغن، إلى جانب إحتساب رسوم النقل التي لن تقل عن 15 مليون سنتيم.
ويشار إلى أن سعر الأورو والدولار على مستوى ساحة بور سعيد بالعاصمة بلغ أمس حدود 197 دينار للشراء و195 دينار للبيع، بعد أن عادل في وقت سابق 175 دينار، كما شهد سعر عملات أخرى أجنبية استقرارا أو ارتفاعا طفيفا خلال الأيام الأخيرة، ويتعلق الأمر بالجنيه الأسترليني الذي بلغ 212 دينار للشراء و209 دينار للبيع، والدولار الكندي بـ133و 130 والدينار التونسي بـ61 دينارا للشراء و59 دينارا للبيع، والليرة التركية بـ29 دينارا للشراء و27 دينارا للبيع، والدرهم الإماراتي بـ47 دينارا للشراء و45 دينارا للبيع، والريال السعودي بـ46 دينارا للشراء و44 دينارا للبيع.
رزاقي.جميلة