ساير العديد من الكتاب، التغييرات الحاصلة مؤخرا في الساحة الوطنية، بإصدارات توثق هذه المرحلة، حيث حضرت على رفوف مختلف دور النشر عديد الكتب التي تطرقت للمسيرات السلمية التي أقامها الشعب الجزائري منذ 22 فيفري الفارط، لإحباط تمرير العهدة الخامسة ورغبة ملحة للتغيير الجذري.
وقد واكبت الإصدارات هذه المرحلة المفصلية البارزة التي مرت بها الجزائر ومازالت تمر بها، وذلك حتى يسمع الكاتب صوت الشعب، كيف لا وهو الذي اندمج وانخرط في صف الشعب، وخرج للشارع تنديدا على الوضع السائد، حضرت الكتب في صالون الكتاب دون أن يتم التحفظ عليها، أو منعها من التواجد، مثلما أكده سابقا كل من مدير الكتاب والمطالعة والمكتبات العمومية بوزارة الثقافة جمال فوغالي، ومحافظ الصالون محمد ايقارب.
“الجزائر” ترصد عددا من المؤلفات الموجودة خلال فعاليات الصالون الدولي للكتاب في طبعته الرابعة والعشرين “سيلا2019″، والتي تناولت بطريقة مباشرة المسيرات الشعبية التي أقامها الشعب الجزائري منذ فيفري الفارط.
محي الدين عميمور في “ربيع الغضب”
الوزير السابق للثقافة محي الدين عميمور أصدر كتابا بعنوان “ربيع الغضب”، وعلق عميمور عن الكتاب قائلا: مع بداية العام الجديد 2019 أحسست بأن الوضع في الوطن العربي ينهار أكثر فأكثر، ومع دخول شهر فيفري تملكني الشعور بأن عليّ، فيما بقِي من عُمْر، أن أفعل شيئا اختتم به مسيرة نحو نصف قرن من الجهاد بالقلم، كان مضمونه دائما، فيما أعتقد عن يقين، كلمة الحق والمعلومة الصادقة، والرأي الحر، والتحليل الموضوعي، والدعوة المتواصلة لمواجهة النفس بالحقائق، وممارسة وقفات نقد ذاتي نصحح بها مسار حياة… المقالات نشرت أولا في صحيفة “رأي اليوم ” الإلكترونية التي تفتح المجال أمام تعليقات القراء، وأعطتني الصحيفة، بما نشرته من تعليقات للقراء.
أرزقي فراد في كتاب “في ظلال الحراك الشعبي”
ويحضر المؤرخ أرزقي فراد بكتابه “في ظلال الحراك الشعبي”، الصادر عن دار خيال والذي بدوره رافق الحراك بالتحليل والمناقشة ويعتبر وجها بارزا ومحللا عارفا بالشأن الجزائري، قدم العديد من المقاربات والرؤى التي ترتبط بالبحث عن مخرج للجزائر من مآزقها السياسية والثقافية والتاريخية.
محمد أرزقي فراد شارك في المسيرات الصاخبة في العاصمة الجزائرية حضوريا، وساهم في تمجيد هذه الثورة عن طريق مرافقتها بمقالات أسبوعية، ومن ثم جاءته فكرة جمعها في كتاب يقدم للأجيال وجهة نظري بوصفه مؤرخا ومثقفا في الحدث.
