أجمعت نقابات التربية الوطنية المكونة من 15 نقابة حول وجوب تغيير المنظومة التربوية، مثمنة القرارات المنبثقة عن مجلس الوزراء الأخير، المتعلقة بشق التعليم والذي طالب بإعادة النظر في المنظومة التربوية من الناحية البيداغوجية مع تخفيف البرامج المدرسية وكذا منح الأنشطة الرياضية والثقافية مكانتها الحقيقية، وتتفاءل النقابات خيرا بعد أول لقاء جمعها مع الوزارة، ودعوة الوزير محمد واجعوط وفتح نقاش عميق حول المنظومة التربوية بعدما كانت سبل الحوار مسدودة، معربة عن أملها في أن يكون هناك حوار جاد يفضي إلى حلول حقيقية للمشاكل المطروحة.
يتم حاليا التحضير لمسودة عدة ملفات كبيرة ستطرح خلال الاجتماع الذي دعا إليه وزير التربية الوطنية مع الشركاء الاجتماعيين اليوم الثلاثاء، وهذا منذ إعلان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على ضرورة إعادة النظر في المنظومة التربوية من الناحية البيداغوجية مع تخفيف كثافة البرامج المدرسية، وتأكيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء على “إعادة النظر في المنظومة التربوية من الناحية البيداغوجية مع تخفيف كثافة البرامج المدرسية وإبلاء الأنشطة الرياضية والثقافية المكانة التي تستحقها، ومنه تحاول النقابات التحضير لإعادة النظر في الجوانب البيداغوجية”، وذلك تنفيذا لما جاء في بيان مجلس الوزراء الأخير، بما يستجيب لمطلب تخفيف البرامج التربوية، وتنصب جهود القائمين على ملف التربية أيضا على إبلاء الأنشطة الرياضية الأهمية اللازمة، أين أكدت جاهزيتها للمشاركة في المساهمة في الإصلاحات التي من شأنها أن تخرج المدرسة الجزائرية من الكم إلى النوع واتفقت جل النقابات على التجند للنهوض بقطاع التربية.
من جهته، أوضح المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “السنابست” مزيان مريان، أن نقابات التربية بصدد التحضير للخريطة الجديدة التي تسيير عليها المنظومة التربوية وفقا لما يقتضيه متطلبات ومسلتزمات لتكملة نقائص وتصحيح الاختلالات الموجود في قطاع التربية.، وقد أوضح مزيان مريان في هذا الخصوص أن الاهتمام بالمجالين الثقافي والرياضي في المؤسسات المدرسية يجب أن يشمل جميع الأطوار وأن يراعي ملاحظات وانشغالات الشركاء الاجتماعيين.
ووصفت نقابة أساتذة الثانويات الجزائر الخطوة التي بادرت بها الحكومة في أول اجتماع لها بـ”خطوة مهمة” في إعادة رسم التغيير لمنظومة تربوية جديدة بحسب أمينها العام زبير روينة، وستركز في حوارها مع الوزارة غدا، على أن التغيير ليس فقط من الجانب البيداغوجي، التغيير يجب أن يكون من حيث ظروف العمل ومن حيث أداء الأساتذة داخل المؤسسات التربوية من أجل تحسين التحصيل العلمي.
ورحبت نقابة “الأنباف”، بقرار رئيس الجمهورية، حيث أصدرت منشور عبر صفحتها الرسمية وضحت فيه على لسان الأمين العام لعمال التربية والتكوين صادق دزيري، أن النقابة تثمن قرارات مجلس الوزراء، معتبرة أنها خطوة ايجابية في إصلاح المنظومة التربوية، واصفة إياها بخطوة جريئة لإصلاح المنظومة التربوية، وخاصة قرار إعادة النظر في المناهج التربوية وأهدافها، وإعادة النظر في الحجم الساعي وإعادة النظر في البرامج والمناهج بما يحقق فعلا مدرسة النوعية والجودة.
وعن أهم المطالب الجوهرية لحل المشاكل الكثيرة التي يواجهها القطاع، ذكر صادق دزيري، ضرورة إعادة النظر في الشق التربوي البيداغوجي مبرزا تفاعلهم الايجابي مع التزامات رئيس الجمهورية في إصلاح المنظومة التربوية لاسيما ما تعلق بالمرحلة الابتدائية التي هي القاعدة الأساسية للنهوض بالمدرسة الجزائرية.
وذهب المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي “كناس” عبد الحفيظ ميلاط، للتعقيب على قرار الحكومة على أهمية ربط الجامعة بعالم الشغل لتصبح قاطرة لبناء اقتصادي وطني قوي وتكوين الجامعيين والطلبة، سواء تعلق الأمر بالاقتصاد التقليدي أو باقتصاد المعرفة، وذلك عبر خلق أقطاب امتياز جامعية متخصصة، موضحا يجب تنشئة جيل صاعد بداية من الأطوار الثلاثة وتكون الجامعة مكملة لمسار التلاميذ وتكونه بما يستلزم .
ووجهت الدعوة للحوار لكل من الأمناء العامين للاتحادية الوطنية لعمال التربية، الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، النقابة الوطنية لعمال التربية، النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، بالإضافة إلى المنسقين العامين للمجلس الوطني المستقل لمستخدمي القطاع ثلاثي الأطوار للتربية، والنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني والنقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية، مجلس أساتذة الثانويات الجزائرية، النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين لقطاع التربية الوطنية، النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم المتوسط، النقابة الوطنية للمشرفين والمساعدين التربويين، النقابة الوطنية المستقلة لموظفي التربية، النقابة الجزائرية لعمال التربية والنقابة الوطنية للعمال المهنيين لقطاع التربية الوطنية.
أميرة أمكيدش