جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
يرتقب أن يصدر كتاب الباحث والأستاذ احمد دلباني الموسوم “العنف والحضارة” هذه الأيام عن دار نشر “الوطن اليوم”، ليكون حاضرا خلال فعاليات الصالون الدولي للكتاب “سيلا 2019”.
وحسب احمد دلباني، فإن كتاب “العنف والحضارة” الذي سيصدر ضمن سلسلة “كتاب الجيب” التي افتتحتها دار “الوطن اليوم”، يضم بين دفتيه ثلاثة نصوص نقدية متفرقة كتبتها، في حقيقة الأمر، في فترات متباعدة نسبيا ولكن يربط بينها، في العمق، رابط واحد: هو الوعي بارتباط العنف بنيويا بالحضارة في مفهومها الواسع.
وأضاف دلباني في تصريحه لــ “الجزائر”، النص الأول الذي يحمل عنوان “ديوجين يكسر مصباحه” أتناول فيه انبثاق النقد الثقافي باعتباره تناولا للمُنجز الأدبي والفكري من منظور غير نصي وغير جمالي، وفي سياق يقرأ الظواهر الفنية المختلفة باعتبارها انعكاسا لعلاقات القوة في الحضارة الحديثة التي غيبت الذات لصالح القول بالنسق في كل مظاهر الحياة والفكر، أما النص الثاني هو “رسالة مفتوحة إلى ألبير كامو” كتبتها سنة 2013 في الذكرى المئوية لميلاده. وفيها أخاطب هذا الإنسانوي الكبير الذي مثلت أعماله العظيمة عطشا حارقا إلى العدالة في عالم صامت فقد مرتكزات الألوهية والعناية العلوية وغرق في جنون العنف والشمولية. ولكنني قرأت مُنجز ومواقف كامو أيضا بصورة نقدية على اعتبار أنها مثلت صمته الكبير أمام مطالب العدالة التي رفعها الشعب الجزائري إبان الحرب التحريرية. فلقد كانت الحضارة الأوروبية وريثة ” الأنوار” التي ورثها كامو تنضح بعنف مضمر رغم نزعتها الإنسانية الشكلية التي رمت في الظل بالشعوب الأخرى والثقافات الأخرى.
النص الثالث يحمل عنوان “صندوق باندورا” وهو نص نقدي مطول ناقشت فيه ما جاء في كتاب أدونيس المنشور في باريس سنة 2015 تحت عنوان “العنف والإسلام” Violence et Islam.
وقد اختلفت فيه مع الصديق الكبير الأستاذ أدونيس قليلا مبينا أن العنف لا يخرج من النصوص الدينية فقط وإنما يحتاج أيضا، وبدرجة أكبر، إلى واقع يُنتجه وهذا الواقع هو واقع حضاري بالمعنى الواسع لم يُتح له أن يحتضنَ صبوات الإنسان العميقة إلى الاعتراف والعدالة والمساواة …
يذكر أن أحمد دلباني باحث وشاعر، يعمل أستاذا للفلسفة. مهتم بقضايا الفكر العربيّ وأسئلة النهوض الحضاري والتنوير والحداثة من زاوية نقدية / تفكيكية. كما يهتم بمشكلات الفن والإبداع الأدبيِّ. نشر العديد من المؤلفات الفكرية والنقدية في الجزائر والبلاد العربية، منها: “مقامُ التحول: هوامش حفرية على المتن الأدونيسي” (2009)، و”قداسُ السقوط: كتاباتٌ ومراجعات على هامش الربيع العربي” (2012)، و”رمل اليقين: المُجتمع العربي وأسئلة الثورة والديمقراطية” (2015).
صبرينة كركوبة