لونيس بن علي في “الكتابة على أطراف النهر”
ومن العناوين الحاضرة أيضا كتاب الدكتور لونيس بن علي، “الكتابة على أطراف النهر” الصادر عن دار ميم للنشر، والذي يرصد، تجربة انخراطه في الحراك الشعبي ومواكبته من خلال كتابة مقالات أسبوعية تتوزع بين مقال الرأي، والمقال النقدي والفكري، وقد اعتبر بن علي هذه التجربة التزاما مني اتجاه مجتمعي أمام محطة تاريخية مفصلية ردا على الأصوات الناعقة التي تتساءل: أين هي النخب؟ مريدا القول بأن النخب ها هي أمام هؤلاء وتسير في الشارع وفضلا عن ذلك تواكب المسيرات بالكتابة والتحليل. وإن كنت شخصيا لم أتوقف يوما عن مواكبة حراك المجتمع بالكتابة -يقول-، فإن طبيعة هذا الكتاب أني اخترت التموقع في منطقة ثالثة، أقصد الكتابة بوعي نقدي مضاعف، نقد السلطة السياسية ونقد أيضا بعض المظاهر السلبية التي طفت على السطح وأنتجها الحراك، مثل إثارة النعرات الجهوية واللغوية، والنبش في الهويات، والتشكيك في كلّ شيء.
بوكبة في”رماد يذروه السكون: تأملات في الحراك الجزائري”
ويحضر الكاتب عبد الرازق بوكبة، بمؤلف جديد يتناول الحراك الشعبي بالجزائر عنوانه “رماد يذروه السكون: تأملات في الحراك الجزائري”، وهو الذي اعتبره فسحة لرصد جملة من الإشارات والمؤشرات على تغيّر النفسيات والذهنيات في الشارع الجزائري، وحول هذا الشأن قال بوكبة بأنه كاتب متأمل يلتقط اللحظة ويفككها على ضوء معطياتها المختلفة ليستخرج عبرة أو حكما. ما قيمة الكاتب إذا لم يكن متأملا؟”، مضيفا إنه كان عليه أن يواكبه من زاوية التقاط اللحظات الإنسانية فيه والحضارية، لأنها الأعمق ولأنها ما يعنيني بالدرجة الأولى. وهو جانب يكاد يكون مغيبا في المساعي الثورية التي قام بها الجزائريون بما فيها ثورة التحرير.
نوارة لحرش في “الحراك … أسئلة ومآلات”
الصحفية نوارة لحرش التي جمعت “الحراك … أسئلة ومآلات” والصادر عن دار خيال للنشر، كتابٌ يضم طائفة من النصوص والمداخلات التي واكب بها مبدعون ومثقفون وأكاديميون جزائريون الحراكَ السلمي في الجزائر منذ بداياته. الكتاب الذي كتب تقديمه الباحث أحمد دلباني، الذي اعتبر أنه كان لابد على المثقف أن يواكبَ الحراك العظيم وأن يتخندقَ مع الشعب بمعزل عن كل وصايةٍ أو رغبةٍ في تمثيل ما لم يُسهم في إنتاجه. كما عليه أن يعمل كي يكونَ في مُستوى لحظة احتضان الولادات الجديدة والتعبير عنها وبلورة مشاريع مُستقبل مُشترك لن يكونَ، بحال من الأحوال، إرادة اعتقال غمامةٍ في زجاجة. لذا كان هذا الكتابُ شهادة على حضور المثقف الجزائري في لحظة مفصلية من تاريخنا المعاصر ميزها حراك شعبي سلمي غير مسبوق.
عبد المجيد مرداسي في “يومية حراك”
المؤرخ عبد المجيد مرداسي قال بأن جميع حقوقه في طرح عدة تساؤلات عن الحراك محفوظة، ومن حقه أن يبدي رأيه، في الحراك الشعبي، الذي أكد أن أول خطواته في 22 فيفري كان من ورائها محيط الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، لذلك فإن الكتاب الجديد لمرداسي بعنوان “يومية حراك”، جاء ليقدم فيه رؤيته، وهو مجموعة من مقالات عديدة تم منع نشرها في العديد من الجرائد الخاصة، لذلك ضمها في كتاب ينقسم إلى فصلين ، الأول حول الربيع العربي ويجمع مقالات كتبها سنة 2011، والثاني حول الحراك، لم تقبل به أي دار نشر، فنشره على حسابه الخاص.
صبرينة ك