قال المترشح الرئاسيات علي بن فليس إنه “يجب إحداث القطيعة مع أساليب التسيير السابقة التي كانت السبب في تدهور وضع البلاد وإدخالها في الأزمة التي تعيشها“، وأكد أنه في حال فوزه بمنصب رئيس الجمهورية “سيعمل على تغيير هذه الأساليب واعتماد أخرى أساسها العدل ومنح كل ذي حق حقه ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب بعيدا عن المحسوبية والجهوية“، كما يرى بن فليس أنه يمكن حماية البلاد من الأطماع الخارجية عن طريق تقوية الجبهة الداخلية، ولكن ذلك لن يتأتى إلا بعد انتخاب رئيس للبلاد.
ونشط بن فليس أول أمس، تجمعين شعبين بكل من ولايتي تيارت وبسكرة، في إطار اليوم الخامس من الحملة الانتخابية، حيث استهل نشاطه بتيارت، أين أكد في خطابه على “إحداث القطيعة مع أساليب التسيير التي اعتمدها النظام السابق والتي أدت إلى تدهور وضع البلاد وأدخلتها في أزمة متعددة الأبعاد”، قائلا: “يجب القطيعة مع الممارسات السابقة التي أضرت بمؤسسات الدولة”، بشرط “تكريس الحوكمة” في التسيير مع تحديد صلاحيات مختلف الهيئات.
وتعهد بن فليس أنه في حال فوزه بالرئاسيات “سيعمل على تغيير هذه الأساليب واستحداث أخرى تقوم على العدل والمساواة وإعطاء كل ذي حق حقه، وتقسيم الصلاحيات بين المسؤولين كل ووفق ما يمليه عليه المنصب، وبمراقبة عملهم ومحاسبتهم”، وقال إنه يجب القضاء على “تمجيد الرئيس وتعظيمه لأن الجلالة والعظمة والفخامة إلا لله”، واعتبر أن هذا التعظيم للرئيس هو “بهدلة للجزائر”، فالرئيس مهمته “السهر على الرعية، ويجب أن يتوجه لمعاينة أحوال أناس ونفس الشيء بالنسبة للوالي وكل مسؤول على أحوال المواطنين”.
وانتقد في هذا الصدد، “أساليب التسيير القديمة” التي قال إنها “كرست المحسوبية ومركزة القرار”، معلنا في هذا الإطار عن “مقترح لقانون يحمي الولاة من الأوامر الفوقية ويحدد صلاحياتهم”.
“القانون فوق الجميع والدولة لا تبنى إلا بالعدل“
وقال بن فليس إنه يجب تطبيق القانون، وأن القانون يجب أن يكون فوق الجميع، وهو المسير لكل القطاعات، قائلا”لا يكتب نجاح ولا تبنى دولة إلا بالقانون والعدل لأن العدل أساس الملك ” وأكد أنه في حال فوزه فسيعمل وفق ما “يرضي الله والشعب، وهذا حتى يتم التوفيق و النهوض بالبلاد.”
كما انتقد المترشح الأساليب القديمة في طريقة عمل وسائل الإعلام وفي سير قطاع العدالة، مؤكدا ضرورة إحلال “العدل الذي هو أساس الملك”.وجدد ذات المتحدث التأكيد على ضرورة “إعادة الاعتبار لإطارات الدولة وحتى المتقاعدين منهم وحمايتهم”، مشيرا إلى “مئات الإطارات التي همشت وحطمت وتمت إهانتها بأوامر فوقية”.
“إصلاح المنظومة الصحية ضمن أوليات برنامجه“
من جهة أخرى، شدد المترشح على أهمية إصلاح المنظومة الصحية سيما في المناطق الداخلية والنائية بالهضاب العليا والجنوب، وتوزيع الهياكل الصحية “بصفة علمية ودقيقة”، مشيرا إلى أن الصحة في برنامجه “قطاع محوري سيتم تطويره بإشراك كل المنتمين إليه”.
كما تطرق رئيس حزب طلائع الحريات إلى فئة الشباب التي تعاني من ظاهرة البطالة، واعدا بتفعيل “دور المؤسسات الاقتصادية في التوظيف من خلال توفير مناخ أعمال يسهل الاستثمار وينعش سوق العمل”.
“انتخاب رئيس للبلاد السبيل لتقوية الجبهة الداخلية وحماية البلاد من الأطماع الخارجية“
وشدد بن فليس على ضرورة “تقوية الجبهة الداخلية التي أساسها الثقة في مؤسسات الدولة والوحدة بين الشعب الجزائري وجيشه مع الحفاظ على الدولة الوطنية”، معربا عن تخوفه من “هشاشة” هذه الجبهة الداخلية في حال بقاء البلاد بدون رئيس للجمهورية “لفترة طويلة”.، و قال أن الحل الوحيد لحماية الدولة البلاد من الأطماع الخارجية هي تقوية الجبهة الداخلية و التي يجب لتقوية تنظيم انتخابات لاختيار رئيس يسير البلاد”.
وجدد المترشح تعهده بفتح ملف فئة المقاومين ومعطوبي الجيش، داعيا إياهم إلى “تنظيم أنفسهم حتى يتم دراسة ملفهم من خلال تحاور ممثليهم مع الحكومة”.
“يجب إصلاح المنظومة التربوية وتقييم تجربة نظام أل–ام–دي“
من جهة أخرى، وخلال تجمعه الثاني في اليوم الخامس من الحملة الانتخابية ببسكرة، التزم بن فليس بإصلاح المنظومة التربوية من خلال “عصرنتها وتطويرها”، وقال إن برنامجه الانتخابي يتضمن محاور هامة تهدف إلى “إصلاح المنظومة التربوية من خلال عصرنتها وتطويرها ورقمنتها مع إعادة الاعتبار للأسرة التربوية”.
وأضاف أنه يقترح في برنامجه “التوسيع من التعليم التحضيري و إضافة عام دراسي لفترة الدراسة في هذه المرحلة, والقضاء على ظاهرة الاكتظاظ في الأقسام, مع عصرنة التعليم الثانوي”، إلى جانب “تقييم تجربة أل أم دي في التعليم العالي والعمل على تطويره بإشراك المختصين”.
وأشار المترشح إلى محاور أخرى في البرنامج من بينها “إحداث كتابة دولة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة”، بالإضافة إلى “الاهتمام بالفئات الهشة”.
بن فليس يتعهد بمنح الجالية بالخارج الحق في تقلد المناصب
كما تطرق بن فليس إلى ملف الجالية الوطنية المقيمة بالخارج، حيث أكد أن “الكفاءات الجزائرية في الخارج لديها الحق في تقلد مناصب المسؤولية”.
ومن جهة أخرى، خاطب بن فليس الرافضين للانتخابات مؤكدا أنه من “حقهم مقاطعة الرئاسيات غير أنهم عليهم الاستماع إلى الرأي الآخر”، و أكد على أنه يؤمن بالرأي الآخر و يتقبله “بدون إقصاء أو غلق للأبواب”.
و وعد أنه في حال انتخابه رئيسا فإنه سيفتح النقاش مع كل الأطياف السياسية في الساحة السياسية من جهة، مع “تنشيط الدبلوماسية الجزائرية وتوطيد علاقات الجزائر مع مختلف الدول الأخرى”, من جهة أخرى.
رزيقة.خ