جدد أساتذة الطور الابتدائي إضرابهم، أمس، استجابة لما دعت إليه تنسيقية الأساتذة، حيث رفع المعلمون المحتجون شعار “إما أن نصمد وننتصر وإما نستسلم لعبودية 30 سنة أخرى حتى يأتي جيل آخر يكون التغيير على يديه”، وتجمع المئات من أساتذة التعليم الابتدائي منذ صباح أمس، أمام مقر وزارة التربية الوطنية بالعاصمة للأسبوع الثامن، على التوالي، حيث عرف الإضراب منحى تصاعديا وزيادة في عدد المشاركين أمام ملحقة وزارة التربية بالعناصر على غرار بعض مديريات ولايات الوطن.
وندد الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية، محمد بلعمري، بإضراب الأمس وخروج التلاميذ رفقة الأساتذة، حيث استنكره عدة مسؤولين في قطاع التربية، وأفادت مسؤولة في قطاع التربية أن لقاء الوزارة المستعجل “لم يجد نفعا حيث لم تصل مصالح بلعابد إلى الإلمام بزمام الأمور، والدليل على ذلك الفوضى التي شهدها الإضراب أمام مقر الوزارة واختلاط الأساتذة مع التلاميذ في الشوارع، رغم أن وزارة التربية حذرت المديريات من خروج التلاميذ إلا أن الواقع كان غير ذلك”.
ورغم انتشار قوات الأمن منذ الصباح الباكر في محيط الوزارة تأمينا للوقفة الاحتجاجية المبرمجة لثلاثة أيام، خرج معلمو الطور الابتدائي في إضراب تنديدا بالوضع المزري الذي يتخبط فيه القطاع، للضغط على وزارة التربية لتلبية مطالبهم، متذمرين من عدم استماع الوزير لانشغالاتهم المرفوعة، رافعين شعارات منددة بغلق أبواب الحوار من قبل الوزارة، ومن بين المطالب التي أكدوا على تمسكهم بها، ضرورة الالتزام بالمساواة بين أساتذة الأطوار التعليمية الثلاثة في الحجم الساعي والتصنيف وكذا مراجعة المناهج التربوية، سواء بإدراج الاختصاص في التعليم الابتدائي لتحقيق الجودة في التعليم التي تكرسها المعايير الدولية في مجال التربية والتعليم أو مراجعة المقرر الدراسي، ورفع الأساتذة شعارات مطالبين بحقوقهم وتسوية وضعيتهم، كما أكدوا مواصلتهم الإضراب ليشمل ثلاثة أيام حتى الاستماع إلى انشغالاتهم المرفوعة للوزارة.
غلق أبواب الحوار بين الوزارة الوصية والأساتذة المحتجين
من جانبه، قال الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية محمد بلعمري، إن وزارة التربية الوطنية “وضعت جدارا حديديا بينها وبين الأساتذة”، متأسفا على “ما آلت إليه الساحة التربوية من مهازل تحدث في حق الزملاء” على حد تعبيره، واصفا اللقاءات التي تحصل في مقر الوزارة بـ”الفاشلة” حيث أنها –حسبه- “لم تفض إلى أي نتيجة تذكر”، مؤكدا أن النقابات “عقدت العزم أن تعيد للمربي كرامته”.
وقال بلعمري على لسان نقابته إن هذه الأخيرة “لا تريد أن تركب الموجة كنقابة فاعلة في الميدان”، معتبرا أن ما حصل أمس، في الساحة التربوية وخروج الأساتذة رفقة التلاميذ أمر مشين يضر بسمعة التلاميذ ومعلمي الطور الابتدائي الذين أجمعوا على تصعيد الإضراب وعدم اجتياز الاختبارات، موضحا أن النقابة “تدعم مطالب زملاء المهنة دعما مشروطا”، كما أكد على شرعية مطالبهم جملة وتفصيلا، مضيفا “نحن نستنكر جعل الشارع ساحة للتفاوض” .
وأضاف بلمعمري أن استقرار قطاع التربية وتطور المنظومة التربوية مرهونان بتلبية مطالب أساتذة التعليم الابتدائي، داعيا وزير التربية عبد الحكيم بلعابد إلى التدخل في القريب العاجل من أجل تطبيق المرسوم 14/266 كخطوة أولى وأساسية لإصلاح المنظومة التربوية.
غليان في المدارس
من جانب آخر، قالت النقابة الوطنية لعمال التربية “نحن ندد ونستنكر بشدة التجاوزات الخطيرة التي مست بحرمة المدرسة الجزائرية”، مناشدة الوزارة “تحكيم صوت العقل والحكمة من أجل مدرسة جزائرية رائدة”، متسائلين عن الصمت الذي يلتزمه وزير التربية عبد الحكيم بلعابد دون أي تحرك لاحتواء الوضع خصوصا وأن اختبارات الفصل الأول على الأبواب، وأوضح بلعمري أن معلمي التعليم الابتدائي يتمسكون بقرار مواصلة الإضراب كل يوم إثنين والثلاثاء والأربعاء كتصعيد من قبلهم، مؤكدين على مقاطعة اختبارات الفصل الأول في حال عدم الاستجابة لكافة المطالب.
أميرة امكيدش