حركت تصريحات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، التي قال فيها إن أبواب الحوار مفتوحة للجميع، العديد من الأحزاب السياسية المحسوبة على المعارضة، والتي سارعت لتأكيد قبولها المشاركة في الحوار لبناء جزائر جديدة والجلوس على طاولة الحوار لكن بشروط تمهد للعمل الجماعي والسير نحو بناء جزائر جديدة.
فتحت الأحزاب السياسية المعارضة في الجزائر، ذراعيها للرئيس المنتخب، عبد المجيد تبون، من أجل التفاوض على كيفية العمل والخروج بمسودة عمل تفضي لبناء جزائر جديدة، ولم تمض ساعات على خطابه والذي أكد فيه أنه “لا توجد استمرارية لعهدة خامسة، والحوار مبدأ مستمر” إلى جانب قوله “أنا مستعد للحوار مع الحراك دائما حتى نسير نحو الجزائر الجديدة”، حتى أعلنت العديد من الأحزاب وعلى رأسها جبهة العدالة والتنمية و”الأفافاس” والجبهة الوطنية الجزائرية أنها تمد يدها لـ”حوار جاد بشروط مسبقة” وبلا تهميش ولا إقصاء من أجل إقامة دولة وطنية لا يظلم فيها أحد وتحارب فيها العصابة وأذنابها أينما كانوا.
أبو جرة سلطاني: “نتمنى أن يُفتح حوار وطني مع الجميع“
من جهته، هنأ أبو جرة سلطاني، رئيس المنتدى العالمي للوسطية، الشعب الجزائري، بالتجرية الديمقراطية التي أسفرت عن انتخاب تبون رئيسا للجمهورية، وقال سلطاني في رسالة تهنئة نشرها على صفحته الرسمية في “فايسبوك”: “ما تم الإعلان عنه اليوم بعد تجربة من نوع خاص تضاف إلى رصيد الانتقال الديمقراطي في الجزائر بكل مكوناته ومقوماته، وهو لبنة في جدار الوحدة الوطنية التي تعاهد الجميع على حمايتها وتعزيزها في ظل حراك هادئ طبعت روح السلمية والأخوة والعزم على افتكاك السيادة كاملة، وفرض إرادة الشعب بالتقسيط إذا تعذر انتزاعها بالجملة”.
وأضاف سلطاني: “بهذه القناعات الواقعية، وفي انتظار ترسيم النتائج دستوريا، يتوجه المنتدى العالمي للوسطية بخالص التهاني للفائز برئاسة الجمهورية الرئيس: عبد المجيد تبون، متمنيا له التوفيق في مهامه الصعبة، ببداية مسار وطني جديد، بديناميكية وعد بها الشعب يستكمل بها سياسة فصل المال عن السياسة” ويسترجع بها المنهوبات، ويرسي بها أسس دولة الحق والقانون، ويمد من خلالها يد الحوار الوطني الواسع مع جميع مكونات الأمة الجزائرية”.
“الأفافاس” مع الحوار لكن بشروط
من جهتها، دعت جبهة القوى الإشتراكية، إلى “حوار جاد عبر تهيئة جو من التهدئة مواتي للتشاور والحوار”، ووضع “الأفافاس” في أول بيان له، بعد إعلان فوز عبد المجيد تبون برئاسة الجمهورية، شروطا وقواعد للحوار منها التبني المشترك لجدول الأعمال واختيار المشاركين والطبيعة السيادية والشفافة للحوار، والاعتماد بالإجماع برنامج الخروج من الأزمة بالإضافة إلى التزام الأطراف فيه بتنفيذه في المواعيد المحددة، بالمقابل حذر “الأفافاس” “من محاولة تنظيم حوار مزيف في مؤتمر غير سيادي يهدف إلى المصادقة على خريطة الطريق المحددة سلفا مع جدول أعمال مثبت من قبل، مع مشاركين على المقاس”.
جبهة العدالة والتنمية تطالب السلطة بتنظيم حوار سيد وشامل
من جهتها أكدت جبهة العدالة والتنمية أنها “ستبقى وفية لمبادئها وقناعاتها ومسارها السياسي المناصر للحراك الشعبي ومطالبه المشروعة فلم تقبل بمسار فرض الأمر الواقع، ودعت إلى وضع حد لسياسة التجاهل للمطالب المشروعة للشعب والعمل من أجل إقامة نظام حكم شرعي فعال وعادل ومرن يقوى على رعاية المصالح وحفظ الحقوق والحريات وتحقيق طموحات الشعب في العدل والتقدم والرفاه”، وأكدت في بيان لها أن النظام “أمضى قراره في تنظيم الانتخابات الرئاسية دون الاستجابة لمطالب الشعب السياسية وفي ظل وقوف فئات واسعة من الشعب رافضة لها، ومقاطعة لها بنسب متفاوتة وطنيا وهو ما يدفع لتجديد مطلب النأي عن أي موقف أو سياسة أو إجراء من شأنه أن يهدد وحدة الوطن واستقراره”.
وأكدت جبهة العدالة والتنمية على “ضرورة درء هذا الأمر بما تيسر من أسباب مهما عظم شأنها لأنه لا شيء يعظم على الوحدة أو يتقدمها”، كما دعت لضرورة التوقف عن سياسة فرض الأمر الواقع، والابتعاد عن ممارسات “الإلتفاف” على المطالب المشروعة التي ميزت المرحلة السابقة، والعمل لإعادة الأمل في الفعل السياسي والتغيير السلمي والانتقال السلس للسلطة.
