رفض الوزير الأسبق والقيادي في حزب التجمع الوطني الديمقراطي بلقاسم ملاح القول إن “الأرندي” يتخبط في أزمة، وأكد على أن ما يعيشه الحزب هو مجرد “حالة استثنائية” وسترتب أمور الحزب في المؤتمر الاستثنائي المقبل عبر انتخاب قيادة جديدة، وأشار بالموازاة مع ذلك أنه ينبغي أن يكون “الأرندي” حزبا للمناضلين وليس للموظفين الإداريين.
– سيعقد التجمع الوطني الديمقراطي مؤتمرا إستثنائيا يومي 19 و20 مارس المقبل، هل سيكون ذلك بداية لتجاوز أزمته الحالية؟
“الأرندي” لا يعيش أزمة بل هو الآن في حالة استثنائية وماض قدما لترتيب البيت خلال المؤتمر الإستثنائي المنتظر عقده يومي 19 و 20 مارس القادم، هذا الأخير الذي سيعقد وفقا للقانون الأساسي والنظام الداخلي وستنتخب فيه قيادة جديدة نأمل أن تكون بداية جديدة للتجمع الوطني الديمقراطي تكون هناك قطيعة مع الممارسات السابقة والذهاب لتسير الحزب بقيادة جماعية بعيدا عن مركزية القرار وفتح المجال للشباب وتجسيد مبدأ التداول بأمين عام كل سنة وهو الأمر الذي كان مجسدا في حزب جبهة القوى الإشتراكية لأن الحزب سيكون في مواجهة امتحانات كثيرة تثبت حجمه ومكانته على الساحة السياسية والرد على كافة الأصوات المتعالية المطالبة في إقصائنا هذه الأخيرة التي أريد أن أقول لها إن الإقصاء يكون من الشعب وعن طريق الصندوق وفقط و ليس بصفة شفهية.
– هل الترشح لمنصب الأمانة العامة للحزب مطروح في أجندتكم؟
من السابق لأوانه الحديث عن مسألة الترشح للأمانة العامة للتجمع الوطني الديمقراطي، لأنه يفصلنا عن المؤتمر الإستثنائي شهرين تقريبا وباب الترشيحات سيفتح 15 يوما قبل عقد هذا المؤتمر غير أن ترشحي لهذا المنصب مرتبط بالمناضلين إذا طلبوا مني ذلك وأود في الذات السياق العودة للوراء والقول إنني ترشحت سنة 2016 لمنصب الأمانة العامة لـ”لأرندي” منافسا للأمين العام وقتها أحمد أويحيى وكانت شجاعة وجرأة في وقت لا يتجرأ أي أحد على الترشح لهذا المنصب وخوفا حتى من الترشح، وفرضت منطق الصندوق بدل التزكية وحصلت وقتها على 21 صوتا وكان الدافع لترشحي هو أنني كنت ضد السياسية التي كان يسير بها الحزب غير أنني دفعت ثمن جرأتي.
– انتقادات بالجملة تطال الأمين العام بالنيابة للحزب عز الدين ميهوبي، هل من تعليق على ذلك؟
عز الدين ميهوبي قاد الحزب في ظرف استثنائي ولذلك طالته انتقادات كثيرة والتي انحصرت في مجملها على المادة 33 التي تحدد مهام الأمين العام بالنيابة فقط على التحضير للمؤتمر الاستثنائي فالحزب عقد مؤخرا دورة استثنائية للمجلس الوطني وتم تحديد تاريخ 19 و 20 مارس لعقد المؤتمر الاستثنائي، وهو مناضل في الحزب وشغل العديد من المناصب وهو في منصبه الآن بتزكية من أعضاء المجلس الوطني و إن ترشح لمنصب الأمانة العامة وكانت له الأغلبية أين الإشكالية في ذلك؟.
في 2016 فكرت في تأسيس حزب سياسي ولكن قلت في نفسي أنا المناضل الحقيقي لا يمكن أن أتخلى عن الحزب الذي تأسس فيه وناضل فيه وعاش كافة المراحل فيه فالمناضلون مطالبون بالعمل على كيفية إرجاع هذا الحزب للواجهة السياسية ولعب دوره كحزب مناضلين وليس موظفين إداريين .
– في آخر ندوة صحفية عقدها الأمين العام بالنيابة عز الدين ميهوبي تم طرح فكرة تغيير اسم الحزب خلال المؤتمر الاستثناني، ما رأيك؟
أنا لست مع تغيير اسم الحزب بل علينا المحافظة على هذه التسمية، فمشكلة الحزب ليست في تسميته بل في الممارسات السابقة التي شوهت صورته وجعلته في مواجهة مع البقاء على الساحة السياسية في ظل لافتات وتعالي الأصوات المطالبة بإقصائه هي تسمية رافقها شعار الحزب “عمل أمل تضامن” لأن اسم الحزب لم يجسد على أرض الواقع ولم تترجمه ممارسات ديمقراطية بل كانت الأولوية لممارسات غير ديمقراطية جعلت “الأرندي” حبيس عنوان وحيد هو “لجنة مساندة”.
التجمع الوطني الديمقراطي ولد مع هذه التسمية التي تم اختيارها من مؤسسيه ولا يمكن تغيير تسمية الحزب بين ليلة وضحاها ولابد من استشارة المؤسسين الأوائل وأنا مع الإبقاء على اسم حزبنا ” التجمع الوطني الديمقراطي ” انطلاقا من قناعة أن مشكلة الحزب ليست في تسميته بل في الممارسات السابقة والتي وجب إحداث القطيعة معها، فقد يتغير الاسم ولن يسترد الحزب مكانته وأؤكد مرّة أخرى على أولوية إحداث القطيعة مع السياسيات والممارسات السابقة والتي كانت السبب الرئيس في تشويه صورة حزب التجمع الوطني الديمقراطي.. نريد “أرندي” جديد بقيادة جديدة وممارسات جديدة هذا هو المهم .
– بعض قيادات الحزب انتقدت قرار تقديم “الأرندي” لمرشح في رئاسيات 12 ديسمبر، هل توافقونهم موقفهم؟
صحيح أن مرشح الحزب لم يتمكن من الوصول إلى قصر المرادية واكتفى بالحلول في المرتبة الرابعة في رئاسيات 12 ديسمبر، ففي نظر الكثير هو فشل غير أنني أعتبره شجاعة سياسية لأنه لأول مرة يقدم “الأرندي” مرشحا ونفض الغبار عن نفسه وخرج من مسمى لجنة مساندة التي كانت لصيقة به لسنوات، هذا هو الأمر إيجابي وينبغي التركيز عليه.
زينب بن عزوز