جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
قال وزير الشؤون الدينية يوسف بلمهدي أن الجزائر بلد يتسع لجميع أبنائه مهما كانت الاختلافات بينهم، و جميع المواطنين مأمورون بحماية البلاد.
و أضاف بلمهدي أمس، خلال كلمة له في ندوة نظمها المجلس الإسلامي الأعلى حول “التفاهم “، أن الجزائر بلد يتسع لجميع أبنائه مهما اختلفوا في أشياء و التقوا في أشياء أخرى، وهم مطالبون جميعا بحماية الوطن لأنه لن يكونوا إلا إذا كان هناك وطن، ودعا الجزائريين إلى البقاء في بعدهم الحضاري الموروث عن الإسلام و عن تاريخهم العريق .و قال الوزير أن “التفاهم ” ثمرة النقاش الجاد للآخرين، حتى و إن اختلفوا لان الاختلاف في الأخير يبقى سنة في هذه الحياة، فلا يمكن أن يكون هناك تطابق تام حتى داخل الأسرة الواحدة أو حتى بين الزوجين فما بالك في المجتمع و الوطن، و قال أن الإنسان أحيانا يرتكب ضرر اخف لكي لا يقع في ضرر اكبر ، وهنا يجب تفهم هذا الأمر، لكنه قال أن التفاهم لا يعني أن نغظ الطرف عن الظلم أو الانحراف أو الفساد أو غيره، إنما نقول للمحسن أحسنت و للمسيء أسأت .
من جانبه قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أبو عبد الله غلام الله، أن التفاهم يكون بتوفر ثلاث عناصر، الطرفان المتحاوران و الإرادة، ولا يحدث تفاهم إلا إذا كانت هنا إرادة بين الأطراف للوصول إلى انسجام، وهي إرادة يتم فيها النزول عند الحق و الفكرة التي تقاس بالمقياس الموضوعي .
من جانبه قال رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الرزاق قسوم، في مداخلة له، أن التفاهم ينطلق من التبادل و التطاوع من الجانبين اللذين يعملان بالقاعدة الصلبة
وتطرق قسوم إلى موضوع علاقة الهوية بين العروبة الأمازيغية بالوحدة الوطنية ، حيث قال آن العروبة توحد، و الأمازيغية تجمع اقصي الشمال و الجنوب في جماعة واحدة وكلها –أي العروبة و الأمازيغية-تصب في الوحدة الوطنية، هذه الأخيرة لا تقصي أحدا و لا تبعد أحدا و لا تهمش طرفا على حساب آخر-يقول قسوم –بل تجمع الجميع على اجتهادات مختلفة و الاجتهادات لا يفسد للود قضية .
كما تحدث قسوم في كلمة مختصرة عن الأزمة التي تعيشها البلاد، وقال انه يمكن تجاوزها بفضل عزم أبناء الوطن ونصل إلى شاطئ الأمان .
من جانبهم تطرق عدد من الأساتذة و الجامعيين إلى موضوع الندوة، حيث أكدوا عن التفاهم يقابله التصادم، و انه و بالتفاهم يرفع الحرج على الأمة، و أن يكون التفاهم مع الغير من منطلق الحوار و الإقناع و مراعاة التعامل، و الإبقاء على المودة، و تنازل طرف لطرف و الإيثار، ليتمكن البشر من التعايش مع الآخر، و أشاروا إلى وجود أبواب كثيرة لتحقيق التفاهم ، كتقريب الرؤى و حقن الدماء ، وشددوا على ضرورة الابتعاد على منطق” وجودنا يقتضي القضاء على الآخر”.
رزيقة.خ