يزحف فيروس “كورونا” الخطير في عدة دول، وهذا بعد تسجيل أولى الإصابات بفرنسا والسعودية، وهي البلدان التي تعرف حركة تنقل كبيرة من الجزائريين، ويواصل الفيروس الفتاك الانتشار بعديد دول العالم، على رأسها الصين، أين ظهر الوباء، والتي بلغت 15 دولة حسب ما أعلن عنه في الساعات الأخيرة، وهو ما دفع وزارة الصحة لتوجيه تعليمات للسلك الطبي لمواجهة أي طارئ فيما يخص الفيروس.
تعقد اليوم الأحد، وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، ندوة صحفية، هي الأولى من نوعها للحديث عن فيروس “كورونا” والذي عرف انتشارا واسعا في عديد دول العالم، وسيتم التطرق خلال الندوة الصحفية عن هذا الفيروس القاتل والمعدي، وأهم التدابير الوقائية التي يمكن للدولة اتخاذها من أجل الوقاية منه.
من جهته، أكد مدير الوقاية وترقية الصحة، بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الدكتور جمال فورار، أنه “قد تم توجيه تعليمات للسك الطبي لمواجهة أي طارئ بعد ظهور نوع جديد من فيروس كورونا في الصين”، وأكد ذات المسؤول، أن وزارة الصحة قدمت تعليمات لجميع الأطباء لتعزيز الوقاية والتكفل بالحالات عند ظهورها، كما تتابع الوضع وتنتظر تعليمات المنظمة العالمية للصحة، على غرار بقية دول العالم، في حالة انتشار الوباء لتنصيب كاميرات حرارية على مستوى المطارات الوطنية.
وأوضح الدكتور فورار، أنه حتى الآن لم تعط المنظمة العالمية للصحة أي تعليمات أو إنذار للمتعاملين الاقتصاديين ولا المسافرين بخصوص ظهور فيروس كورونا بالصين مؤخرا تحذر من خلالها من تهديدات الفيروس للعالم، وذكر بالمناسبة بأن الجزائر، على غرار بقية دول العالم، قد سبق وأن واجهت مثل هذه الأوضاع المتعلقة بمواجهة الفيروسات ذات الانتشار الواسع كفيروس كورونا الذي ظهر خلال السنوات الماضية وإيبولا من خلال تنصيب المنظومة الوطنية الخاصة بمثل هذه الأوبئة.
وكان تنصيب المنظومة الوطنية للترصد والإنذار –حسب ذات المسؤول- منذ سنة 2006 وتعيد تفعيلها في حالة ظهور أي طارئ جديد.
من جهته أكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث (فورام) الدكتور مصطفي خياطي، في تصريح لـ”الجزائر” أن تحرك وزارة الصحة في هذا الوقت “سيمكن من مواجهة الفيروس في حال تم تسجيل أي إصابة وأكد أن اتخاذ إجراءات وقائية سيسهل من مواجهته وصد أي احتمالات لإصابة الأفراد بالفيروس وانتشاره”.
وأكد الدكتور خياطي، أن فيروس” كورونا” يواصل الانتشار في دول العالم على غرار الصين اليابان تايلند وأمريكا، وحصد أرواح العشرات من المواطنين، وعن الوقاية من هذا الفيروس أكد خياطي، أنه يتطلب ضرورة توخي الحيطة وإتباع الإجراءات الوقائية الاعتيادية، كالاهتمام بالنظافة وغسل الأيدي وعدم مخالطة الحيوانات، في ظل الاحتمالات بأنها مصدر للعدوى، لافتا إلى أن الأعراض النمطية للإصابة بفيروس “كورونا” تأخذ شكل الحمى والسعال وضيق التنفس أو المتلازمة التنفسية الحادة، وأكد خياطي في نفس التصريح أن هذا الفيروس يمكن أن يتنقل من الحيوان للحيوان ومن الإنسان للإنسان ومن الحيوان للإنسان.
الجوية الجزائرية تؤكد مراقبتها لتطور الوباء بالصين
في حين أكدت شركة الخطوط الجوية الجزائرية، أنها تراقب تطور وباء الفيروس “كورونا” في الصين، وأنها على اتصال مع منظمة الصحة العالمية، التي لا توصي حاليا بأي قيود، وقالت شركة الخطوط الجوية، في بيانها، مراقبتها، لتطور وباء الفيروس في الصين، وأن الوضع في ذلك البلد، يتغير يوميا، حيث يتم الإبلاغ عن حالات العدوى في مدن صينية أخرى وكذلك خارج الصين.