وفي نفس البيان، دعت إلى “وجوب التحلي بالحكمة والنـزاهة وإعطاء المثل في الغيرة على الوحدة الوطنية وإيثار ما يجمع على ما يفرق وما يبعث الأمل في المستقبل على كل ما يزرع اليأس، وطلبت الحركة التي يقودها عبد الله جاب الله من السلطة الحالية التي يقودها الرئيس عبد المجيد تبون، تنظيم حوار سيد وشامل حول الإصلاحات اللازمة والشروط المختلفة التي تحمي إرادة الشعب وتصونها وتحفظ له حقه في السلطة والثروة وفي العدل والحرية والاستعانة بالكفاءات ذات الأهلية والمصداقية في تسيير شؤون البلد، واعتماد خريطة مستعجلة ومتدرجة في الاستجابة لمطالب الشعب وتحافظ على الوحدة الوطنية، وتزرع الأمل في قلوب المواطنين، وتطمئنهم على مستقبل شعبهم وبلدهم، وتوفر شروط زرع الثقة بين السلطة والشعب، وتحيد وتعزل كل الفاسدين والمساهمين في الأزمة التي عرفتها البلاد، وتؤسس لمسار جديد يكون بداية صحيحة لبناء الجمهورية الجزائرية الجديدة التي تجسد الوفاء للشهداء وتحقق آمال الشعب وتطلعاته المشروعة، كما إشترطت الحركة قبل بدأ الحوار إطلاق سراح جميع المعتقلين بسبب آرائهم ومساندتهم أو مشاركتهم في الثورة الشعبية السلمية، وفتح وسائل الإعلام المختلفة أمام الجميع دون تمييز ولا مفاضلة، وعدم التضييق على الحراك الشعبي والابتعاد عن سياسة الاعتقالات والمتابعات”.
كما أبدت الحركة “استعدادها للعمل مع جميع قوى المجتمع الفاعلة أحزابا وشخصيات وشباب الحراك من أجل تبني مشروع مشترك للمرحلة القادمة واضح الأهداف والبرامج، يعمل على توفير كافة الشروط الضامنة لوحدة الوطن ومجسدة لديمقراطية المشاركة الصحيحة”.
تواتي يرحب بما جاء في خطاب تبون
من جهته قال موسى تواتي، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، أن خطاب رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، “كان واضح ومبني على الصراحة والصرامة واستخلص من الحراك الشعبي المتواصل”، وقال تواتي في حديثه مع “الجزائر” أن الرئيس “مطالب الآن بمراجعة شاملة لكل قوانين الدستور ومنذ سنة 1962 خاصة وأنه أقر على ضرورة تعديله، مضيفا أن فتح المجلس المنتخبة أمر ضروري وفي أسرع وقت، وأشار تواتي إلى أن تصريحات الرئيس تبون موفقة أثبتت أنه له غيرة وطنية وبعد نظر خاصة فيما يتعلق بالتدخل الفرنسي والذي جاء في تصريح الرئيس انه يرفض الوصاية، واعتبر رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، أنه وعلى هذا الأساس ستشارك الحركة في الحوار لبناء جزائر جديدة ولبناء دولة متحضرة.
أحزاب الموالاة تثمن
بالمقابل سارعت العديد من أحزاب الموالاة، إلى مباركة نجاح عبد المجيد تبون بمنصب الرئيس، أين قدم حزب جبهة التحرير الوطني، تهانيه وتبريكاته إلى رئيس الجمهورية المنتخب عبد المجيد تبون، وتمنى له كل التوفيق والسداد في مهامه على رأس الدولة، وقال المكلف بالإعلام في الحزب محمد عماري إن النسبة التي تحصل عليها السيد تبون والتي فاقت 58% تؤكد حجم الثقة التي يحضى بها الرجل عند الجزائريين.
من جهته قدم منافسه عز الدين ميهوبي، الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي، تهانيه لعبد المجيد تبون، بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية، وعبر عن أمله في أن تجد مطالب الشعب حلولا على المدى القريب أو المتوسط أو حتى البعيد.
كما هنأ حزب تجمع أمل الجزائر، المترشح الحر عبد المجيد تبون، بعد فوزه بمنصب رئاسة الجمهورية، كما أشاد حزب “تاج” في بيان له بالصورة التي قدمها الشعب الجزائري، الذي اختار مصلحة الجزائر وجعلها فوق كل اعتبار، وفي ذات السياق أكد البيان، أن الناخبين الذين خرجوا عبروا فقط عن وقوفهم إلى جانب بلادهم رافضين كل أشكال التدخل الأجنبي.
في نفس السياق بارك حزب التحالف الوطني الجمهوري على إثر إعلان السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، للنتائج الأولية لرئاسيات 12 ديسمبر 2019، للرئيس المنتخب الثقة الغالية التي حظي بها من لدى الناخبين والناخبات، وفي بيان له أثنى الحزب على وعود تبون بالقيام بتعديل دستوري معمق يسمح بتعزيز الفصل بين السلطات و استقلالية العدالة، وتعديل القوانين العضوية المنظمة للحياة السياسية بهدف تسهيل اندماج الشباب في الفعل السياسي و الانتخابي و محاربة الفساد، و كذا استرجاع مصداقية و هيبة الدولة، الغيورة على سيادتها، لدى مختلف الأوساط الشعبية، وثمن حزب ساحلي اليد الممدودة للرئيس المنتخب إزاء الحراك الشعبي، من أجل حوار جاد، واقعي و بناء، و هو الأمر الذي يستوجب على الحراك الشعبي أن “يغير موقعه” والانتقال من عقل الشارع إلى عقل النخبة، أو الانتقال من قوة رفض في الشارع، إلى قوة اقتراح ومشاركة في دوائر صناعة القرار.
رزاقي. جميلة