الأحد , نوفمبر 17 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / هناك من اعتبرها "هبة فوقية" للنظام وهناك من اعتبرها "ضامنا" للانتخابات:
تشكيلة السلطة المستقلة للانتخابات تشتت مواقف الأحزاب

هناك من اعتبرها "هبة فوقية" للنظام وهناك من اعتبرها "ضامنا" للانتخابات:
تشكيلة السلطة المستقلة للانتخابات تشتت مواقف الأحزاب

تباينت ردود فعل الطبقة السياسية و فعاليات المجتمع المدني حول تشكيلة السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات و التي أعلن عنها أمس، و المكونة من 50 عضوا يرأسها وزير العدل الأسبق محمد شرفي، بين وإن كانت بهذه المكونات حقا ستمثل “ضامنا” لنزاهة الانتخابات الرئاسية القادمة، بين من اعتبر أن تشكيلها بهذه السرعة بمثابة “تعنت” للنظام، و بين من اعتبرها مجرد “هبة فوقية” قدمها النظام، و بين من يرى أن بتشكيلها تم استكمال الشروط المؤسساتية و القانونية لإجراء الانتخابات.
اختلفت تعليقات الطبقة السياسية و الشخصيات الوطنية و مختلف الفعاليات في المجتمع حول تشكيلة السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات التي يرأسها وزير العدل الأسبق محمد شرفي، و الذي تم أمس تزكيته لرئاستها، بين من رحب بهذه التشكيلة، و بين من اعتبر أن الإشكال ليس متعلق في جوهره بالأشخاص الأعضاء بهذه السلطة، إنما في الميكانزمات التي اختارها النظام للذهاب للانتخاب في ظل وضع سياسي و اجتماعي و اقتصادي غير مستقر، في حين اعتبر آخرون أن السلطة المستقلة ليس هي الوسيلة المثلى التي بإمكانها إخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها، بل ب”حوار حقيقي يرجع الثقة بين النظام و الشعب”، في حين راح آخرون للقول أنه لا يمكن استباق الأمور و الحكم على السلطة المستقلة وهي لم تبدأ عملها ميداني، لان “الميدان ” هو “الفاصل” في الحكم على مدى نجاعتها.

قسوم: “الميدان سيكشف صدق النوايا”
و في هذا السياق يقول رئيس جمعية العلماء المسلمين عبد الرزاق قسوم في تصريح ل”الجزائر”، أمس، أن “الجمعية تحسن الظن بالجميع إلى أن يثبت العكس” و قال انه لا يمكن الحكم على السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات و هي لم تبدأ عملها في الميدان ، كما أن الجمعية ترفض “تزكية الأشخاص على بياض”، فلدى-يقول قسوم- فالميدان هو الفاصل و هو الذي يثبت أن كانت السلطة المستقلة على حق أم لا.
وبخصوص رئيس السلطة محمد شرفي، قال قسوم أنه شخص تخلى على منصبه في عهد الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة لأنه كان “شخصية ذات مبادئ”، و هذا “شيء ايجابي و مبشر “، و أضاف قسوم قائلا ” البلاد اليوم في اشد الحاجة غالى الأشخاص المخلصين لإخراجها من أزمتها”.

جاب الله: “التعجيل في تنصيب هذه السلطة دون توفر الشروط فيه تعنيت”
من جانبه علق رئيس جبهة العدالة و التنمية عبد الله جاب الله قائلا” إن حب الشعب وتبني مطالبه واجب يرفع قدر أصحابه إذا قدموا الدليل على صدق حبهم له وتبنيهم لمطالبه، وليس كل من زعم حب الشعب وتبنيه لمطالبه صادق في ذلك”، و أضاف أن”للصدق علامات منها الدفاع المستمر عن مطالب الشعب، وبذل الجهد في تحقيق تلك المطالب، ويتأكد هذا المعنى كلما كان صاحب ذلك ذا مكانة وقدرة تمكنه من تحقيق المطالب فالمسؤولية على قدر الاستطاعة والطاقة، و اعتبر جاب الله أمس ف بيان له، أن العجلة في تنصيب السلطة المستقلة للانتخابات دون تحقق من توفر الشروط المنصوص عليها في قانونها في بعض أعضائها، و المسعى الهادف لخندقة الناس في أحد الخيارين، وكأنه لا خيار آخر غيرهما، فيه تعنيت على معظم الناس الذين يتبنون خيارا ثالثا يتأسس على الإيمان الصادق بعدالة وشرعية مطالب الشعب التي تجد سندها في مضامين المادة السابعة .
و قال أن الاعتقالات التي تضاعف أمرها في الجمعة الأخيرة، والتي مسّت العشرات من شباب الحراك رغم ما يعرف عنهم من تبنيهم للسلمية، وابتعادهم عن كل أساليب العنف، ومنها العنف اللفظي، ومثل هذه الممارسات تعمق القلق على مستقبل هذا الحراك وتدعونا للتحفظ على هذه الإجراءات والمطالبة بإطلاق سراح هؤلاء الشباب، وتزيد من ثقل مسؤولية الشعب في الثبات على مطالبه وبذل أقصى المستطاع من الجهد المفيد في استمرار الحراك السلمي حتى تتحقق مطالبه السياسية لأنها الأصل في الإصلاح والعلامة على النجاح.

