أدانت بعض الأحزاب السياسية السكوت العربي والتخاذل الذي نخر أنظمة الدول الداعمة لـ”صفقة القرن” كما دعت المنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات حقوق الإنسان، إلى تحمل مسؤولياتها في رفض هذا التعسف وانتهاكه للحق الفلسطيني، كما دعت ذات الجهة الدبلوماسية الجزائرية لأن يكون لها موقف من المبادرة في المنظمات الإقليمية والدولية للدفاع عن الشعب الفلسطيني والتصدي السياسي لمحاولات فرض واقع جديد يلغي حق شعبنا في فلسطين.
أكدت حركة مجتمع السلم، رفضها لـ “صفقة القرن” التي عرضها مؤخرا، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كونها “مضيعة للحقوق الفلسطينية وخروجا عن القرارات الأممية وانتهاكها القانون الدولي وانحيازها التام لمحتل مجرم يسفك دماء الفلسطينيين وينهب أرضهم”، معتبرة هذا الإعلان “دعاية انتخابية بائسة لإنقاذ “نتنياهو” سياسيا”.
ورفضت التشكيلة السياسية، التى يرأسها عبد الرزاق مقري في بيان لها، كل ما “جاء في الخطة من بنود تهدف لمحاولة تصفية قضية فلسطين وفرض السيادة بطريقة أحادية على ما تبقى من أرضها المقدسة”، وتابعت “نؤكد أن شعب فلسطين المقاوم وحده من يقرر مستقبله ومصيره على أرضه المباركة الطاهرة المسقية بدماء الشهداء”، مشيرة إلى “تضامن الشعب الجزائري وكشريك في التحرير معنيون بالشراكة مع أصحاب الحق والأحرار في العالم على استنفاد كل الطاقات والجهود وتوظيف الأدوات والوسائل الشرعية المتاحة لإجهاض الخطة”.
كما أدانت الحركة، السكوت العربي والتخاذل الذي نخر بعض أنظمة الدول الخليجية الداعمة للصفقة، قائلة: “وإذ نعول بعد الله على الشعوب الحرة العربية والمسلمة في هذه الأقطار وغيرها الممتدة من طنجة إلى جاكرتا، فإن الكل الصهيوني لا يصده إلا الكل المسلم”.
ودعا البيان نفسه، المؤسسات الشعبية والرسمية ومختلف القوى المجتمعية والسياسية والإعلامية في الجزائر والعالمين العربي والمسلم إلى إعلان التعبئة الشاملة لمواصلة نصرة الحق الفلسطيني الذي لا يسقط مهما كانت صعوبة التحديات وحجم التآمر والخيانة، ودعم صمود شعب فلسطين الأبي عبر الأدوات والوسائل المتعددة المتاحة لرفض الصفقة.
بن قرينة يدعو الدبلوماسية الجزائرية للتحرك في قضية “صفقة القرن”
هذا واعتبرت حركة البناء الوطني ما يسمى “صفقة القرن” التي أعلنت عنها الولايات المتحدة الأمريكية، “لا تتعدى كونها حالة متجددة لصفقات قديمة باءت بالفشل والخسران وذهب أصحابها وبقيت فلسطين”، والتي قالت إنها “ستؤول هي أيضا إلى نفس المصير”.
وفي بيان للحركة، جاء فيه “وعلى إثر الاعتداء السافر على الحق الفلسطيني الشرعي لشعب فلسطين في الاستقلال والحرية وتقرير مصيره بنفسه، وأمام تجاوز الشرعية الدولية والقرارات الأممية في هذا الحق التاريخي ومحاولات الاحتلال الصهيوني فرض واقع جديد يلغي هذا الحق، نؤكد وقوفنا مع الشعب الفلسطيني في حقه المشروع والدفاع عن أرضه وحريته”.
كما دعت حركة البناء المنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات حقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياتها في رفض هذا التعسف وانتهاكه للحق الفلسطيني، وأهاب عبد القادر بن قرينة، في بيان لحركة البناء، أمس الأربعاء، بالدبلوماسية الجزائرية أن يكون لها موقف المبادرة في المنظمات الإقليمية والدولية للدفاع عن الشعب الفلسطيني والتصدي السياسي لمحاولات فرض واقع جديد يلغي حق شعبنا في فلسطين.
جبهة العدالة والتنمية تندد بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
وفي نفس السياق، نددت جبهة العدالة والتنمية، التي يقودها، عبد الله جاب الله، بخطة الإدارة الأمريكية، وجاء في بيان لذات الحزب: “لقد تابعنا كما تابع كل مهتم بفلسطين والأقصى ما يجري في فلسطين المحتلة، وقرار المتعجرف ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بنقل السفارة الأمريكية في الأراضي المحتلة إلى القدس باعتبارها عاصمة دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل) بكثير من الألم والغضب والأمل”، وأشارت الجبهة إلى مواقف الخذلان التي لم ينفك معظم قادة العرب والمسلمين اتخاذها، – يضيف بيان الحزب- “فأذلوا بها أنفسهم وأمتهم وأضاعوا بها فلسطين والأقصى”.
وأشار الحزب إلى أن “فلسطين هي أرض المقدسات، والأقصى هو مكان التقاء السماء بالأرض عبر آدم وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، فهي لذلك شأن عربي وإسلامي تأمر به أحكام الدين وأخوة الإسلام وروابط النسب، وحقنا في تحريرها من الاستعمار الصهيوني اليهودي حق مشروع لا ينال بالانبطاح لإرادة أمريكا وحلفائها”.
وأكد عبد الله جاب الله، بأن الوضع في فلسطين والأقصى لن ينجلي بسياسة الانبطاح لأمريكا، واتباع أسلوب المفاوضات التي يرعاها أول داعم لدولة الكيان الصهيوني ومدافع عنها بالمال والسلاح والدبلوماسية، وإنما ينجلي بأن تنفض السلطة الفلسطينية ومن ورائها قادة الأنظمة في العالم العربي والإسلامي أسباب الخمول والغفلة وعوامل الوهن والهزيمة، ودعا جاب الله، لتتخلى عن مواقف الخذلان للشعب الفلسطيني بغلق ملف المفاوضات.
رزاقي جميلة