تعرض الجزائر اليوم بنيويورك خلال قمة الأمم المتحدة حول المناخ مخطط وطني للمناخ للفترة الممتدة من 2020 إلى2030 ويتضمن هذا المخطط الذين أعدته اللجنة الوطنية للمناخ التي تضم مختلف القطاعات المعنية بالإضافة إلى فريق من الخبراء والباحثين، 155 عملية ونشاط تهدف إلى ضمان التكيف مع آثار التغيرات المناخية والحد منها للعشرية المقبلة، لا سيما من خلال خفض مستوى إفرازات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وكذا إدماج البعد المناخي أكثر فأكثر ضمن مختلف السياسات العمومية التنموية.
و قد تم عرض المخطط على مجلس وزاري مشترك ترأسه الوزير الأول، نور الدين بدوي، مساء أول أمس، ووفقا لبيان مصالح الوزير الأول، فإن المخطط الوطني للمناخ الذي قامت بعرضه على المجلس وزيرة البيئة والطاقات المتجددة، فاطمة الزهراء زرواطي، “يمثل أداة عملية لتطبيق السياسة الوطنية لمكافحة الآثار السلبية للتغيرات المناخية على عديد المجالات الحيوية، والتي تبرز غالبا في التقلبات الجوية المفاجئة والعنيفة وتراجع مستويات المنتوج الفلاحي وانخفاض منسوب المياه وتدهور نوعيتها وارتفاع الطلب على الطاقة وتراجع التنوع البيولوجي، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة وحرائق الغابات وما ينجر عن ذلك من تأثير سلبي على صحة المواطنين وتهديد لحياتهم”.
و أكد الوزير الأول نور الدين بدوي في تدخله عقب الاستماع لمختلف العروض والمناقشات، أن هذا المخطط يعد بمثابة “تحد وطني يقع على الجميع احترامه وتنفيذه، وكذا التزاما دوليا لبلدنا للحفاظ على بيئة عالمية سليمة وكمساهمة مسؤولة وفعالة في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، علاوة على كونه يعد قفزة نوعية في مجال تعزيز الدبلوماسية المناخية ومكانة بلادنا ضمن المنظومة الدولية في هذا المجال”.
كما سيسمح المخطط الوطني للمناخ بالرفع من إمكانية الاستفادة من مصادر تمويل العمليات ذات الصلة بالمناخ, التي توفرها مختلف آليات التمويل الأممية, حسب الوزير الأول.
و أمر بدوي ومن اجل بلوغ الأهداف المسطرة لهذا المخطط، الحكومة بالمصادقة عليه وبالتجند من أجل تجسيد كل العمليات المرصودة فيه، واعتبر بأن المخطط الوطني للمناخ 2020-2030 يمثل “انجازا يساهم في المخطط العالمي لحماية البيئة، وبالتالي يترجم احترام التزامات بلادنا المعلن عنها”.
وأضاف بأن المخطط يعد “واجهة بلادنا دوليا في مجال المناخ ويشكل خارطة طريق جادة تحمل رؤية واضحة عن المجهود الوطني لآفاق 2030، لتخفيض نسبة انبعاث الغازات الدفيئة بنسبة 22 بالمائة كالتزام مشروط و7 بالمائة كالتزام طوعي، المعلن عنها في قمة المناخ بباريس 2015”.
وفي نفس الإطار، شدد بدوي على ضرورة وضع آلية حكومية لمتابعة وتجسيد المخطط الوطني للمناخ وتقييمه الدوري، عبر كل مستوياته الوطنية والمحلية مع دراسة إمكانية تكليف الوكالة الوطنية للتغيرات المناخية بهذه المهمة مع إعادة النظر في نظامها الأساسي لاستقطاب الكفاءات الوطنية في الداخل والخارج وكذا تفتحها على الخبرات وطنية كانت أو أجنبية، للتوافق وتحقيق الأهداف الكبرى للمخطط الوطني للمناخ.
وتهدف هذه الآلية الحكومية، من جهة أخرى، إلى مرافقة كل القطاعات الوزارية والجماعات المحلية لوضع مخططات عملية لكل منها يتم تنفيذها مرحليا وبصورة متكاملة تندمج فيها أيضا كل فعاليات المجتمع المدني.
كما تم تكليف كل القطاعات الوزارية والجماعات المحلية بأن تتكيف في برامج عملها وتنظيمها، مع متطلبات المخطط الوطني للمناخ، وتأهيل المورد البشري الذي تتطلبه هذه العملية.
وأكد الوزير الأول في هذا الإطار، بان التزامات القطاعات الوزارية وكذا الولايات والبلديات، يجب أن تكون معلنة ومحددة في الزمن بصورة دقيقة حتى يتسنى تحديد المسؤوليات وتقييم مدى تنفيذ الالتزامات.
كما أمر بالعمل على ترجمة المخطط الوطني للمناخ على مستوى كل جماعة محلية إلى مخططات محلية للمناخ, تأخذ بعين الاعتبار مؤشرات سلامة البيئة بحسب خصوصية كل بلدية, ووفقا للمعايير العالمية ذات الصلة، الواجب احترامها، وأوصى بدوي بأن يتم خلق لجان دائمة بالمجالس الشعبية البلدية والولائية تعنى بدراسة كل ما له علاقة بالمخططات المحلية للمناخ.
وفضلا عن ذلك، فقد تم تكليف وزيرة البيئة ووزير التعليم العالي بعقد اتفاقيات عمل للفترة 2020-2030 من أجل مرافقة تنفيذ المخطط الوطني للمناخ من الناحية العلمية والبحثية.وفي هذا الشأن، تقرٍّر إنشاء مخابر وطنية للمناخ، لمرافقة هذه العملية وبمشاركة الخبراء والباحثين الوطنيين وكذا كفاءاتنا بالخارج.
إحياء مشروع السد الأخضر
وخلال نفس الاجتماع، تم أيضا تكليف وزير الفلاحة بالتحضير الجيد للبرنامج الوطني للتشجير والذي سيكون بمثابة “هَبّة وطنية يشارك فيها الجميع، خاصة فعاليات المجتمع المدني والمؤسسات والإدارات والمتعاملون الاقتصاديون وغيرهم، للحفاظ على بيئتنا والارتقاء بمحيط معيشتنا، مع تقديم عرض تقييمي لمدى تقدم التحضيرات”.
كما تقرّر إعادة إحياء المشروع الوطني للسد الأخضر وتأهيله مع وضع جهاز دائم على مستوى القطاع المعني يتولى التحضير لهذه العملية وتجسيدها ومتابعتها الدائمة.
وتعتزم الجزائر تقديم مخططها الوطني للمناخ 2020-2030 خلال قمة الأمم المتحدة العالمية حول المناخ التي ستعقد يوم 23 سبتمبر 2019 بنيويورك.
رزيقة.خ