الجمعة , نوفمبر 15 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / مساهمة علاوة وهبي جروة: مجرد أفكار

مساهمة علاوة وهبي جروة: مجرد أفكار

هي مجرد أفكار شغلتني لفترة ليست بالقصيرة، وفي كل مرة كنت أرجأ الحديث عنها… أفكار قد لا تجد قناعة عند البعض وقد يرى فيها البعض مجرد مهاترة، أو فانتازيا لا ترتكز علي ركائز صحيحة أو نظرية علمية.

والحقيقة أنها فعلا لا ترتكز علي أشياء دقيقة ولكنها واقع ملحوظ في محمل عالمنا العربي، ولكننا لم نوليها أهمية قبل أن نبهنا لها الغرب الذي أصبح مرجعنا الوحيد في كثير من الأمور والأشياء التي نعايشها يوميا ولكن لا نهتم بها، وبمجرد أن ينتبه لها الغرب وينظر لها نتلقف  نظريته ونبدأ الحديث عنها وكأننا اكتشفنا ما لم يكتشف من قبل.نتخطف ما يقوله الغرب عنا  وكأننا وضعنا أصابعنا علي ما لم يسبقنا إليه احد رغم انه في حياتنا اليومية معايشا لنا و معايشون له.

مثلا مسرح الشارع الذي كثر الحديث عنه في العالم العربي غي الآونة الأخيرة وبشكل خاص منذ انتفاضة الشعب المصري ضد حسني مبارك  وما كان يقدم في ميدان التحرير من المشاهد والعروض المسرحية بنت اللحظة وما يتم الآن في العراق كذلك من هءه الظاهرة الفنية اي مسرح الشارع .الذي تحدث عنه الغرب منذ ثلاثينات القرن الماضي وبخاصة في أمريكا. ونظر له وأثبته، وها نحن نتلقف ذلك ونبدا في الحديث والتحليل والكتابة  والدعوة له.

وما أود أن أشير إليه هنا وربما أكون مصيبا فيه أو مخطأ وهو إن هذا النوع من المسرح كان موجودا في بعض الدول العربية وان لم يكن يحمل هذه التسمية واعني به  ما يعرف ربما في شمال إفريقيا بالخصوص  بالقوال  أو الراوية والذي كان يتخذ من الأسواق العامة ومن الساحات كذلك مجالا له لرواية القصص والحكايا ومجسدا لها سواء بمفرده أو الاستعانة ببعض الأشخاص، اذ نجد الراوية أو القوال وهي يحكي يقوم بتجسيد الشخصيات التي في حكايته ومستعينا بالدف كخلفية موسيقية والجمهور ملتف حوله  إما ضاحكا لما يضحك أو مصفقا  إعجابا وشخصيا وأنا صغير حضرت الكثير من هذا المسرح في الأسواق. ورأيت فيما بعد كيف أن الثورة استعانت بهؤلاء لتبليغ رسائلها المشفرة إلي الفدائيين في المدن وكيف كان دوما هناك مترصد للدوريات العسكرية لينذر الرأوي عند مجيئها فيقوم هذا الأخير بتغيير موضوع حديثه..وكذلك مثلا ما عرف في القرن الماضي كذلك بمسرح المقهي وكيف تلقفناه وصرنا نتحدث عنه وكأننا اكتشفنا العجب في ربما هذا النوع موجود عندنا ولم نكن نعيره انتباها واعني به الحكواتي الذي  يتخذ من المقهى مسرحا ليروي قصصه لرواد المقهى ويؤدي شخصيات قصصه وتري الحضور منتشيا بما يسمع وما يري من تمثيل الحكواتي وهذه الظاهرة منتشرة أكثر في المشرق العربي.

كذلك مثلا مسرح القسوة والطقوس الذي نظر له ارتوغي كتابه المسرح وقرينه، وصرنا نحن بعدها نستشهد به وكأنه جاء لنا بما لم نكن نعرفه، وشخصيا أرى أن بعض ما تحدث عنده موجود لدينا ولكننا لم نقوم بدراسته والتنظير له واقصد بعض الممارسات عند فرق العيساوة بشكل خاص.

أشياء كثيرة لا نهتم لها إلا إذا اهتم بها الغرب ودرسها ونظر لها ثم يسوقها لنا فنتلقفها  ونفتح الأبواب للحديث عنها، إنها مأساة في البلاد العربية  إذ توقف العقل عندنا وما عدنا نبدع مثلما كان أسلافنا من أسلافنا من قبل والتاريخ يشهد أن الكثير من العلوم هم من سوقها إلي الغرب، تري لماذا انعكست الآية الآن ولقد قتل الاحتلال الغربي لبلداننا روح البحث والإبداع فينا وعلمنا الكسل ورسخ في عقولنا اننا شعوب خمولة، وصرنا تبع له في كل شيء.

أن اغلب ما قرأته من النصوص التي سميت بمسرح الشارع لا تعدو كونها، تعكس ما يحدث وكأنها  موضوعات صحفية تسجل الذي يحدث ولا تبدع أو تتنبأ أو تعمل علي التغيير. المسرح وسيلة تغيير ووسيلة دعوة إليه ورؤية  وجمالية كذلك  لغة وأداء وبدون ذلك لا يكون سوي تهريج.

إننا في أمس الحاجة إلى دراسة بعض الظواهر الفنية عندنا والعمل علي وضع نظريات لها قبل أن يسبقنا الغرب إلي ذلك، ظواهر كثيرة ما زال الغرب لم ينتبه لها أو انتبه ولم ينظر لها بعد وعلي الباحث عندنا الالتفات إلي ذلك خير له من ارتداء جلد النظريات الغربية لما هو ملك له بالأساس.

هي مجرد أفكار خطرت علي البال قد نتفق حولها وقد نختلف وقد أكون مخطئا فيها وقد أكون مصيبا، لا يهم فقط علينا أن لا نكون كالببغاوات.

علاوة وهبي جروة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super