عقد وزير التربية الوطنية محمد واجعوط، سلسة من اللقاءات مع نقابات التربية الوطنية وذلك لمحاولة شد زمام الأمور وامتصاص الغليان الذي يشهده القطاع خاصة التي عزمت بشن إضرابات في هذا الأسبوع، حيث التقى بأعضاء النقابة الوطنية للمشرفين والمساعدين التربويين، وكذا النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم المتوسط .
هذا وناقش وزير التربية الوطنية محمد واجعوط، أول أمس، مع رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم المتوسط والذي كان مرفوقا بأعضاء المكتب الوطني للنقابة، بمقر دائرته الوزارية بالمرادية، عدة قضايا متعلقة بانشغالات النقابة ذات الطابع التربوي، البيداغوجي والاجتماعي المهني والتي تم طرحها ومناقشتها.
وأكد محمد واجعوط في كلمته بأن برمجة هذه اللقاءات الثنائية مع الشركاء الاجتماعيين تترجم صدق نية الوزارة في تفعيل وبعث اللقاءات التشاورية، والعمل التشاركي مع جميع الشركاء، من دون استبعاد أي طرف، للإصغاء إلى الانشغالات المطروحة والسهر على التكفل بها قدر المستطاع، وشدد المتحدث ذاته بأن المنزلة الاجتماعية والمهنية للأستاذ تحظى عنده باهتمام وانشغال بالغين، كمسؤول أول على القطاع أولا، ثم كأستاذ يعرف جيدا متاعب هذه المهنة النبيلة.
وفي سياق آخر، أوضح الوزير أن في خضم التحديات والاختلالات العديدة التي يعاني منها قطاع التربية اليوم، لا سيما قلة التحصيل العلمي والمعرفي للتلاميذ، وظروف عمل الموظفين يتعين العمل على إجراء إصلاحات من شأنها أن تنقل إلى مدرسة الجودة.
وأضاف المسؤول الأول عن القطاع أن هذا ما تضمنه مخطط عمل الحكومة من أجل تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية المؤرخ في 06 فيفري 2020 والمصادق عليه من طرف البرلمان بغرفتيه في شقه التربوي، والذي يرتكز حول ستة محاور، إجبارية التعليم، الإصلاح البيداغوجي، تحسين حوكمة المنظومة التربوية، احترافية المستخدمين في مجال التكوين، دعم التمدرس، الحوار الاجتماعي.
كما شدد على اعتماد الحوار الاجتماعي بشكل غير منقطع والعمل على تهدئة الأوضاع وتوحيد وجهات النظر، كل هذا من أجل تهيئة ظروف الشروع في تحقيق مشروع نهضة المدرسة الجزائرية، من خلال تجويد وتحسين النظام المدرسي، لا سيما مراجعة المناهج والبرامج ومن ثمة الكتب المدرسية ومنظومة التكوين بما يتماشى ومتطلبات التنمية المستدامة للوطن.
من جهة أخرى، أكد وزير التربية الوطنية محمد واجعوط في اللقاء الذي جمعه بالأمين العام للنقابة الوطنية للمشرفين والمساعدين التربويين والذي كان مرفوقا بأعضاء المكتب الوطني للنقابة، أن هذا اللقاء يندرج في إطار سلسلة من اللقاءات الثنائية التي برمجتها وزارة التربية الوطنية مع كافة الشركاء الاجتماعيين حسب رزنامة تمتد من 20 فيفري الى 12 مارس 2020.
من جهتهم، أوضحت النقابة الوطنية للمشرفين والمساعدين التربويين أن نتائج اللقاء سترسم خارطة الطريق للتحرك القادم للمساعدين والمشرفين التربويين فإما التهدئة أو التصعيد ومن ثم تكمن أهميته في الوقوف على مصداقية الوزارة في مقاربتها لملفات المساعدين والمشرفين التربويين خاصة الملفات الإستعجالية والتي يكفي أن يبت فيها الوزير بمراسلات أو تعليمات رسمية تضع حد للتململ والإحتقان الذي يسود محيط هذه الفئة جرّاء اللاعدل واللاإنصاف وكذا التعسفات الممنهجة الممارسة في حق هذا السلك من بعض مدراء المؤسسات التربوية أو مديريات التربية، كما طالبو وزير التربية أن يضع لها حدا في القريب العاجل ودون تأخير ضمانا لاستقرار قطاع التربية والذي لم ولن يكون إلا بالتسوية العادلة والمنصفة لملفات المساعدين والمشرفين التربويين.
وفي الأخير أبدى واجعوط حرصه للمضي قدما بمعية الشريك الاجتماعي، لتوطين وترسيخ ثقافة الحوار الجاد والصريح والتفاهم المتبادل، والذي سيعزز الحوكمة الرشيدة في القطاع ويساعد على مجابهة الصعوبات والتحديات.
أميرة أمكيدش