جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
– قرار باستحداث وزارة خاصة بالمؤسسات الناشئة والمصغرة
كشف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في أول خرجة إعلامية عن ملامح السياسة التي ينتهجها في المجال الاقتصادي، حيث أكد على ضرورة وقف الاستيراد العشوائي ودعم الإنتاج الوطني عبر دعم الشباب من خلال إنشاء بنك خاص بالشباب يعنى بتمويل مشاريع المؤسسات الناشئة لحمايتها من الإفلاس، وكذا إنشاء وزارة خاصة بالاقتصاد الرقمي.
انتقد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لدى افتتاحه معرض الإنتاج الوطني أمس سياسة الاستيراد التي تنتهجها الدولة، كاشفا أن عملية الاستيراد تتم بطرق “غير أخلاقية”، مبديا استيائه من “بعض المتعاملين الذين تسببوا في تبذير موارد مالية كبيرة بالعملة الوطنية والصعبة لسنوات دون تقديم أي نتيجة”، الأمر الذي يستوجب الذهاب نحو تغيير هذه السياسة عبر تقليص فاتورة الاستيراد ودعم الإنتاج الوطني، منتقدا في هذا الشأن الارتفاع غير المبرر في أسعار بعض المواد الاستهلاكية، مردفا” من غير المعقول أن يتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من مادة البطاطا الـ 60 دج، لا أريد سماع مجددا بأسعار مادة البطاطا تناهز الـ 100دج في الأسواق..يجب توقيف عملية الاستيراد في هذه المادة، فمن غير المعقول أن يتم تخزين المنتجات بغرف للتبريد، ونواصل في عملية الاستيراد”.
تقليص فاتورة استيراد الحليب أولوية
كما دعا تبون إلى إنشاء مزارع كبيرة، لتقليص فاتورة الاستيراد من ضمنها فاتورة استيراد الحليب، وطالب الفلاحين والمختصين في المجال إلى ضرورة إنشاء مزارع كبيرة لتربية الأبقار، الأمر الذي من شأنه رفع نسبة الإنتاج المحلي من الحليب، و بالتالي التقليص من فاتورة الإستيراد. كما أوضح تبون، في السياق ذاته، أنه لا يمكن القضاء على أزمة بودرة الحليب، بالإستعانة بمزارع تحتوي فقط على 5000 بقرة، بل أوضح إلى ضرورة توفير مزارع تستوعب أكثر من 15 ألف بقرة. من جهة أخرى أكد رئيس الجمهورية، أن التعامل مع المستثمرين سيكون بقاعدة رابح رابح، مضيفا أنه سيتم توفير الأراضي لهم، شريطه خلق مناصب شغل ومرافقه الشباب. وأكد أيضا أن عملية الإستيراد، لا يمكن اعتبارها إلا بمثابة إفلاس لخزينة الدولة، مشيرا أنه سيتم تشجيع قطاع الفلاحة عامة، والفلاحة في الصحراء خاصة،
منوها بضرورة تشجيع المنتج المحلي، والبحث عن أسواق خارجية للترويج له، من خلال ايلاء الأهمية للأسواق الإفريقية بوجه الخصوص، عبر تجسيد وحدات إنتاجية في الصحراء، نظرا لقرب المسافة بينها وبين الدول الإفريقية المجاورة، مطمئنا بأنه سيتم تقديم كل التسهيلات اللازمة للمتعاملين، لتمكينهم من تصدير منتجاتهم للأسواق الخارجية. مشيرا في هذا الصدد إلى أن اقتحام عملية تصدير المنتوج الوطني، لا يمكن تجسيدها إلا بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي، وكذا مطابقة المنتجات لمعايير التصدير الدولية.
وفي السياق، أعلن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عن إنشاء بنك خاص بالشباب يعنى بتمويل مشاريع المؤسسات الناشئة، وإنشاء وزارة خاصة بالاقتصاد الرقمي والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، يكون إطاراتها من فئة الشباب، وفي هذا الصدد خاطب رئيس الجمهورية، الشباب قائلا: “ليس لديكم فقط دعم وإنما تعهد الرئيس بتجسيد برنامجكم، نجاحكم نجاحنا وخسارتكم خسارتنا”، مصيفا” سنعمل على استحداث أكبر عدد من الحاضنات على مستوى جل المدن الكبرى للبلاد و التي ستكون تابعة لوزارة المؤسسات الناشئة و المصغرة”، كما وعد النساء حملة المشاريع، بتقديم الدعم لهن، من أجل توسيع مشاريعهن.
ضرورة نقل النموذج الصناعي العسكري إلى القطاعات المدنية الأخرى
بالمقابل، دعا رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، المقاولين إلى اقتحام مجال الصناعات الميكانيكية، مشددا على ضرورة نقل نموذج الصناعة العسكرية إلى القطاعات المدنية الأخرى، مشيرا إلى إن الصناعة العسكرية تتحلى بالجدية، ما يستدعي ضرورة نقل نموذجها إلى القطاع المدني، مصرحا: ”أقولها عن إيمان، الصناعة الميكانيكية الوحيدة في الوطن هي صناعة الجيش”. وأورد في السياق ” بعض المقاولين الخواص قادرون على تحويل نموذج صناعات الجيش إلى نموذج مدني في ميادين أخرى، كالحافلات وسيارات الإسعاف”. وأضاف “نحن نشجعهم على ذلك، شرط أن تعود هذه الاستثمارات الجديدة بالخيرات على اقتصاد الوطن، وتوفر مناصب الشغل”. وأضاف رئيس الجمهورية، يقول إن الصناعة الميكانيكية ليست معجزة، موضحا أنها تمر بمراحل وأن ما عاشته الجزائر ليس سوى تركيب وبقاء استيراد قطاع الغيار، وأن ما يحدث في عمليات الاستيراد “أمور غير أخلاقية”، داعيا إلى وقف الاستيراد العشوائي ودعم الإنتاج الوطني من أجل بلوغ سيارة جزائرية 100 بالمائة. وبخصوص المشاريع السكنية التي تعرف بعضا من التأخر في الانجاز، طالب رئيس الجمهورية، بالتسريع في وتيرة انجاز المشاريع السكنية، داعيا إلى ضرورة تحسين نوعية الأشغال.
عمر.ح