41 حالة وفاة بفيروس “كورونا” في الصين
وأفادت أمس اللجنة الطبية الصينية، أن عدد ضحايا فيروس “كورونا” إرتفع إلى 41 شخصا، وكشفت اللجنة في بيان لها أن عدد المصابين بالفيروس إرتفع إلى ألف و200 حالة إصابة، من بينهم 237 في حالة خطيرة، ووفق نفس البيان فقد بلغ عدد المشتبه بإصابتهم بالفيروس ألف و 965 شخصا، في حين سجلت 38 حالة شفاء من الفيروس لحد الساعة، كما وصل عدد الأشخاص الخاضعين للمراقبة جراء ملامستهم للمصابين بالفيروس إلى 13 ألف و 967 شخصا.
انتشار فيروس كورونا بـ 15 بلدا من بينها دولة عربية
وأشارت آخر البيانات الرسمية لمنظمة الصحة العالمية، عن انتشار فيروس كورونا بـ 15 بلدا، من بينهم دولة عربية، وقد كثفت الصين جهودها لاحتواء فيروس كورونا المستجد، فعزلت أكثر من أربعين مليون شخص يوم الجمعة.
وبالنسبة للدول التي ثبت انتشار الفيروس فيها، تايلند، حيث سجلت أول إصابة خارج الصين في تايلند يوم 8 جانفي الثاني الجاري، لامرأة عائدة من مدينة ووهان، ثم سجلت ثلاث حالات أخرى، مما يرفع الإصابات إلى أربع، كما كشفت وزارة الصحة الفرنسية، وجود حالتين مؤكدتين من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وهما أول إصابتين في أوروبا، وتم الإعلان عن أول إصابة في كوريا الجنوبية لصينية تبلغ 35 عاما، وصلت إلى سول يوم 19 جانفي على متن طائرة آتية من مدينة ووهان، كما سجلت إصابة امرأة خمسينية كانت تعمل في المدينة أيضا.
أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فقد أدخل رجل ثلاثيني زار منطقة ووهان وعاد منها في 15 جانفي إلى مستشفى قرب سياتل، كما سجلت حالة أخرى يوم الجمعة لدى ستينية تقطن في شيكاغو، وصلت من مدينة ووهان يوم 13 جانفي.
أما اليابان، فقد سجلت الحالة الأولى لثلاثيني أدخل إلى المستشفى في 10 جانفي، كما سجلت حالة أخرى لأربعيني يسكن في ووهان، ووصل إلى اليابان في 19 من هذا الشهر،وبالنيبال، جرى الإعلان عن أول حالة يوم الجمعة لدى طالب جامعي، كما أعلنت سنغافورة، يوم الخميس، عن الإصابة الأولى، وهي لرجل يبلغ 66 عاما بعد ثلاثة أيام من وصوله من مدينة ووهان وهو يعاني من الحرارة والسعال،وثبتت إصابة ابنه الذي رافقه والبالغ 37 عاما، وكذلك كان حال امرأة خمسينية، وبتايوان، فقد سجلت الحالة الأولى لامرأة خمسينية وصلت من مقر إقامتها في ووهان، وبفيتنام، أدخل صينيان -رجل وابنه- إلى المستشفى في 17 و18 جانفي الجاري، وبهونغ كونغ، ثبتت إصابة شخصين زارا ووهان، وهما الآن يتلقيان العلاج فيها، أما ماكاو، فقد أعلنت سلطاتها في 22 جانفي إصابة سيدة أعمال تبلغ 52 عاما، وصلت قبل ثلاثة أيام بالقطار الآتي من مدينة تشوهاي الصينية.
كما أكدت أستراليا أمس السبت، تسجيل أول إصابة على أراضيها بفيروس كورونا، وبالنسبة للسعودية، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية إن ممرضة تعمل في أحد المستشفيات السعودية، قد صارت أول هندية تصاب بفيروس كورونا الجديد، أما ماليزيا، أعلنت السبت، عن أول ثلاث حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا فيها، وقال وزير الصحة الماليزي إن المصابين الثلاثة صينيون وتربطهم صلة قرابة بالرجل الذي أكدت السلطات الصحية في سنغافورة أن الاختبارات التي أجريت له بشأن الفيروس كانت إيجابية.
رزاقي جميلة