ترأس الجزائر أشغال افتتاح هيئة نزع السلاح التابعة للأمم المتحدة، تحت إشراف رشيد بلباقي سفيرها الدائم لدى الأمم المتحدة بسويسرا، وتعتبر هذه المهمة جد إيجابية، بعد مشاركة الرئيس عبد المجيد تبون في مؤتمر برلين حول ليبيا، وقد برزت الدبلوماسية الجزائرية على واجهة الأحداث بعد غياب دام سنوات لأسباب تعلقت أساسا بالوضع الداخلي للبلاد.
نوهت الصحيفة السويسرية “لاتريبين دو جنيف” في مقال صادر بعنوان “في جنيف، الجزائر تعود إلى اللعبة الدبلوماسية” بهذه العودة إلى ساحة الأحداث الدولية، وأرجعت الصحيفة السويسرية ذلك إلى “انشغال الجزائر بمعالجة أزمة سياسية لم يسبق لها مثيل، لم تمكنها من لعب دور رئيسي على الساحة الدولية في الأشهر الأخيرة”، وتابعت الصحيفة السويسرية “مع انتخاب عبد المجيد تبون في 12 ديسمبر الماضي، تنفس الدبلوماسيون الصعداء، على وجه الخصوص في جنيف، لأنه ضمن النظام المتعدد الأطراف، كانت الجزائر دائما شريكا مهما”.
وحاورت الصحيفة السويسرية سفير الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة بسويسرا، رشيد بلباقي، الذي تم تعيينه في المنصب شهر أكتوبر الماضي، خلفا لوزير الخارجية الحالي صبري بوقادوم، وهو الدبلوماسي الذي اشتغل على هذا الملف منذ وصوله إلى جنيف، حيث كانت له عدة لقاءات مع السفراء المعتمدين، خاصة السفراء الذي تعتبر بلدانهم الأكثر تأثيرا في مثل هذه الملفات مثل الولايات الأمريكية وروسيا والصين.
وقال رشيد بلباقي: “نحن لن نفعل المعجزات، نعرف أن هناك طرقا مسدودة ولكن إذا نجحنا في خلق مناخ من الهدوء والثقة فسيكون ذلك بالفعل تقدما”، وتابع السفير رشيد بلباقي أنه “حان الوقت للعمل على مقاربة أمنية عالمية، وليس مجرد مقاربة وطنية”.
وطمأن السفير الجزائري الدائم لدى الأمم المتحدة، بأن وضع الجزائر “جيد”، مشيرا إلى أنه مع “حدود بحوالي 1000 كيلومتر مع ليبيا، فإن الجزائر مؤهلة بالفعل للتأكيد أن المنطقة تحتاج إلى مساحة آمنة على نطاق إقليمي، وينبغي أن تهيمن هذه الرؤية مع افتتاح أعمال هذا المؤتمر”.
وانتعشت الدبلوماسية الجزائرية في الآونة الأخيرة بعد سنوات من الغياب، جسدتها التحركات الأخيرة التي قادها الرئيس عبد المجيد تبون خاصة على الساحة الليبية، واستطاعت الجزائر أن تفرض حضورها في مؤتمر برلين حول ليبيا، بعدما كانت مقصاة منه، وبعد انتخاب الرئيس تبون، عمل الأخير على التأكيد أن الجزائر ترفض تهميشها من الحلول في جارتها ليبيا، وبفعل عمل دبلوماسي مكثف أثمر عدة لقاءات في العاصمة الجزائر مع فرقاء الأزمة الليبية إضافة إلى وزراء خارجية عدة دول فاعلة في الملف وبعد اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل مع الرئيس تبون، تمت دعوة الجزائر إلى هذه القمة الدولية المهمة كممثل وحيد عن منطقة المغرب العربي، وهي اليوم تطرح أمام الفرقاء الليبيين قدرتها على استضافة حوار ليبي-ليبي، خطوة تؤكد أن الدبلوماسية الجزائرية تتجه في الطريق الصحيح نحو استعادة زمام المبادرة ليس فقط على مستوى الملف الليبي وإنما في عدة ملفات تخص المنطقة وللجزائر موقف حولها.
إسلام كعبش
الرئيسية / الحدث / ترأس أشغال هيئة نزع السلاح التابعة للأمم المتحدة:
بعد برلين.. الجزائر تتحرك دبلوماسيا في جنيف
بعد برلين.. الجزائر تتحرك دبلوماسيا في جنيف
ترأس أشغال هيئة نزع السلاح التابعة للأمم المتحدة:
الوسومmain_post