استجابت أغلبية نقابات التربية المستقلة لأول لقاء يجمعها مع وزير التربية الوطنية الجديد محمد واجعوط، وهو الذي فتح باب الحوار ودعا النقابات للجلوس على طاولة واحدة من أجل مناقشة الملفات الثقيلة التي يتخبط فيها قطاع التربية.
اختارت بعض النقابات التريث قبل اتخاذ موقف إلى أن تلمح بوادر الإصلاحات في القطاع وتحقيق المطالب فعليا وليس شكليا، مثل النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين”ساتاف”، ومنهم من قررت مقاطعة اللقاء ورفض الحوار إلى غاية طرح الوزارة ملفات ثقيلة وحساسة عالقة على طاولة الحكومة، والتماس إرادة جادة في التعامل مع المطالب العمالية، وهو ما قرره المجلس الوطني للثانويات الجزائرية “الكلا”.
وقال الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال التربية، فرحات شابخ، في اتصال لـ “الجزائر” ان هذا اللقاء لقاء تعارفي وخطوة لمناقشة القضايا العريضة في قطاع التربية وخطوة للتعارف وكان تشاوري أكثر منه مطلبي، ولايكمن الوصول الى حلول منطقية وتوافقية في اليوم الأول من اللقاء الذي جمع أغلبية النقابات.
وقال المتحدث ذاته، أن الاتحادية الوطنية لعمال التربية طالبت لقاءات ثانوية لإعطاء فرصة لكل نقابة تقدم ملفات التي تراها محل النقاش على مصالح وزارة التربية وهذا للفصل في كل المشاكل التي يتخبط فيها القطاع، ومحاولة إنقاذ القطاع بما يخدم الموظفين من أساتذة وعمال وتلاميذ.
وأوضح الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بنقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التربية للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية، مسعود بوديبة، أن الظروف الاجتماعية والمهنية الصعبة التي يمر بها مستخدمو القطاع، تفرض التعامل مع الوزير الجديد للقطاع، للتشاور ومحاولة إيجاد حلول للوضعيات العالقة منذ خمس سنوات.
من جهته، أكد الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية أن المكتب الوطني “للأسنتيو” شارك في الاجتماع الأول الذي ترأسه الوزير الجديد محمد واجعوط، أمس، بعدما التمس من خلال الخطاب الذي ألقاه خلال نظرته الاستشرافية ومدى استعداده لحل الملفات الكبرى وعلى رأسها ثلاثة ملفات ويتعلق الأمر بتعديلات القانون الأساسي، ملف الخدمات الاجتماعية المجمد حاليا منذ تاريخ الـ31 ديسمبر الفارط، والذي لم تجد له الوزيرة السابقة أي حل سوى اعتمادها على سياسة الهروب إلى الأمام وعدم إجراء الانتخابات في آجالها والاكتفاء باللجوء إلى التمديد مرتين متتاليتين.
وبذات الصدد، أدى هذا الأمر إلى توقيف كل الخدمات والعمليات لصالح مستخدمي القطاع إلى حين إيجاد حل جذري له خاصة ما تعلق بالقانون الخاص المسير لها، إلى جانب ملف جد حساس يتعلق بإصلاحات المنظومة التربوية والتي شرع فيها سنة وتم 2003 وتم استئنافها سنة 2015، غير أنها أثبتت فشلها في الميدان والدليل هو نسبة الرسوب المسجلة سنويا في الامتحانات المدرسية الرسمية على غرار شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط “البيام”، والمقدرة بنسبة 50 بالمائة وطنيا، وكذا وزير التربية السابق عبد الحكيم بلعابد، و بين مد و جزر جلس الوزير على طاولة الحوار مع الشركاء الاجتماعيين، لمناقشة ملفات ثقيلة لأكثر القطاعات حساسية التي تعيش و ما تزال تعرف حراكا اجتماعيا كبيرا طيلة السنة الدراسية، وباءت بالفشل وغلق كل سبل الحوار والتفاوض.
وأضاف المتحدث ذاته أنه رغم أن الاجتماع بروتوكولي للتعارف، إلا أن “الأسنتيو” ستحدد من خلاله مستقبل تعاملها مع الوافد الجديد على القطاع، وستلتمس من خلال خطابه نظرته الاستشرافية لتسوية مختلف الوضعيات العالقة من خلال إحداث تغيير جذري، أم أنه سيستمر في تطبيق نفس سياسة الإصلاحات السابقة التي تعد امتدادا لإصلاحات رغم فشلها في الميدان.
وقال ممثل النقابة الوطنية المستقلة لعمال التربية والتكوين”الساتاف” بوعلام عمورة، إن المجتمعين طالبوا الوزير، بتنظيم لقاءات ثنائية مستقبلا، كشرط لاستمرار هذه المفاوضات والمطالبة بخصوصية اللقاء وإجراء لقاءات ثنائية من اجل إعطاء مصداقية أكثر للقاء.
وأضاف المتحدث ذاته، أن قرار مواصلة مقاطعة الحوار وربط تلبية دعوة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بتلبية مطالب رفع التضييق عن الممارسات السياسة والنقابية والإعلامية، إضافة إلى التعجيل في إطلاق سراح جميع المعتقلين، غير أنه أعلن أن الكنفيدرالية خولت لكل نقابة الفصل في قرار حضور جلسات العمل التي دعيت إليها، على غرار تنظيمات التربية.
أما نقابة مجلس الثانويات الجزائرية فقد أعلنت في بيان لها عقب انعقاد مجلسها الوطني قبل أيام بثانوية “فرانس فانون” بولاية بومرداس، عن مقاطعتها للاجتماع وعدم الحضور في انتظار الجدية في تناول مطالب العمال، حيث خلص المجلس في اختتامه إلى قرار عدم حضور لقاء الوزير المبرمج في انتظار الجدية في تناول مطالب العمال والتماس الإرادة السياسية في الاهتمام بالمدرسة.
وقررت كنفيدرالية النقابات الجزائرية، استئناف المفاوضات مع حكومة عبد العزيز جراد وستكون البداية، بقطاع التربية، في إطار لقاء تعارف بين الوزير وأجعوط وشركائه الاجتماعيين، فيما تمسكت بموقفها، تجاه دعوة وزير التربية، الى غاية رفع التضييق عن الممارسة السياسية والنقابية ، بعدما عقدت الكنفيدرالية الجزائرية جلسة عمل مطولة، خصصت لمناقشة مستقبل علاقتها مع الحكومة الجديدة، بعد دعوات تلقتها عدة نقابات لاستئناف الحوار المتوقف منذ قرابة عام.
أميرة أمكيدش
الرئيسية / الوطني / استجابت الأغلبية للاجتماع الأول من نوعه :
لقاء “التعارف” بين النقابات والوزير واجعوط
لقاء “التعارف” بين النقابات والوزير واجعوط
استجابت الأغلبية للاجتماع الأول من نوعه :
الوسومmain_post