قالت الفنانة نضال الجزائري بأنها دخلت عالم التمثيل صدفة، بعدما كانت ترغب في دراسة السيناريو أو النقد، فلطالما كانت تعتبر أن الحاسة الأولى عندها هي الكتابة وبعدها تأتي الحواس الخمس الأخرى، حيث التحقت بالمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري “ايسماس” كطالبة ترغب في دراسة النقد المسرحي أو السيناريو، الذي لم يكن موجودا كتخصص في المعهد فأرادت أن تدرس النقد، لكن اللجنة آنذاك، وجهتها إلى التمثيل، فدرسته وكانت من خريجي الدفعة الأولى، لتقوم بأول مسرحية بعدها مع المسرح الوطني “محي الدين بشطارزي” مع امحمد بن قطاف.
وفي فضاء “صدى الأقلام”، الذي يدخل في إطار فعاليات الأنشطة الثقافية التي تنظمها “مؤسسة فنون وثقافة” لولاية الجزائر، تحت إشراف الأستاذ “ابراهيم نوال” و من تقديم الناقد عبد الرزاق بوكبة، الذي اعتبر أن نضال الجزائري ربطت صورتها بالجزائر كفنانة معاصرة مرتبطة، ليعطي الكلمة لنضال التي تحدثت عن مسارها الفني ومختلف القضايا الفنية، حيث قالت أصولي من شلالة العذاورة بالمدية وتربيت في الحراش، كنت سأتغرب عن الوطن ولأجل الوالدة بقيت، تأثرت بالفنانة المسرحية نضال الأشقر، كما تأثرت أيضا بالفنانة الجزائرية دليلة حليلو، السورية منى واصف والمصرية عبلة كامل، بداياتي كانت مع القلم، لكن سرعان ماخنته لأجل الفن، والمسرح بالتحديد.
وعن علاقتها بالمخرجين، قالت الفنانة لست من الذين يسمحون أن يُستغلوا، فحينما أتعارض مع المخرج فكريا أنسحب بشرف أما النقاش في الأمور الجمالية فهي عادية، مضيفة أن لا حظ لها في السينما، سوى تجربة وحيدة بعنوان “مال وطني” للمخرجة فاطمة بلحاج.
وكشفت نضال بأنها تشتغل على عرض مسرحي موجه للأطفال بعنوان “أجنحة نمولة” للكاتب يوسف بعلوج، وهو من إنتاج المسرح الوطني 2020.
وعرجت على اشتغالها في عالم الصحافة، أين كانت تعمل تحقيقات كبرى “أرض الرجال”، الذي كان يبث على التلفزيون الجزائري في سنوات صعبة، وأعقبت كلامها حول الموضوع، لم أخف الموت يوما، لأنه قضاء وقدر، مبرزة في سياق آخر أن الإعلام اليوم بات متقاعسا ويهتم بالإثارة، وهو مالايجب أن يكون.
نضال وفي حديثها عن القطاع الثقافي والفني، قالت أن أغلب الفنانين دخلاء على المهنة، وغير مثقفين ولاعلاقة لهم بالكتاب، لذلك فإن وزارة الثقافة ومختلف شرائح المجتمع تنظر إلينا بدونية، مضيفة أن الفنان بحاجة إلى ثقافة، تكوين، احتكاك وفي كل ميادين الحياة، ذلك أنه ابن مجتمعه، وحامل لهمومه وعليه أن يكون على اطلاع كبير، مشيرة أيضا أن قانون الفنان صار حاجة ملحة، ومايقوم به الفنان اليوم ماهو إلا اجتهادات.
وشددت ذات الفنانة على ضرورة أن يلتفت المسرحي الجزائري إلى كل ما يكتب أدبيا في الجزائر، عوضا عن الحديث عن أزمة النص، وعلى الروائيين والكتاب أيضا أن يكتبوا في المسرح، ليسهلوا على المسرحيين عملية الاقتباس في الرواية أو القصة.
واعترفت الفنانة أن المرأة الجزائرية لم تحض بما يكفي من الاستثمار المسرحي في هواجسها وعبقريتها الخاصة، وتمييع المشهد الثقافي والفني وتكسير رموزه كان سياسة مدروسة ومعتمدة، ويتوجب على النخبة تغيير هذا الواقع، مبرزة أن التطاول على جميلة بوحيرد و التشكيك في لخضر بورقعة…، وهم رموز تاريخية تربينا على نضالهم، أمر لايتقبله عقل بشر، لذلك علينا أن نحافظ على قيم الاحترام والاعتراف، والمودة…
صبرينة كركوبة