جيل جديد: “الإشكال يكمن في الميكانزمات التي اختارها النظام”
من جانبه تأسف حزب جيل جديد على عدم الذهاب إلى ما وصفه ب”الحوار الحقيقي و الجدي الذي يخرج البلاد من أزمتها” و قال المكلف بالإعلام بالحزب الحبيب براهمية في تصريح ل”‘الجزائر”، أمس، أن الإشكال يكمن في الميكانيزم المختار ، و تأسف لعدم “الأخد بمطالب المعارضة و الذهاب إلى انتخابات حقيقية” و يرى المتحدث أن النظام لم يفهم بعد أن الشعب يرفض هذا الأسلوب وان منحى “المرور بالقوة” لن يقبله الشعب، و قال أن المواطنين كانوا ينتظرون تنظيم انتخاب في ظروف جيدة و ليس في أسرع وقت.

مزيان مريان: “لا حل بدون خلق جو هادئ وإرجاع الثقة أولا”
من جانبه قال مزيان مريان رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “السناباست”- وهي نقابة ضمن فعاليات المجتمع المدني، انه يجب أولا خلق جو هادئ و تقديم تطمينات، وهذا بغية إرجاع الثقة بين الجزائريين أنفسهم و بينهم ومبين الدولة، و قال انه لا حل للخروج من الأزمة إلا باعتماد حوار جاد وحقيقي في ظل جو هادئ.

بن فليس: “الشروط المؤسساتية والقانونية لإجراء اقتراع رئاسي شفاف وصحيح وغير مطعون فيه، قد تحققت عموما”
أما حزب طلائع الحريات فاعتبر أن إنشاء السلطة الوطنية لتنظيم الانتخابات وتعديل النظام الانتخابي قد يشكلان تقدما إيجابيا ملحوظا في الممارسة الانتخابية الوطنية، و أوضح الحزب خلال اجتماع مكتبه السياسي أمس، أنه لاحظ وجود ضمانات إضافية، نتاج الحراك الشعبي،الذي من شأنه حسب الطلائع”التقليص بصفة ملحوظة، من هامش التزوير من خلال اليقظة الشعبية أثناء إجراء الاستحقاق”، وأكد أن “الانتخابات الرئاسية تشكل، بالنسبة للأزمة، التي يعيشها بلدنا، المخرج الأكثر واقعية و الأقصر طريقا والأقل خطرا وكلفة للبلد على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية ” مشترطا في الوقت ذاته توفر شروط قائلا” إذا توفرت الشروط السياسية والمؤسساتية والقانونية والمحيط المساعد على تنظيم اقتراع يمكّن الشعب الجزائري، ولأول مرة، من ممارسة، حقه، بكل حرية، في اختيار رئيس الجمهورية “، و أضاف أن الشروط المؤسساتية والقانونية لإجراء اقتراع رئاسي شفاف وصحيح وغير مطعون فيه، قد تحققت عموما ولكن يبقى السعي بشرط توفير الشروط السياسية الملائمة وخلق المناخ الهادئ.”

“حمس” : “السلطة المستقلة للانتخابات هبة فوقية من النظام الحاكم”
فندت حركة مجتمع السلم ما تم تداوله “عند البعض” بأن رئيس الحركة عبد الرزاق مقري طلب رئاسة السلطة المستقلة لتنظيم الانتخابات، و اعتبرت أن هذا الخبر ” كذب وافتراء موجه يدخل ضمن حملة التشويه الممنهجة التي تتعرض لها الحركة ورئيسها لأغراض سياسية غير أخلاقية.
وأوضحت الحركة، أمس، في بيان لها، أنه وبخصوص موقفها من هذه السلطة المكلفة بتنظيم الانتخابات فإنها تعتبر هبة فوقية من النظام الحاكم لم تُنتج من خلال الحوار الجاد والسيد والتوافق الحقيقي بين هذا الأخير و أغلب مكونات المعارضة الفعلية كما هو الحال في تجارب الانتقال الديمقراطي الناجحة في العالم، وعليه الذي يحكم على هذه اللجنة وعلى مصداقيتها وفاعليتها هو الدور الذي ستظهر به فعليا عند الاستحقاقات الانتخابية التي ستجري في المستقبل، ونؤكد مرة أخرى بأن نزاهة الانتخابات مرتبطة أساسا بالإرادة السياسية للنظام السياسي الحاكم، وهذه السلطة المكلفة بتنظيم الانتخابات ستأخذ الدور والمساحة التي ستمنح لها لا غير.

“الأرندي”: “تشكيل السلطة المستقلة للانتخابات تعزيز للمسار الديموقراطي”
من جانبه هنئ التجمع الوطني الديمقراطي، محمد شرفي على إثر تزكيته رئيسا للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، و عبر عن ارتياحه وتقديره لهذا الاختيار “المؤسس” على الخبرة والكفاءة والنزاهة والإنصاف، و تمنى له وللسلطة التوفيق في تعزيز المسار الديمقراطي وحماية الإرادة الشعبية .
رزيقة.خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super